فرنسا لم تؤمن يوما باستقلال الجزائر ومواقفها الداعمة للمغرب انتقامية

قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن المواقف الفرنسية في سياستها الخارجية، لا زال يحكمها الحنين إلى الماضي الاستعماري، وهي الملاحظات التي سجلها على تعاطي باريس مع مستعمرتها السابقة الجزائر، وكذا مواقفها المتعلقة بقضية الصحراء الغربية.

فقد حمل موقع ويكيليكس، الذي اشتهر بتسريب الوثائق الصادرة عن الإدارة الأمريكية وسفاراتها في الخارج، أن الرئيس بوتفليقة، أكد لمسؤولة أمريكية في إدارة الرئيس السابق جورج بوش، أن “فرنسا لم تؤمن يوماً باستقلال الجزائر”، وهو التصريح الذي جاء في وقت كان فيه البلدان يعيشان على وقع أزمة غير مسبوقة، بسبب تبني الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لقانون 23 فيفري الممجد للاستعمار.

وأضاف بوتفليقة في جلسة دامت ثلاث ساعات ونصف، جمعته بـ”فرانسيس فراغوس تاونزند” مستشارة الشؤون الأمنية للرئيس الأمريكي السابق، جورج وولكر بوش، في ماي 2007، أن عدم قدرة الطرف الفرنسي على هضم استقلال الجزائر وانفصالها عنها، يتجلى من خلال مساعي باريس لتصفية حساباتها مع الجزائر، عبر دعم المملكة المغربية في نزاعها مع جبهة البوليزاريو.

وقدّر بوتفليقة بأن الفرنسيين ونظرا لتاريخهم الاستعماري في المغرب لا يستطيعون لعب دور بناء في النزاع الدائر في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن مطالب الحكومة الجزائرية، لا تتعدى تطبيق القانون الدولي وبسط الشرعية فيما يتعلق بالنزاع حول الصحراء الغربية، الذي يعود إلى عشرية السبعينيات، ومع ذلك لم يجد طريقه إلى الحل، على عكس قضايا أخرى مشابهة، مثل الهندوراس وبروناي وسورينام، التي حصلت كلها على الاستقلال منذ مدة طويلة.

ودعا بوتفليقة، حسب ما أورده موقع ويكيليكس، الأمريكيين إلى وساطة جادة بين المغرب والبوليزاريو، وقال: “ما يجب أن يحصل هو أن يتوصل المغرب والبوليزاريو إلى حل، ويمكنهم أن يفعلوا ذلك بمساعدة الأميركيين”، مضيفا “لو كنت استطيع حل المشكلة لفعلت ذلك، لكنني لا أستطيع التحدث باسم الصحراويين“.