فتيات يعلنّ التوبة ويبحثن عن بديل للماكياج!

 تجعل الكثير من الجزائريات شهر شعبان محطة للتزود بالتقوى، والتقرب من الله بالطاعات والعبادات لما له من فضائل كثيرة صارت معلومة للعام والخاص بفضل البرامج الدينية التي تبث على مختلف المحطات الفضائية، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل هاته الأيام على التذكير بفضل الصيام في شهر شعبان، والإقبال على جني الحسنات.

وتجد الكثير من السيدات والفتيات، في الرجوع إلى الله قبل شهر الصيام، أمرا ضروريا ولا يحتمل أي تأخير لأنه من غير اللائق أن يعلن التوبة مع بداية رمضان، إذ يبدو االامر وكأنه نفاق مكشوف، فلا غرابة أن تقبل الكثيرات على الصلاة بعد أن تركنها لأشهر طويلة، وتعقد أخريات العزم على عدم الخوض في أعراض الناس والإقلاع عن النميمة، بل هناك من تعتزم ارتداء الحجاب في رمضان، أو على الأقل المحافظة على الاحتشام حتى لا تتسب في إثارة الفتنة بين الرجال.

وبالنسبة لـ “رميسة” ذات الـ 24، فإن شعبان، هو الشهر الذي يجعلها تلتفت إلى الصلاة وقراءة القرآن، حيث يمنحانها شعورا قويا بقدوم شهر رمضان، ويحسسانها بحلاوته، لذلك طلبت من خالتها قبل أيام أن ترن عليها في الهاتف لتوقظها لصلاة الفجر، وكذلك الأمر بالنسبة لأختها الكبيرة التي لم تكن تصلي، ولكنها مع اقتراب رمضان بدأت تصلي وتحث ابنتها الصغيرة على أداء الصلاة في وقتها.

واحتراما لحرمة شهر الصيام، تقرر الكثير من الفتيات، خاصة الموظفات منهن، عدم استعمال مواد الزينة” أو التقليل منها حتى لا يكن سببا في إفساد صوم الآخرين، ومع انتشار الصفحات الالكترونية والفيديوهات الخاصة بالتجميل الطبيعي، وجدت هؤلاء الفتيات بديلا للماكياج، حيث تقترح عليهن خبيرات في التجميل كيفيات طبيعة خاصة بشهر رمضان تمنح البشرة الحيوية واللمعان، ويجنبها الشحوب والإجهاد، سيما بالنسبة للمدمنات على استعمال الماكياج.

 دليلة هي واحدة من الباحثات عن مواد طبيعية تجعلها تستغني عما عداها من مواد كيمائية، تقول في هذا السياق، جربت العام الماضي وصفة قشور البطيخ لأسبوع واحد والتي أخذتها من أحد الفيديوهات الموجهة لشهر رمضان، فنفعتني كثيرا وبفضلها أصبح وجهي جميلا ورائعا لدرجة أن الزميلات في العمل قلن لي أن وجهك مشرق وكأنك لست صائمة، فأخبرتهن عن اسم القناة التي أتابعها على اليوتيوب.

وتحاول بعض المنتديات والصفحات على فيسبوك، أن تضع برنامجا خاصا بشهر رمضان، بحيث لا يكون فيه مجال للثرثرة واللغو والغيبة والنميمة، وبالأخص مشاهدة المسلسلات، في هذا الموضوع، تقول ريحانة، إنها أقلعت قبل نحو ثلاث سنوات على مشاهدة المسلسلات الرمضانية، حتى بعد الإفطار، على الرغم من أنها كانت مدمنة عليها، ولكنها ترغب في أن تجني ثمار هذا الشهر، لذلك لا يهمها الآن أن تشاهد ما سيعرض من برامج ومسلسلات خلال رمضان، وإن كانت تنوي أن تشاهدها بعد انقضاء الشهر، ولكنها تختار منها ما لا يعرض مشاهد خادشة للحياء.

وتعتبر أمينة، أن التوبة الموسمية قبل رمضان بأيام وخلاله، أنتج لنا أشخاصا” منافقين”ينتظرون انقضاء شهر رمضان ليعودوا إلى سابق عهدهم، مضيفة أنها رأت في المسجد الذي تصلي فيه التراويح ظواهر مقلقة كان من المفروض أن لا تكون في بيت الله، ومما رأت فتاة في مقتبل العمر، تضع يدها في جيوب السترات المعلقة لتسرق محتوياتها، وهي التي لا تغيب عن المسجد يوما واحد منذ أن ينطلق رمضان.

أن تستشعر هؤلاء الفتيات روحانية شهر الصيام، ويبادرن بالتوبة، فهو أمر جميل ومستحب ويستحق التشجيع، لأن هناك من يأتي عليه هذا الشهر ويتوغل في ساعاته العظيمة ولياليه المباركة دون أن يصحو من غفلته، ويمضي الشهر وهو لا يزال  هائما في المعاصي، غير منتبه إلى ما ضيعه من خير كثير، بينما تدفع بذرة الخير الموجودة في هؤلاء التائبات إلى الانتفاع من فضائل شهر رمضان وما تسبقه من أيام وليالي شعبان، وما يدرينا، لعل البذرة تثمر يوما وتؤتي أكلها؟.