-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين جبهة حرب مفتوحة لا يغلقها أحد

فلسطين جبهة حرب مفتوحة لا يغلقها أحد

الصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي” المصطلح الأدق في تشخيص أزمات الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة، فالصراع العربي/ الإسرائيلي لملم أوزاره عسكريا في ظل المعطيات المعيشة، ولم تعد الجبهات المصرية والسورية واللبنانية والأردنية، مفتوحة على أبواب حروب تقليدية جديدة، رغم بقاء شكل من أشكال الصراع السياسي غير المتكافئ بين طرفي الصراع، انحصر في إطار دبلوماسي ترعاه القوى العظمى المتعثرة في إرساء قواعد سلام عادل يبني قواعد الأمن على قاعدة الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في دولة عاصمتها القدس الشريف.

تغيرت العقيدة العسكرية “الإسرائيلية” تبعا لتغيرات الواقع الجيو- ستراتيحي، فما عادت “إسرائيل” تخشى حربا تقليدية شاملة، احتوت مخاطرها أعوام 1948 و1967 و1973، وهي تراجع نظريتها الاستراتيجية بعد الهجوم الصاروخي العراقي عام 1991، مكتفية بالتأهب لاحتمالات قد تتكرر في ظرف سياسي/ أمني وارد.

خضعت العقيدة العسكرية “الإسرائيلية” لتحديث فرضته الاختراقات التي أحدثها القصف الصاروخي العراقي عام 1991 وارتفاع معنويات روح المقاومة الوطنية اللبنانية وتصاعد قوة الانتفاضة الشعبية في فلسطين في مبادئ نظرية الأمن “الإسرائيلي”.

سقطت نظرية “الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي” بعد اختراق المظلة الحديدية من قبل صواريخ المقاومة الفلسطينية، وستجد “إسرائيل” نفسها أمام خيار جديد نحو وضع استراتيجية أمن جديدة، في مجابهة قوة انتفاضة شعبية لا تعرف الاستسلام، لها قدرة الوصول إلى الأهداف المحصنة بأبسط قدرات المواجهة.

أنجزت “إسرائيل”مهمة تحييد القوة العربية، بتجريد الدول العربية من مقومات استقرارها، وقوتها في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وأذكت جذوة الصراع الداخلي فيها بإحداث اختلال في العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، عبر أذرع خفية نجحت في إثارة حروب طائفية عرقية داخل المجتمع الواحد.

جوهر “نظرية الأمن القومي” لن يتغير حيث تدرك “إسرائيل” غياب متغيرات استراتيجية حادة على مستوى قدرات المواجهة والإرادة لدى الخصم العربي، لكن التحديث المنتظر في عقيدة أمنها الاستراتيجي بعد اختراق قبتها الحديدية، سيشمل أسس وجوانب الاستراتيجية العسكرية لتتلاءم مع مختلف التطورات التي أفرزتها المواجهة الفلسطينية المتجددة داخل الأرض المحتلة .

فقراءة “العقيدة العسكرية الإسرائيلية” هي قراءة الثوابت التي لا تتأثر بظرف عارض أو تكتيك مستحدث، ولا تتبدل بإسقاط حكومة أو صعود حكومة أخرى أو بانتصار أو إخفاق تكتل سياسي إلا بمقدار ما يعزز هذه العقيدة ويطورها تبعا لمتغيرات المرحلة وتحدياتها.

يدرك الكيان الإسرائيلي الذي يغتصب أرضا لها تاريخ وهوية، أن خسارة حربه ضد الحق الفلسطيني يعني فقدان وجوده الطارئ، فأطلق قوته التدميرية المندفعة دون توقف، أمام صمت المجتمع الدولي المؤتمن على الأمن الإنساني، معتقدا أن “استراتيجية الأمن القومي” التي يتباهى بها ستكفل له بقاء أبديا، أمام شعب لن يتنازل عن حقه المشروع في أرضه، ولا يأبه لحجم التضحيات مهما علا سقفها، متغافلا عن استراتيجية أكثر قوة ودواما تبني ركائزها الثابتة على مبدأ سلام عادل بعلو فيه صرح دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

فلسطين جبهة حرب مفتوحة لا تغلقها اتفاقيات ثنائية تفرغ “استراتيجية الردع الإسرائيلي” من محتواها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حواس

    بالنسبة لليهود فلسطين قضية دينية كانت ولازالت وستبقى سواءا كانو علمانيون او متدينون فأرض الميعاد تهمهم جميعا أينما كانوا في الشرق او في الغرب. نحن كذلك لن نحقق شيء حتى تعود فلسطين قضية دينية تهم كل مسلم أينما كان وليست قضية أرض وحجارة. وحتى تختفي كل هذه التنظيمات جبهة فلان وحركة علان فلن نحقق شيء ولا تتوقع شيء, لأن التنظيم كل ما يهمه هو إنتصار فكرة التنطيم كذلك الأوطان فكل وطن يريد ان يلسق النصر بإسمه فلا يقال إنتصر المسلمون بل يقال إنتصر الوطن. فالأمة يجب أن تجتمع كلها "قاتلوهم كافة كما يقاتلونكم كافة" فهذه التنظيمات فرقت الأمة أكثر من ما فعلته الأوطان. لأن ذلك لن يحدث قريبا فكل ما نتوقعه هو ضياع أكثر للأرض.

  • جزاءري

    لا يا سيد الصراع ما زال صهيونيا اسلاميا وليس فلسطيني اسراءيلي . الصراع ليس عسكريا بل قبل ذلك فكريا . وفكريا هناك مقاومة لهذا الاحتلال من طرف كثير من المسلمين ولا اقصد حزب الله وايران بل في قلوب كثير من المسلمين. المطبعين لا يمثلون اي احد الا أنفسهم . اما على المستوى العسكري الفلسطينيون اصحاب الصواريخ يعترفون بتحصلهم على مساعدات خارجية وهنا لا أريد ذكر الجهات الخارجية المعنية وهي معروفة حتى لدى الكاتب. المساعدة العسكرية الخارجية وليس التصريحات الفارغة من اي واقع ساهمت في تقوية المقاومة الفلسطينية بشكل غير مسبوق ولك ان تقارن الحجارة بالصاروخ. ما هو مهم هو ان الزبد اللذي هو التطبيع في حالتنا هذه يذهب جفاء اما ما ينفع الناس وهو التشبث بالمقاومة فيمكث في الارض طال الزمن ام قصر . التطبيع شذوذ سياسي لا مستقبل له و اصحابه يدركون ذلك . لكن الطماع رغم أمواله يعتقد ان ذلك ضمان كرسيه .