-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين تفوز بكأس العالم

ياسين معلومي
  • 500
  • 0
فلسطين تفوز بكأس العالم

لا تزال الأنظار متجهة هذه الأيام إلى الشقيقة قطر التي تحتضن الطبعة الـ22 من كأس العالم والتي يتابعها الآلاف في الملاعب والملايير على شاشة التلفاز، وتعرف نجاحا كبيرا، سواء من حيث التنظيم داخل الملاعب وخارجها، وكذلك الصورة الإيجابية التي تُعطى يوميا للعالم، رغم أنف بعض الدول الأوروبية.

وأكَّدت وسائل الإعلام العالمية في معظم تقاريرها أن الذي منح لقطر حق استضافة كأس العالم 2022 لم يخطئ قطّ، ويفتح الأبواب أمامها لاحتضان الألعاب الأولمبية سنة 2036، خاصة بعد أن أثنى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ على الإنجازات الكبيرة التي قامت بها قطر من أجل تنظيم بطولة كأس العالم 2022، مؤكدا أن “ما أنجزته قطر لاستضافة كأس العالم مثيرٌ للإعجاب”. ويبدو من خلال تصريحه أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية انبهر بالمنشآت والمرافق المتميزة التي جهّزتها قطر للمونديال، الأمر الذي جعله يتمنى إقامة نسخة من الألعاب الأولمبية في المستقبل في قطر، لتكون أول دولة عربية أيضًا تستضيف “الأولمبياد”.

وبعيدا عن التنظيم وما تقدِّمه المنتخبات فوق أرضية الميدان، هناك نجاح آخر تم تحقيقه رغم أنف بعض الدول التي ارتأت تشويه العرس العربي وهي فلسطين الحاضرة في كل مكان في قطر.. فالجميع وبدون استثناء يحمل العلم الفلسطيني رغم أن فلسطين غير متأهلة للبطولة، لكنهم جعلوها موجودة بالعلم والكوفية والأغاني.. وهي فرصة لتعريف العالم بأسره بما حدث سنة 1948 حين اغتصبت العصابات الصهيونية الأراضي المقدسة، وإعلان دولتهم عليها، ونكّلت وشردت الآلاف من شعبها الأبيّ لتبدأ معاناة النضال والكفاح لتحرير الأرض المحتلة واستعادة الحقوق المسلوبة، والعودة إلى الأرض والديار التي أجبروا على مغادرتها هربا من المجازر الوحشية الصهيونية التي ارتكبت في دير ياسين وكفر قاسم وغيرها من البلدات الفلسطينية. وعلى الرغم من هذه المجازر فقد بقي عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في أرضهم وديارهم ورفضوا مغادرتها وصمدوا وتحمَّلوا كل صنوف التعسُّف والعنصرية التي مارسها الاحتلال ضدهم على مر العقود الماضية.

الصور ومقاطع الفيديو والمقالات الصحفية التي تصلنا من قطر تؤكد رفض الكثير من المشجعين العرب وغير العرب التحدث لوسائل إعلام إسرائيلية متواجدة في قطر لتغطية فعاليات كأس العالم، في إشارة واضحة من الجميع إلى تأييد الفلسطينيين، فهذا سائق طاكسي طردهم من سيارته، وقال إنّه غير مستعد لأخذ نقودهم، واتهمهم بقتل إخوته في فلسطين، وهذا صاحب مطعم شاهدهم وهم يلتقطون صورا فوتوغرافية فحذفها من هواتفهم وطردهم شر طردة.. ومشجِّعون ومناصرون يرفضون الحديث إلى كل وسائل إعلامهم، قائلين لهم: “لا نتحدث مع من اغتصبوا  فلسطين ويقتلون وينكلون بشعبها”، و أن “دولتهم” “دولة” قاتلة ومجرمة ومحتلّة، وأنها لن تحظى بأيِّ مكانة تُذكر في قلوب الحاضرين في المونديال.

وتستمر إلى غاية نهاية المونديال حملة إلكترونية تحمل اسم “الحلم الفلسطيني”، وهي حملة شعبية قطرية للتوعية بالقضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال، والاستفادة من الحدث العالمي الكبير “كأس العالم” وسط حضور ملايين الأشخاص من مختلف البلدان للقيام بسلسلة من الأنشطة الإعلامية والميدانية خلال فترة المونديال، وطالب أصحاب هذه المبادرة كل المشجعين العرب الذين يحضرون المباريات رفع علم فلسطين والترويج لها في مدرَّجات الملاعب. وحظيت هذه المبادرة بحملة كبيرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الهاشتاغ “الحلم الفلسطيني” و”ليش لا”.

المونديال القطري أكد قبل نهاية المنافسة بأن القضية الفلسطينية تُوِّجت بطلا للعالم حتى قبل نهاية المونديال، لكن ليس بفريق رياضي، بل بحضور القضية في المدرجات وبين الجماهير لما تمنحه قطر من مساحة كبيرة للقضية الفلسطينية والتعريف بها، والجميع تأكد أن هناك 33 فريقا شارك في مونديال قطر وليس 32، لأن الفريق الفلسطيني كان متواجدا في جميع مباريات كأس العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!