-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فضائح مشاهير “السوشل ميديا”!

فضائح مشاهير “السوشل ميديا”!

فضيحةٌ جديدة يتم تداولها على مواقع التّواصل الاجتماعي أبطالها مشاهير “السوشل ميديا” الذين يوصَفون تعسّفا بـ”المؤثرين”، وضحاياها طلبة جامعيون وغير جامعيين يحلمون بالدّراسة في الخارج، وحسب الذين كشفوا هذه الفضيحة، فإنّ شركات وهمية أو ربما حقيقية استعانت بهؤلاء المؤثّرين واستغلت شعبيتَهم الكبيرة في الترويج لخدمات هذه الشركات التي تدّعي تمكين الطّلبة من الالتحاق بجامعات تركية وأخرى أوكرانية مقابل مبالغ مالية طائلة تصل إلى 300 مليون.

ومع التحفّظ على هذه المعطيات، لأنّها غير صادرة عن الضّحايا، لكن ما يحدث مدعاة للتحرّك من قبل الجهات المختصة لوضع حد لآلاف الشّركات الوهمية التي تصطاد ضحاياها في مواقع التواصل الاجتماعي بخدمات احتيالية من قِبل: “كيف تصبح صحفيا في خمسة أيام؟” و”كن مليونيرا” و”تعلّم معنا الحياة السعيدة” وغيرها من العناوين البرّاقة لدورات عادية تكلف مرتاديها الملايين، والجديد هذه المرة هو أن هذه الشّركات تفطنت إلى الدّور الذي يلعبه المؤثّرون الرّقميون في التّرويج للخدمات والسلع، فتمّ الاستعانة بهم لتعميم الاحتيال.

وفي الواقع؛ فإنّ الخطر الذي تمثّله مواقع التّواصل الاجتماعي ليس منحصرا في أعمال الاحتيال على المغفّلين، بل تجاوز ذلك إلى العبث بالمجتمع، وكسر كل ما له علاقة بالتقاليد والقيم، إلى درجة أصبحت خصوصياتُ النّاس وحياتهم وروتينهم اليومي مادة إعلامية يهتم بها النّاس أكثر من اهتمامهم بمختلف شؤون حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثّقافية وغيرها.

وقبل أيام تابعنا نموذجا عن هذا الانحراف عندما زارت الجزائرَ شابّةٌ مقيمة في السويد منذ عشر سنوات بعد أن فرّت من عائلتها وتخلّت عن الإسلام وغيّرت اسمها إلى كارولين، لكن المفاجأة كانت كبيرة في مشهد آلاف النساء اللواتي تزاحمن لاستقبالها في المطار، ليتبين أنّها تحظى بمتابعة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي مع أنّها لا تقدّم شيئا غير روتينها اليومي بين المطبخ وغرفة النوم!

بهذه الطريقة يتمّ هدم الأسرة الجزائرية على أيدي مراهقين ومنحرفين تحوّلوا إلى “ملهمين” و”مؤثِّرين”، والغريب أن بعض هؤلاء يلقون التشجيع من قِبل بعض المسؤولين فيستقبلونهم ويكرّمونهم، بل إن أحد الذين اكتسب شهرة كبيرة بالرمي بنفسه في شاحنة القمامة كان يسافر إلى الخارج ويعود في عزّ أزمة الإغلاق، كما تتنافس الفضائيات في استضافتهم على برامجها المبتذَلة، وبذلك يساهم الجميع في تدمير المجتمع.

هي دعوةٌ إلى مراجعة الكثير من المفاهيم والتوقّف عن تشجيع الرّداءة والابتذال، وقد رأينا أنموذجا عن المؤثّرين الحقيقيين من صناع المحتوى الذين يقدّمون خدمات مفيدة للمجتمع، ومنهم شّاب من قسنطينة حقّق شهرة كبيرة بمحتوى راقٍ بعيدا عن التّفاهة والابتذال و”جياحة” “روتيني اليومي”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!