-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرانكلين ووصيّةُ طردِ اليهود من الولايات المتحدة

خير الدين هني
  • 1916
  • 0
فرانكلين ووصيّةُ طردِ اليهود من الولايات المتحدة

كان بنجامين فرانكلين (17/01/1706- 17/04/1790)، رجلا ألمَعِيًّا ذكيّ الفؤاد حاذِق الفِراسة مُتعدِّد المواهب مشحوذ القريحة مُتوقِّد الذهن، مُتبصِّرا للحوادث والوقائع مستشرِفا للمستقبل، يمتلك رُؤيا سياسة واقتصادية واجتماعية واضحة المعالم، خبيرا بمعرفة الرجال ومعادنهم وطبائعهم، ولكثرة مواهبه يُعدّ من أبرز الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، كان أديبا موهوبا وناقدا سياسيا لاذعا ورجل تنوير وعالما فذّا مخترعا لنظريات في الفيزياء والكهرباء، لأنه كان مُلِمّا بتاريخ الفيزياء وعلومها فضلا عن كونه رجل دولة وديبلوماسيا متمرّسا.
وقد نال فضل السبق في اختراع مانع الصواعق، وهو أول من ابتكر مصطلح Electricity التي تُرجمت إلى كلمة كهرباء بالعربية، وقد مجّده الأمريكيون فجعلوا صورته على ورقة الـ100 دولار، كتخليدٍ لاسمه ومآثره ومناقبه العظيمة في الأمة الأمريكية، وقلّما حظيت شخصية أمريكية بالتبجيل والاحترام في تاريخ الولايات المتحدة كشخصية فرانكلين، وله أفضال أخرى يضيق المقام بذكرها لأنها كثيرة.
هذه الفِراسة في فهم طبيعة الأشياء والأمور الغامضة، هي التي جعلته يتنبأ بمخاطر اليهود على مستقبل الأمة الأمريكية، إذ كانوا يتقاطرون على البلاد من أراضي الشتات، وأخذوا يكوِّنون لوبيات مالية وإعلامية وسياسية، بدت معالمُها في البروز والاستحواذ والسيطرة والهيمنة، فعلم أنه لا يأتي من التنظيمات والتكتلات اليهودية إلا الشر المستطير، من أجل ذلك ألقى خطابا هاما، عام 1779 في أول مجلس تأسيسي للولايات المتحدة الأمريكية، تزعّمه بمناسبة استقلال البلد، حذّر فيه من تعاظم النفوذ اليهودي في المجتمع الأمريكي، فقال: “إن هؤلاء اليهود يدخلون البلاد بصفة دخلاء مساكين، وما يلبثون أن يمسكوا زمام مقدّراتنا، ثم يتعالوا على أهلها، ويحرموهم من خيرات بلادهم… إن هؤلاء اليهود هم أبالسة الجحيم وخفافيش الليل، ومصاصو دماء الشعوب، أيها السادة، اطردوا هذه الطغمة الفاجرة من بلادنا، قبل فوات الأوان، ضمانا لمصلحة الأمة وأجيالها القادمة، وإلا فإنكم سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وستجدون أنهم سيطروا على الدولة والأمة، ودمّروا ما بنيناه بدمائنا، وثقوا أنهم لم يرحموا أحدا، بل سيجعلونهم عبيدا في خدمتهم، بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم، يستمتعون بسرور بالغ بغبائنا، ويسخرون من جهلنا وغرورنا…
أيها السادة، ثقوا أنكم إذا لم تتخذوا هذا القرار فورا، فإن الأجيال الأمريكية القادمة ستلاحقكم بلعناتها، وهي تئنّ تحت أقدام اليهود…”، (النفوذ اليهودي في الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الدولية، ص 139، د/ فؤاد بن سيد عبد الرحمن الرفاعي).
إلا أن المجتمع الأمريكي بحكم انبهاره بخيرات القارة الوفيرة، واتساع رقعتها وتدفّق مياهها وخصوبة أراضيها، وغزارة أمطارها وجريان أنهارها وأوديتها وقلّة سكانها، وانشغاله بالتحوّلات الكبرى التي كان يقوم بها في خِضَمّ المعترك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدعوة إلى الوحدة الوطنية، وما كان يترتب عن ذلك من تطور هائل، كان يسجله على مسرح الحياة اليومية للواقع الذي كان يعيش فيه، وانهماكه في بناء نهضة علمية وفنية وتكنولوجية شاملة، كان ذلك كله قد أنساهم وصيَّة فرانكلين وتنبُّؤاته بالأخطار المحدقة بهم، من تعاظم التغلغل اليهودي وسيطرته على المفاصل الحيوية في الدولة وأجهزتها الحساسة.
