فصل 5 صحفيين من إذاعة دويتشه فيله الألمانية بسبب فلسطين!

فصلت إذاعة دويتشه فيله الدولية الألمانية، 5 صحفيين، فيما أحالت 8 آخرين للتحقيق بسبب فلسطين، في خطوة وصفت بسياسة تكميم الأفواه.

وبحسب ما صرحت الصحفية مرام سالم لوسائل إعلام عربية فقد فصلت من عملها بتهمة معاداة السامية على خلفية تدوينة تحدثت فيها عن وهم حرية الرأي والتعبير في أوروبا دون الإشارة لأي أمر ذي صلة بإسرائيل.

وقالت سالم (31 عاماً)، والتي بدأت عملها مع المؤسسة الألمانية في 2020، وكان من المفترض أن ينتهي عقدها بعد عامين، للقدس العربي إن قرار فصلها جاء بعد شهرين من التحقيقات الداخلية والخارجية التي أجريت معها وأربعة آخرين، بتهمة معاداة السامية.

وأشارت إلى أنها أُبلغت بالقرار عبر تقنية “الفيديو كول” مع الدائرة القانونية في المؤسسة، دون التأكيد بأن القرار يأتي على خلفية التحقيقات التي أجريت معها بتهمة “معاداة السامية”.

وأكدت أن عدم الإتيان على ذكر السبب يأتي في إطار “تعويم القضية” ومحاولة تحوير الإجابات التي أدلت بها خلال التحقيق، بما يخدم قرار المؤسسة، ويصنفها فعلاً كـ”معادية للسامية”.

وعبرت عن صدمتها من تجاهل “دويتشه فيله”، الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، محاولة تبني الرواية الإسرائيلية، دون مراعاة واحترام خصوصية الفلسطيني ومواقفه من الصراع مع إسرائيل.

وأوضحت أن التحقيقات التي أجريت معها تضمنت أسئلة تعتبرها “عنصرية”، وتركز بشكل أساسي على موقفها من إسرائيل، وكأنهم يريدون حسبها إلصاق تهمة الإرهاب بها.

ولفتت مرام، التي عملت في قسم التواصل الاجتماعي في المؤسسة الألمانية على إنتاج الفيديوهات، إلى أن 8 صحافيين آخرين لازالوا بانتظار قرار إحالتهم للتحقيق، فيما تصف اللجان التي شُكلت للتحقيق معها بأنها غير محايدة.

وأكدت أن المسؤولين المباشرين عنها في المؤسسة يدركون جيداً حقيقة أن ما تم الادعاء به كونها معادية للسامية باطل، لكن دوتيشه فيله “قررت التضحية بنا ككبش فداء، كون القضية تتعلق بإسرائيل التي يتم التعامل مع قضاياها بحساسية عالية هنا في ألمانيا”.

وبيّنت مرام أن 4 صحافيين آخرين تم إيقافهم عن العمل بشكل رسمي، بالطريقة ذاتها، “وجميعنا تعرضنا للتحقيق الداخلي والخارجي بتهمة معاداة السامية”.

وأضافت أن شهرين كاملين من التحقيق والمناقشات بهذا الخصوص خلت من تسليمهم أية أوراق رسمية بشأن مجريات التحقيق، وهو ما ترجعه سالم إلى “عدم الحيادية، والعمل على استغلال الإجابات وتحويرها لتأكيد التهمة علينا، فضلا عن عدم نزاهة الإجراءات المتبعة، فقط لترضي إسرائيل”.

وجاء في نص التدوينة التي كتبتها مرام وتمت على أساسها إدانتها بتهمة معاداة السامية “حرية التعبير وإبداء الرأي في أوروبا وهم. خطوط حمر كثيرة إن قررنا الحديث عن القضية”.

أوضحت “التشفير الذي نقوم فيه بالعادة لا يهدف لإخفاء البوستات من الفيسبوك، بل لمنع الترجمة التلقائية من كشف معاني كلماتنا للمراقبين (والمناديب) هنا، ممن على أهبة الاستعداد لإرسال طلب بفصلنا، أو ترحيلنا”.

عن الإجراءات التي تنوي اتخاذها بشأن قرار فصلها، أكدت سالم للقدس العربي أنها ماضية باتجاه مقاضاة القناة في المحاكم الألمانية والدولية

وأشارت إلى أنها على تواصل مع عدد من المنظمات الحقوقية وتلك الداعمة للصحافيين، كون قرار فصلها جاء استناداً على ما كتبته عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، وهو أحد الأوجه المرتبطة بحرية الرأي والتعبير.

وعما إذا كانت قضية فصلها وعدد من الصحافيين على خلفية ما كتبوه قد لاقت صدى داخل ألمانيا، أشارت سالم إلى أن التضامن كله كان من خارج ألمانيا، وهو ما يدفعها للتأكيد على ضرورة أن تتحول القضية للرأي العام العالمي، كون “دويتشه فيله” تستهدف الجمهور العالمي وليس الألماني فحسب، فضلا عن اتساع مساحة الفعل الحقوقي على الأرض خارج ألمانيا.

وطالبت بأن يكون هناك موقف واضح من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، والمنظمات الصحافية العالمية، تجاه فصلها من العمل.