فرعون يأمر بالمعروف
المسرحية الهزلية التي تجري في قضاء الانقلاب في مصر “السي scie”، خرجت عن النص، و”اجتهدت” في مشاهد لم يؤلفها حتى المؤلف الانقلابي! مسرحية في غاية المهزلة، مع توابل “كافكا” وبهارات “راسبوتين” وملح “موليير” الزائد عن اللزوم! نص خرج عن النص وخرج المخرج حتى عن إيجاد مخرج مقنع لهم كمؤلفين جماعيين ومخرجين تحت الخدمة، من سحرة فرعون! أكثر من ذلك، ترد الرئاسة في مصر، على التعليق على الأحكام المخزية بتنفيذ الإعدام عسكريا على 6 شبان! ثم ترمى المنشفة الملطخة بالعار إلى مفتي الديار ليقول كلمة باطل في مشروع قتل جماعي لشلة من الإخوان وعلى رأسهم رئيس الجمهورية المنتخب لأول مرة في تاريخ مصر، ديمقراطيا وشعبيا! ترد بأن المعلقين على الحكم القضائي جاهلون بالقضاء! (هم الأجهل بالقضاء وبالقانون والسفيه بما فيه!). قرار قضائي سياسي “سيسي”، لم يبكينا أكثر مما أضحكنا! القرضاوي، مناضلون فلسطينيون، موجودون في السجون الإسرائيلية منذ أمد بعيد (ولم تحكم عليهم حتى إسرائيل بالإعدام! فتأتي مصر الثورة، العربية، المسلمة، لتقول لليهود، اسكتوا، نحن من يأخذ لكم بالثأر!): الغائب منهم والمسجون قبل الحادثة، في مصر وفي إسرائيل وفي غير إسرائيل، الكل محكوم عليه بالإعدام، ولم يبق فقط إلا أن يقوم الفريق بالحكم بالإعدام على كل المصريين الشرفاء وتنفيذه جماعيا في حملة إبادة (بدأت مع الانقلاب وتريد أن تستمر لتؤسس دولة منقلبة على أنقاض شعب “مقلوب” على أمره!).
نمت على هذه اللعنة (وما نمت فعلا، “ألا نامت أعين الجبناء!) لأجد نفسي قاضي قضاة مصر برتبة جنرال في المخابرات متخصص في مكافحة رائحة الإسلام والمسلمين “غير المستسلمين”، وأزن قنطارين، وقد أخرجت من جيب سروايلي العريض الذي انبعج في الخلف فصرت كالمفعول به أصرف بالفتحة الظاهرة في آخره، وقد ضمت القائمة 30 ألف شخصية دينية وسياسية معارضة وغير معارضة، يكفي أن فيها رائحة الدين أو اسم “الشيخ”: ورحت أملي من فوق منصة المحكمة العسكرية: الحكم بالإعدام شنقا على الحاضرين: مرسي، البلتاجي، المرشد، جماعة الإخوان المسلمين كلهم. كما أدين غيابيا كل من محمد عبده، الأفغاني، رفاعة الطهطاوي، رابعة العدوية، عمرو بن العاص، الزبير بن العوام، التي حركت السعودية ضده دعوى قضائية في مصر! كما حكم بالإعدام على “كل من ساهم في فتح مصر” من المسلمين.
كما أعلنت أمام صحافتنا المحترمة أننا سنحكم بالإعدام فيما بعد على كل من أدخل الإسلام إلى مصر منذ الصحابة. وسننتهي بمحاكمة موسى وهارون على هروبهما من مصر باتجاه سيناء وتكوين عصابة أشرار، وإغراق رئيس الجمهورية آنذاك، إله المصريين الأعظم آنذاك، في اليم.
وأفيق من النوم وأنا أبكي من الضحك!