الجزائر
رقص في الشارع.. بكاء وسجود وزردات

فرحة هستيرية للنواب الجدد بمقعد البرلمان

نادية سليماني
  • 5216
  • 18
أرشيف

فرحة هستيرية عاشها الصّاعدون الجدد وحتى القدماء لقبة زيغود يوسف.. فمن السجود في الشوارع إلى تقبيل أرجل الأمهات، إلى إقامة الزردات والوعدات، وصولا لتنظيم مواكب الأفراح… فكانت بالفعل أجواء فرحة غير مسبوقة، وثّقتها بالصوت والصورة مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
صنع الفائزون في تشريعات 12 جوان، من مختلف التشكيلات السياسية وحتى المترشحون الأحرار، أجواء استثنائية على منصات التواصل الاجتماعي، فرحا بما اعتبروه نصرا عظيما بولوج قبة البرلمان، والحصول على كرسي نيابي، سيفتح أمامهم حتما أبوابا واسعة لمستقبل “مُشرق”، سواء في خدمة مصالح الشعب أم حتى المصالح الشخصية، فـ”النيابة” قبل أن تكون مهمة لها عائدات مالية، فهي “برستيج” في المجتمع، وبالتالي فرحة الفوز، ستكون على قدر هذا “البرستيج”.

فائز يقبل أرجل والدته بالشارع..!!
من الفيديوهات التي صنعت الحدث على منصة “فايسبوك”، فيديو لأحد الفائزين بمقعد برلماني، ينحدر من ولاية جنوبية، تم تصويره، وهو يقبل أرجل والدته المسنة، وفي الشارع أمام المارة، فرحا بنتيجة الفوز، مؤكدا أن دعوات والدته وحب الناس له، هو ما أوصله إلى قبة زيغود يوسف. واستحسن الكثير الصورة، التي تعبر عن حب “النائب البرلماني” والدته وتقديره لها.
فيديو آخر، تعرض فيه صاحبه “البرلماني” إلى موجة سخرية كبيرة، حيث ظهر وهو يرقص كالأطفال في الشارع، فرحا بنتيجة الفوز. واعترض كثير من رواد “الفايسبوك” على هذا السلوك التعبيري، الذي ينم، بحسبهم، عن استهتار من النائب. وقالوا إن المنصب الذي تحصل عليه هو منصب هام، ولابد له من شخصية محترمة و”رزينة”. كما أنّ هذا المنصب هو تكليف لا تشريف، وبالتالي المبالغة في إظهار الفرحة وبطريقة “الرقص” لنائب في ثالث مؤسسة دستورية بالجزائر، يعتبر “إنقاصا من هيبة مُمثلي الشعب”.

نوّاب باكون وساجدون وحامدون..
أما كثير من الفائزين، وكعادتهم، فنظموا “زردات ووعدات”، ووزعوا الطعام والشراب على أبناء الحي. فكانت فرحتهم بالنيابة بمثابة عرس كبير، اجتمع فيه الأهل والأقارب وأبناء الحي الواحد، والمناضلون في الأحزاب.. على أهازيج الموسيقى. والبعض نظم حفلات استقبال داخل قاعات مغلقة، وآخرون جعلوها مفتوحة في الشوارع ولجميع المارة.
أما سلوكات “البكاء” و”السجود” أرضا، فهي مظاهرة تعودنا عليها في جميع المناسبات المفرحة، حيث امتلأت الصفحات الفاسيبوكية بصور النواب الفائزين الباكين والساجدين، والحامدين.. وغالبيتهم ممن تطأ أقدامهم لأول مرة، قبة عاشر عهدة برلمانية في الجزائر.
أما النواب الذين خسروا التمثيل النيابي، فتفرقوا بين منتقد للعملية الانتخابية ومشتك من التزوير، بينما اعترف آخرون بالهزيمة ووعدوا بالعمل أكثر من أجل نيل ثقة الشعب في الاستحقاقات القادمة.

مقالات ذات صلة