-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فال دوغراس “2”

فال دوغراس “2”

ما إن نزل بيان الرئاسة حول نقل الرئيس بوتفليقة إلى مستشفى فال دوغراس العسكري لإجراء فحوصات دورية حتى دخلت البلاد في حالة مشابهة تماما للحالة التي شهدتها غداة إصابته بالأزمة الصحية خلال الربيع الماضي، حالة من الغموض والترقب ميزها صمت مطبق لما يسمون بأنصار العهدة الرابعة، وبعض التململ لدى معارضي ترشح الرئيس بوتفليقة للموعد الانتخابي المقبل. ولعل الظرف الدقيق الذي أعلن فيه عن هذه الفحوصات الدورية التي ساهمت في هذا الغموض والترقب خصوصا وأن الجميع كان ينتظر أن يوقع الرئيس مرسوم استدعاء الهيئة الانتخابية وبالتالي إعطاء إشارة الانطلاق الفعلية للسباق نحو المرادية.

هذا الحدث فضح جميع الأطراف في الطبقة السياسية، فضح الموالاة التي دخلت في موسم التطبيل للعهدة الرابعة قبل الأوان من دون أن تلتفت إلى الحقيقة القائلة بأن الرئيس قد لا يكون قادرا على إدارة شؤون البلاد وهو في مثل تلك الظروف الصحية… فضحها، لأنها عودتنا أن تدخل في صمت مطبق عندما يغيب الرئيس بسبب المرض، وما إن يظهر الرئيس حتى تعود الحيوية في صفوفهم ويتسابقون في التزلف والتطبيل والتبشير، بل ويبدعون في أساليب الدفاع عن حق الرئيس في الترشح لدرجة أن أحدهم قال إنه سيدخل إضرابا عن الطعام إن لم يعلن الرئيس عن ترشحه لعهدة رابعة!!!

وفضح هذا الحدث كذلك المعارضة السياسية التي بنت كل مجدها على انتقاد الرئيس لصالح أطراف أخرى في السلطة وقدمت نموذجا هزيلا للعمل السياسي لا يحدث سوى في الجزائر، ذلك أن الديمقراطيات المحترمة يكون الصراع فيها بين السلطة والمعارضة إلا في الجزائر فإن الصراع يكون بين أطراف في السلطة، أما المعارضة فهي ليست سوى كيانات سياسية متحالفة مع الأطراف المتصارعة في السلطة، لذلك من الطبيعي أن يشتد الصراع حول مرشح السلطة!!

 

عندما يسود النفاق السياسي كافة أطراف الطبقة السياسية، وعندما يكون الدافع الرئيسي هو تحقيق المصلحة الشخصية… عندها لا يمكن أن نستغرب ظهور كائنات سياسية شاذة تقدم خطابا هزيلا مهلهلا، كالذي تابعناه قبل أيام في القاعة البيضاوية!!، وأمام هذا المشهد الرديء لا نملك إلا الأسف والتساؤل كيف لبلد غني بثرواته وتاريخه وموقعه الجغرافي وقدراته البشرية أن يقاد بمثل هذا الأشكال السياسية التي لا تقنع نفسها فضلا على إقناع الغير!!!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!