والحركة اليهودية الناشئة في هذا المجتمع الجديد، لم تستسلم لتحذيرات فرانكلين وتنبيهاته، بل وقفت بالمرصاد مستخدمة كل الوسائل المادية والمعنوية المتاحة لها، لإسقاط تحذيراته وإبطالها ومسحها من الأذهان، ولما كانت هذه الحركة تعلم خطورة نشر تنبيهات فرانكلين في وسائل الإعلام وتأثيرها على العقول والوجدان، فإنها اضطرّت إلى شراء جميع أعداد صحيفة (تشارلييز بيكي)، التي نشرت الخطاب في اليوم التالي وأحرقتها. (المرجع السابق، ص 139)، كما أن أنصارها استطاعوا النجاح في حشد أنصارهم والمؤيدين لهم من الماسونيين والمنتفعين، فأسقطوا اقتراح فرانكلين في المجلس التأسيسي.
ثم برز وزير الدفاع الأمريكي، جيمس فور تشال في حكومة هاري ترومان، كمعارض لتغلغل الوجود اليهودي في التأثير على السياسة الأمريكية، التي قد يضرُّ بمصالحها القومية والإستراتيجية، وبخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فلقد جاءت تصريحاته بهذا الخصوص واضحة لا لبس فيها، إذ قال: “ليس من حق أيّ جماعة في أمريكا -يقصد اليهود- أن يُسمح لها بالتأثير في السياسة الأمريكية، بصورة تهدد أمن أمريكا القومي”. المرجع السابق، ص140). وهاري ترومان يحتل الرتبة الثالثة والثلاثين كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

 إن هؤلاء اليهود هم أبالسة الجحيم وخفافيش الليل، ومصاصو دماء الشعوب، أيها السادة، اطردوا هذه الطغمة الفاجرة من بلادنا، قبل فوات الأوان، ضمانا لمصلحة الأمة وأجيالها القادمة، وإلا فإنكم سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وستجدون أنهم سيطروا على الدولة والأمة، ودمّروا ما بنيناه بدمائنا، وثقوا أنهم لم يرحموا أحدا، بل سيجعلونهم عبيدا في خدمتهم، بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم، يستمتعون بسرور بالغ بغبائنا، ويسخرون من جهلنا وغرورنا…

وقد لقي هذا الوزير من جرّاء هذه المعارضة، عنتا كبيرا من قبل رئيس الجمهورية جيرالد فورد، وعنّفه بشدة ووبّخه وأغلظ له بالقول، كما وُجِّهت إليه حملة صهيونية شرسة، إذ أغلظ الحاخام الأكبر في يمينه بأنه سيلقى نهاية مأساوية مثل سلفه فورد ستال الذي كان يعارض تغلغل النفوذ اليهودي في السياسة الأمريكية. وهكذا نجد الحركة اليهودية والصهيونية شكّلت لوبيا خطيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت تمثل أخطبوطا سياسيا وإعلاميا وماليا كبيرا، جثم على صدور الشعب الأمريكي، من خلال سيطرتهم على دوائر النفوذ ومصادر القرارات السياسية، ولاسيّما ما يتعلق منها بالقضايا العربية والفلسطينية تحديدا، وحتى اغتيال الرئيس كيندي يقال إن اللوبي اليهودي، هو من دبّر مكيدة اغتياله، لأن كنيدي كان يناصر القضايا العربية والفلسطينية بخاصة.
وكلُّ أمريكي حرّ تجرّأ على معارضة هذه الحركة العنصرية المعادية لكل البشر، ولا تخدم المصالح القومية لليهود، إلا وتعرَّض إلى مؤامراتهم ومكائدهم الخطرة، خصوصا وأنهم مسيطرون على المؤسَّسات المالية والإعلامية، وعند الشعور بالخطر من أي جهة كانت، يوجِّهون كبريات وسائل الإعلام التابعة لهم، ليشهِّروا به ويبحثوا عن مثالبه وأخطائه ليشنِّعوا به، وهم يرومون تدمير مستقبله السياسي والمهني وعزله عن الحياة، كيما تسهُل عليهم تصفيته جسديًّا من طريق ما يسمُّونه الانتحار أو حوادث المرور أو غيرهما، مثلما فعلوه مع الكثيرين من خيار الشخصيات السياسية والعلمية الأمريكية.
