فلسفة بيتكوفيتش

بعد إشرافه على أول تربص لـ”الخضر” شهر مارس المنصرم، بإجراء مقابلتين وديتين أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا، جرّب فيهما العديد من اللاعبين في مناصب شتى، ودوّن في سجله ملاحظات من شأنها أن تعود بالفائدة على مستقبل رفقاء المتألق ياسين بن زية..

عاد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيش إلى الجزائر بعد عطلة قصيرة قضاها مع أهله، وفي برنامجه المستقبلي الاستعجالي الطريقة التي سيعتمد عليها في انتقاء اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في تربّص شهر جوان القادم، إذ ستلعب التشكيلة الوطنية مقابلتين أمام غينيا بالجزائر وضد أوغندا خارج الديار في إطار الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس العالم 2026… وتحقيق نتيجتين إيجابيتين سيعبّد طريق التأهّل إلى العرس العالمي، وهو الهدف الذي يطمح إلى تحقيقه كل اللاعبين، خاصة المتقدمين في السن الذين سيقاتلون من أجل التواجد في المونديال القادم، وهو حلم يراود كل لاعب خلال مشواره الكروي.

المدرب الوطني الذي أقنع كل الجزائريين في خرجته الأولى خلال تربص شهر مارس الماضي، بعدما غيّر نمط لعب “الخضر” بلاعبين جدد، وخاصة العائدين إلى التشكيلة الوطنية على غرار براهيمي وبن زية وآخرين، والذين وجّهوا رسائل مباشرة مفادها أنهم قادرون على العطاء في قادم الاستحقاقات، مؤكدين أيضا أن المناصب ستكون غالية مستقبلا، ما يعني أن ضمان منصب في تعداد “الخضر” سيكون للّذين بإمكانهم تقديم الإضافة فوق الميدان لتحقيق النتائج والأهداف التي جاء من أجلها التقني السويسري وهي التواجد في المونديال وكأس إفريقيا وفق أهداف معينة جرى تسطيرها مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليس المشاركة من أجل المشاركة، مثلما اعتاد عليه أنصار المحاربين بعد التتويج بكأس إفريقيا بالقاهرة 2019.

بيتكوفيتش عازم على معرفة كرتنا بعمق، بدليل حضوره بعض مباريات البطولة والكأس، وحضوره تدريبات عديد الأندية المحترفة، من أجل معاينة اللاعبين المحليين، وإعطاء الفرصة للمتألقين منهم، وهو ما لم يحدث منذ سنوات. طريقة قد تجعل اللاعب المحلي يطمح في اللعب للمنتخب الوطني رغم صعوبة المهمة أمام لاعبين ينشطون في بطولات أحسن بكثير من بطولتنا التي لا تزال تراوح مكانها منذ سنوات، في ظل غياب التخطيط لمستقبل أفضل، بتواجد بعض الأباطرة الذين لا يزالون يتحكمون في كرتنا التي تتراجع إلى الوراء دون تدخل صنّاع القرار الذين سئموا من قرارات أدخلتنا منذ سنوات في نفق يصعب الخروج منه… بيتكوفيتش قرر أيضا التوجه إلى تدريبات بعض الأندية لمعرفة طرق العمل التي تنتهجها فرقنا ومدى تأثيره على اللاعب المحلي الذي سيكون مستقبلا معادلة بإمكان الاعتماد عليها وتطويرها قدر المستطاع.

الواضح، أن المدرب بيتكوفيتش يريد تغيير أفكار كان من الواجب أن تتغيّر منذ سنوات، إذ لم نكن نشاهد بعض المدربين السابقين يحضرون لقاءات البطولة الوطنية، ولا التخطيط من أجل تطوير الكرة المحلية، بل كان همّهم الوحيد هو التنقيب على اللاعبين المحترفين على حساب اللاعبين المحليين، تاركين إرثا يصعب اليوم تحديد دواء لداء نخر كرتنا التي هي بحاجة إلى وثبة كروية مستعجلة بعيدا عن كل الحساسيات.