الجزائر
"الشروق" تدخل المحطة البرية للخروبة وتقف على التدفق الكبير للمسافرين:

فرار جماعي من العاصمة

نادية سليماني
  • 5263
  • 10
يونس أوبعيش

تتوقع مؤسسة استغلال المحطات البرية للجزائر “سوقرال” استقبال بين 28 ألفا إلى 30 ألف مسافر يوميا خلال الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى المبارك، في وقت يتراوح الرقم في الأيام العادية بين 18 إلى 21 ألف مسافر، في حين تصل الطاقة الاستيعابية للمؤسّسة إلى حدود 50 ألف مسافر يوميا… وشهدت المحطة نهاية الأسبوع، تدفقا كبيرا للمسافرين المغادرين نحو ولاياتهم، أياما قليلة قبل العيد.
“الشروق” تنقلت للمحطة البرية للخروبة في آخر نهاية أسبوع قبل عيد الأضحى، للوقوف على حركية المسافرين، وحقيقة فوجئنا بالعدد الكبير للمواطنين المتنقلين، غالبيتهم عائلات عائدة من عطلتها الصيفية وموظفون مغادرون نحو ولاياتهم…. البعض وجدناه منهمكا في الأكل، وآخرون جالسون على السلالم وعلى الأرضية فوق جرائد…. اقتربنا من بعضهم للسؤال عن سير عملية حجز التذاكر، فأكد البعض حجزهم لتذاكر منذ أيام خاصة المتوجهين لولايات الجنوب، فيما لم يجد كثيرون من خيار خاصة المرتبطين بالعمل في العاصمة سوى الحضور في الدقائق الأخيرة لاقتطاع التذكرة، وهو ما يحتم على كثيرين الانتظار في الطوابير، فيما وجد آخرون سهولة كبيرة في حجز مكان بالحافلة….
وكثير من المتواجدين بمحطة خروبة، وحسبما أخبرونا هم موظفون “هاربون” من العمل، والذين قرروا بدء عطلة العيد من يوم الخميس ولن يعودوا للعمل إلا بعد 9 أيام كاملة، أي إلى غاية يوم الأحد المقبل، حيث سيتغيبون يوم الأحد قبل العيد ويوم الخميس بعده، وكل أوجد عذرا، فمنهم من قرر إرسال عطلة مرضية ليوم واحد، وآخرون دخلوا في عطلتهم الصيفية انطلاقا من ثالث أيام العيد.

طوابير طويلة لحجز تذاكر بعض الولايات

محمد من ولاية الشلف، موظف بمؤسسة عمومية بالعاصمة، أكد لنا حضوره للمحطة منتصف نهار الخميس بعد خروجه من العمل، ليتفاجأ بطابور طويل عريض من المواطنين المتوجهين لولاية الشلف، وتمكن من اقتطاع تذكرته بمشقة كبيرة، ومع ذلك رحب محدثنا بمستوى الخدمات في محطة خروبة، وحسبه “حتى ولو انتظرت طويلا، فبإمكانك شراء الطعام والماء والذهاب للمراحيض، وحتى أخذ قيلولة قبل ركوبك الحافلة”.
وأكد محمد، أنه بعد اقتناء التذكرة لن ينتظر أكثر من 15 دقيقة ليصعد الحافلة، فيما قرر زملاؤه في العمل القاطنون بولايات بعيدة، مغادرة العاصمة انطلاقا من يوم الجمعة، خاصة وأنهم سيستفيدون من عطلة عيد تدوم إلى عشرة أيام تقريبا.

بحثا عن التكييف… مسافرون يفضلون الحافلات على سيارات الأجرة

أما عائلة متوجهة لولاية الجلفة، مكونة من نساء فقط وجدناهن يتناولن الغداء، فأكّدن لنا حجزهن تذكرة بسهولة وهن ينتظرن الحافلة، وأكدت المتحدثات أنهن يفضلن السفر دوما عبر الحافلات ويتجنبن سيارات الأجرة خاصة في أوقات الحرّ، أين يرفض سائقو الأجرة تشغيل المكيفات، خوفا من تبذير البنزين أو التأثير على قدرة المحرك في سيارات السيرغاز، وهو ما يدخلهم في شجارات مع المسافرين. ومع ذلك شاهدنا حركية كبيرة بمحطة سيارات الأجرة بالخروبة.
في وقت تذمّر بعض المسافرين من إغلاق بعض شبابيك بيع التذاكر، والتي بإمكانها امتصاص العدد الهائل للمسافرين وتجنب الزحام أمام شباك معين، رغم أن تعليمات الرئيس المدير العام لـ”سوقرال” واضحة في هذا الشأن، إذ بإمكان المسافرين شراء تذكرة أي ولاية من جميع الشبابيك، وكما أن جميع الشبابيك مدون فوقها عبارة “لجميع الاتجاهات” وبالتالي لا يحق لأي موظف توجيه المواطنين لشباك غيره، وإلا سيُعاقب.
أما في شبابيك بيع تذاكر المناطق الجنوبيّة، فلاحظنا انسيابية في الحركة، فرغم عدد المسافرين الكبير، فالجميع اقتنى تذكرته وحمّل أمتعته دون عناء، وجلس للغداء منتظرا قدوم حافلته.

مقالات ذات صلة