-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فضيحة‭ ‬ولا‭ ‬مستقيل‭!‬

فضيحة‭ ‬ولا‭ ‬مستقيل‭!‬

عندما يكون حلم الجزائري هو الحصول على قارورة غاز، وعندما تتجاوز طوابير الحصول عليها عدة كيلومترات، وعندما يتحول النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي من القضايا قضايا السياسة والاقتصاد، إلى ملحمة الجزائريين مع قارورة الغاز، عند كل ذلك يمكن أن نقول إننا نعيش تفاصيل‭ ‬فضيحة‭ ‬كبرى‭.‬

 

لكن الغريب أن لا أحد تحمّل مسؤوليته في فضيحة “أزمة الغاز في بلد الغاز” ولا أحد قدم استقالته بعد أن عجز عن القيام بواجبه في إغاثة المحاصرين بالثلوج في الجبال، والذين يواجهون أعنف عاصفة شهدتها الجزائر منذ عقود، بل إن المتابع للتقارير التي تبثها وسائل الإعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬المشفوعة‭ ‬بتصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬المحليين‭ ‬والمركزيين،‭ ‬يخرج‭ ‬بانطباع‭ ‬كبير‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الجزائريين‭ ‬حباهم‭ ‬الله‭ ‬بأحسن‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

 

في بريطانيا يستقيل وزير الطاقة كريس هيوم من الحكومة لأنّه تورّط في مخالفة مرورية، بينما يموت الجزائريون بردا وجوعا، ولا وزير في الحكومة تحمّل مسؤوليته وقدم اعتذارا عن تقصيره في وظيفته، أو حفظ ماء وجهه بتقديم استقالته لتغطية عجزه عن القيام بواجبه.

عدد كبير من تلاميذ المدارس أصبحوا لا يستطيعون حمل القلم والكتابة به بسبب شدة البرد وغياب التدفئة، بل إن البعض منهم أصيبوا بالتورم في أياديهم، ولا أحد تحمل مسؤولية ما يحدث ابتداء من المسؤولين المحليين إلى كبار المسؤولين الذين يتمتعون بالدفء في مكاتبهم الوثيرة‭.‬

الثّلوج كشفت المشاريع المغشوشة، وعرّت معها عورات أشباه المسؤولين الذين لا يعرفون من معاني المسؤولية إلا ما تعلّق بالامتيازات والحقوق، فالمسؤولون في بلادنا عجزوا عن إيصال الغاز من آبار حاسي الرمل إلى بيوت الجزائريين، بينما لا تطرح المشكلة في بلدان لا تملك الغاز‭ ‬وليست‭ ‬لها‭ ‬مشكلة‭ ‬معه‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الحرارة‭ ‬فيها‭ ‬تحت‭ ‬الصفر‭.‬

وبعد كل هذا هل من حق السلطات أن تتكلم عن حق المواطن وواجبه في الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟ وهل من حق الأحزاب التي غابت خلال أزمة الغاز أن تقدم نفسها بديلا في الانتخابات المقبلة؟ وهل يمكن للمواطن أن يثق في كل هؤلاء الذين يتذكرونه مرة كل خمس سنوات!

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • جمال

    لأن البريطاني يقرأ 16 كتاب في السنة والجزائري يقرأ أقل من ربع صفحة في السنة

  • كريم الشرقي

    لقد عودنا المسؤولون في الجزائر على مثل هذه الخرجات ، فكلما وقعت كارثة في قطاع احد المسؤول تتم ترقيته مباشرة ، و هنا اتذكر عندما كان اويحي وزيرا للعدل ن و احترقت جل السجون في الجزائر ، فلم يحرك ساكنا بل اصبح رئيسا للحكومة ، ثم غادر ثم عاد ليمسك زمام الجزائر ، و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان الجزائر تمسكها عصبة محدودة تتصرف فيها كيف تشاء

  • واحد

    كم من فضيحة و ام فضيحة مرت و لم يتحرك احد...و لن يتحرك!

    هل تعرف الفرق بين الشعب البريطاني و "الشعب" الجزائري...

    قد اسمعت لو ناديت حيا *** لكن.......

    انشر من فضلك..