-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرنسا ودورها الانساني في لبنان!

الشروق أونلاين
  • 1295
  • 0
فرنسا ودورها الانساني في لبنان!

إذا كانت الولايات المتحدة قد أعلنت بوضوح دعمها الكامل لإسرائيل في عدوانها المتواصل على لبنان، فإن فرنسا تمارس نفاقا سياسيا ودبلوماسيا حقيقيا يظهر من خلاله التناقض الموجود بين أقوالها وأفعالها.‭ ‬ليلى‮ / ‬ل‮ ‬
فمن جهة نجد الحكومة الفرنسية تتباكى على لبنان الذي يتعرض للتدمير بآلة الحرب الإسرائيلية وتطالب بما أسمته “هدنة إنسانية”، كما قامت بإرسال رئيس وزرائها دومنيك دوفيلبان ووزير خارجيتها فليب دوست بلازي إلى بيروت تعبيرا عن تضامنها مع اللبنانيين شعبا وحكومة على حد قول بيانات قصر الإلزيه، ومن جهة أخرى نجدها تتبنى نفس مواقف شركائها وحلفائها في مجموعة الثماني الصناعية في كون إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها بعد أسر اثنين من جنودها من طرف المقاومة التابعة لحزب الله. وحتى عندما ارتفعت الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بين قوات حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي وطرح الأمر على طاولة مجلس الأمن، لم تدافع فرنسا عن لبنان “الحليف” ولم تلوح بحق الفيتو مثلما تفعل واشنطن مع تل أبيب، بل أنها انحازت إلى التيار الذي يربط وقف إطلاق النار بالشروط الإسرائيلية والمتمثلة في: الإفراج غير المشروط عن الأسيرين الإسرائيليين ووقف حزب الله لإطلاق صواريخه على شمال إسرائيل ، رغم أن القضية باتت تتعلق بحرب إبادة تمارسها إسرائيل على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة وكذلك عضو في منظمة الفرانكفونية التي تحمي النفوذ الفرنسي في العالم.. فرنسا جاك شيراك التي وعدت اللبنانيين بالمساعدة على إعادة بناء وطنهم بعد ما ساعدتهم بقوة على “التحرر” من النفوذ السوري، خلفت وعدها هي الأخرى وخانت حلفاءها السياسيين داخل لبنان بعد ما قدمت وطنهم لقمة سائغة لحكومة ايهود أولمرت وللقيادة العسكرية داخل إسرائيل كي يعيدوا تدميره على كافة الأصعدة. وهدف فرنسا من وراء المشاركة في هذه المؤامرة الدولية على لبنان يلتقي مع أهداف واشنطن ولندن وكذلك تل أبيب. ويكفي أنها ـ إلى جانب الولايات المتحدة ـ كانت وراء قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي ينص على نزع سلاح المقاومة اللبنانية. كما أن فرنسا التي تعتبر لبنان أحد أهم مناطق نفوذها في المنطقة قد‮ ‬تحسنت‮ ‬علاقاتها‮ ‬في‮ ‬المدة‮ ‬الأخيرة‮ ‬مع‮ ‬إسرائيل‮ ‬وحدث‮ ‬تقارب‮ ‬بين‮ ‬الطرفين‮ ‬تكلل‮ ‬بزيارة‮ ‬قام‮ ‬بها‮ ‬ايهود‮ ‬أولمرت‮ ‬إلى‮ ‬باريس‮ ‬منذ‮ ‬شهور‮ ‬قليلة‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!