ولا يمكن أن يخطر ببال أحد أن الشعب الأمريكي كله، واقعٌ في حب اليهود وغرامهم، مثلما هو عليه حاكم البيت الأبيض وزمرته اليوم، وإنما يوجد بعض الأحرار الشرفاء من غير الإنجيليين الجدد يبغضون اليهود ويمقتونهم، ولكنهم يدارون ويتوارون خشية من خطرهم ومكرهم وكيدهم، فيخفون كرههم ومقتهم في نفوسهم، ويرجِئون الأمر إلى الأقدار لعلها تأتي بالتغيير، فتريحهم من شرهم وتعاليهم واستكبارهم.
وتأييد السياسيين الأمريكيين والغربيين لليهود الصهاينة، إنما لأن تحالفهم يخدم المصالح القومية والإستراتيجية لأمريكا والأوروبيين في المشرق العربي، لأن دولة الكيان المغروسة في فلسطين، تمثل القاعدة العسكرية الأمامية للغرب في بلاد العرب، كما قال بايدن مؤخرا إنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها، من أجل تحقيق المصالح الحيوية للولايات المتحدة.
والتحالفُ الغربي الصهيوني وتدعيمه بكل الوسائل، يدخل في مخططاتهم الكبرى، لأنّ الغرب مرعوبٌ من الوحدة العربية والإسلامية، التي إن تم بناؤها قوّضت أركان دولهم ووحدتهم ومشاريعهم التلمودية والإنجيلية، التي تدعو –صراحة- إلى قتل كل ذي حياة يدب في الأرض وينافسهم على الأرض، وهذا ما يؤمن به النصارى الإنجيليون في أمريكا والغرب عامة، وأصبح يدعو إليه نتنياهو العلماني، آخذا بوصايا الحاخامات الذين سجَّلوا حفلات رقص صاخبة، ابتهاجا بالقتل المروِّع في غزة، استجابة لما يدعو إليه كتابهم المقدس: “وحرِّقوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة ومن طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحدِّ السيف” يشوع (21:6)، وفي صموئيل الأول (15.3): “فالآن اذهب واضرب عماليق وحرّموا كل ما له، ولا تعفُ عنهم بل اقتل رجلا وامراة وطفلا ورضيعا، بقرا وغنما جملا وحمارا”.
قال الدكتور مصطفى محمود معلِّقا على توراة اليهود: “وجعلوا من الرب طاغوتًا دمويًّا يستبيح لهم جميع الأمم”، وفي نص آخر “حين تقرُب من مدينة لكي تحاربها استدعِها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبَد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهُك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهُك”.
وقال الدكتور محمد عمارة في التوراة: “وجدنا الأوامر الإلهيَّة التي تدعوهم إلى تدمير كل الأخيار من البشر إلى الشجر إلى الحجر، ومن الحيوان إلى الطبيعة، ومن الكبار إلى الأطفال، ومن الرجال إلى النساء”.
وهذه الفلسفة في التقتيل والترهيب لغير اليهود من كنعان، هي ما يؤمن به حكام الكيان والغرب اليوم، تأسيّا بوصايا الكتاب المقدَّس، ولهذا لم تأخذهم رأفة ولا رحمة بسكان غزة، فشرعوا في التقتيل لكل من به حياة من البشر من دون تفريق بين كبير وصغير وبين امرأة ورجل، وبين عمران ومستشفيات وحقول وبساتين، استجابة لتعاليم التوراة.
الغرب العلماني -زورا- يتأسى بتعاليم كتابه المقدَّس المحرَّف، وبعض حكام العرب يحاربون الإسلام، لأنه دين يدعو إلى العمارة والرحمة والرأفة والرفق والتعاون والتآزر والتعايش، والوحدة والعدل والمساواة ومحاربة مظاهر الفساد والإفساد والأثرة والخيانة والعمالة، لذلك أذلّهم الله على أيدي حفنة من اليهود الصهاينة، بالتطبيع والولاء والخيانة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!