الرأي

فاقو!

جمال لعلامي
  • 2458
  • 8

دخلت صدفة محلا تجاريا وسط العاصمة، فوجدت زبائن يحللون ويتناقشون ويضعون يدهم على الجرح، وأعجبني الحديث الشيّق والموضوعي.. لم أتدخل، لم أقاطع المتحدثين، لم أكشف هويتي كصحفي.. لكن تماطلت وتباطأت وتقاعست وتثاقلت و”سمّطت” وتحوّلت إلى سلحفاة، حتى أستمع إلى “مناظرة” مفتحة على المباشر ومن دون ساتيليت أو قمر صناعي!

أجمع هؤلاءالسياسيونالكبار أن القيادات الحزبيةأخذت كلّ شيءلنفسها وعائلتها وأبنائها وحاشيتها وذوي قرباها وأصدقائها، ولمتعط أيّ شيءلأحزابها ومناضليها، مثلما حرمت الجزائريين من كلّ شيء من أجل لا شيء أو من أجل أيّ شيء!

..  وجدته كلاما كبيرا ومثيرا وخطيرا.. فقرّرت أن لا أغادر المحلّ إلى أنيطردنيصاحبه أو تتهمني الجماعة بالتخابر والتآمر وتـُلقي عليّا القبض بتهمةالجوسسة“!

وقال قائل: “هذاك الوزير عندو كذا وكذا، وردّ عليهالخبيرالآخر: “وهاذاك السياسي يستورد كذا وكذا، وقالالمحلل الاستراتيجيالثالث: “وسي فلان يصدر كذا وكذا“.. وبعدها نطق الجميع بعبارة واحدة: “واحنا شبعونا هدرة وبوليتيك“!

.. عندها قرّرت أن أخرج رأسي من وسط السلع، وإمّا أن أتدخل وأشارك فيالبرنامج، وإمّا أن أنسحب بشرف وكفى المؤمنين شرّ القتال!

الكلام الذي دار بين المواطنين البسطاء، بطبيعة الحال ليسكلام قهاوي، ولا هو تحليل بزنطي، ولا تحامل ولا تطاول، فالكثير ممّا قيل، هي معلومات دقيقة سمعت بها أنا وأنت ويعرفها العام والخاص، والبعض الآخر من تلك الأخبار، شخصيا لم أسمع بها، لكن قد تكون كذلك صحيحة ومن مصادر مطلعة وموثوقة ورسمية ومسؤولة ومتطابقة!

نقلت تفاصيل هذاالبرنامج السياسيأوالمحاكمة الشعبيةلبعض المسؤولين والسياسيين والقيادات الحزبية، لنقف عند درجة وعي ووقار المواطنين، وحتى تتأكد رواية يعرفها الجميع، مفادها أن المواطنفاقولم يعد يسمع أويشبعأو يقنع بآراء وتحليلات السياسيين!

 

السبب معروف، لأن السياسي والقائد الحزبي، تورط في قول ما لا يفعل، وفي الظهور حصريا خلال الحملات ثم الاختفاء إلى الأبد، إلى أن تعود الانتخابات، وقد تيقن المواطن أن الكثير من هؤلاءيأكلون الغلة ويسبون الملة، وأن مصالحهم أولى من مصالح البلاد والعباد.. فعلا.. ياو فاقو

مقالات ذات صلة