فلسطين تسري في عروق الجزائريين
ما حدث منتصف الشهر الماضي ومسَّ جوهر الأمة في مسح فلسطين من كتاب الجغرافيا للجيل الثاني للسنة الأولى متوسط واستبدالها بإسرائيل حرك الصغير والكبير منتفضًا لانتفاضة فلسطين ودعمها بكل الوسائل، بداية بمواقع التواصل الاجتماعي التي فجرت القضية، واكتشفت هذه الفضيحة يليها أولياء التلاميذ والأساتذة والنقابات التي كانت تترصد مثل هذه السقطات للإيقاع ببن غبريط في “وحل” الشتيمة واللائمة عليها.
الوزارة بدورها لم تنتظر طويلا وسارعت إلى إصدار بيان تطالب فيه بسحب الكتاب المغشوش من المؤسسات التربوية ومن الأسواق على حد سواء محاولة منها لامتصاص غضب الجماهير واحتواء الوضع والتحكم فيه والسيطرة على فصوله قبل فوات الأوان.
لكن رد فعل الناس كان أقوى من حيلة الوزارة، وأصبح الآن رأس الوزيرة مطلبًا جماهيريًا، ومن ثم جرّ من الأذن إلى ساحة المحكمة كل من كان سببًا في هذه الفضيحة التي هزت أركان الدولة، ووصل أمرها إلى مسامع الأمم المتحدة، وإلى تخوم إخواننا في فلسطين عامة وإلى غزة على وجه التخصيص.
دعم القضية الفلسطينية من الجزائريين عرّى المؤامرة التي تحاك ضدهم، وبينت أن الشعب الجزائري يحب فلسطين إلى درجة “الجنون” وأن عبارة “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” تسري في عروق كل جزائري لا يرضى لها بديلا، وهو ما تؤكده الأيام ويشهد لها الزمان.. لأنها قضية فلسطين يا ناس!