فنانو “الواي واي” يتصدرون الواجهة

يقدم الكاتب الشاب أشرف مسعي نصه الأول “خطيئة قديس” للقراء والجمهور. الكتاب عبارة عن مجموعة نصوص فلسفية كافكاوية نسبة إلى الأديب والكاتب التشيكي فرانز كافكا تأثرا بالفكر الكابوسي لكافكا. ويشرح مسعي أيضا في حواره هذا أسباب دخوله لعالم القلم من هذا الرواق.

كيف جاءت فكرة خطيئة قديس !!

حلم يراودني منذ كنت صغيرا… فأنجب الحلم فكرة وتمخضت هذه الأخيرة عن فكرة أخرى، كما أنتجت الشجرة الثمرة، أظن أن فكرة الكتابة تراود عتبات اللاشعور منذ سنوات لكنها كانت تحتاج إلى الصقل… الأمر بعدها متروك لتجربة التأليف والنشر..

هل ترى في عملك الساخر الناقد نشوزا عن تقاليد الكتابة الشبانية؟

الخروج عن النص لا يعني دائما الخروج عن الموضوع بل هو تمرد عن المألوف ومحاولة لبعث روح فكرية بأسلوب جديد والتخلص من النمطية المعهودة، فالشيخ الكبير قد ينتحل صفة طفل رضيع في محاولة لفطم أفكاره القديمة وهذا لا يعني طمسها بل يبعث فيها روح القدسية، فالميراث الفكري قابل للتغير والتجديد ومحاولة تأديتك لدور الميت هي عملية استيراد للحياة بشراهة أكبر وتصدير لفكر قديم لا يصلح للمداولة وهذا لا يدل على تملصك وتجردك من الثوابت والقيم بل هي محاولة إصلاحية لمواكبة العصرنة الفكرية بعيدا عن التقليد بفكر متجدد ومبادئ ثابتة ولنصدق المثل القائل (الجديد حبو والقديم ما تفرط فيه).

ما هي اللسمة السحرية التي جذبت أشرف للكتابة في هذا الرواق؟

صنفته ضمن هذا الرواق الفلسفي لأن الإنسان الذي يعي جيدا ما تعنيه الحقيقة المطلقة سينتهج طريقا للسخرية… الحقيقة تكمن في معالي السعادة… ههه سعادة… أنتم تبحثون عن هذه الأخيرة حسنا سأخبركم بالحقيقة المطلقة لكن لا تسخروا بل واصلوا تجارتكم لا وجود لمصطلح السعادة على سطح الكرة الأرضية حسنا أعلم أنكم ستتساءلون عن دليل يثبت هذا الادعاء الذي لا شك أنكم ستقولون فيما بعد أنه كاذب وأن هذه سفسطة تشاؤمية.
أظن أن الفلسفة الكابوسية اختارتني ولم أخترها.. نعم أعني بهذا أنني كثير الأسئلة (الوجود، الخلق، السعادة، الموت، الحياة، الخير، الشر) كل ما وراء العالم الفيزيائي يعنيني وينجيني، أبحر وأعبر عبر قوارب السؤال إلى المعرفة،، سؤال يسحرني وجواب يلهمني في البحث عن سؤال آخر… ربما خرجت عن فحو الموضوع أو السؤال أصلا لكن عن نص السؤال في الفلسفة خاصة لا يعني الخروج عن الموضوع بل هو تمرد عن المألوف، ليس تهورا بل جرأة، في بعث روح فكرية لموضوع قديم بفكر متجدد وقيم ومبادئ ثابتة حسنا لنقل مصطلحا جديدا لمسة عصرية فكرية…

ما هي قراءتكم للمشهد الثقافي حاليا كشباب مبدع؟

المشهد الثقافي يعاني من أزمة ركود وجفاف ثقافي حيث يعاني الشباب المبدع التهميش والبيروقراطية وبعض الكتاب الأدباء المحسوبين على وزارة الثقافة ينصبون أنفسهم آلهة للأدب… للأسف البيئة الثقافية الجزائرية ملوّثة بالتفاهة والسفاهة والبلاهة والسذاجة والبلادة… تقدس الأسماء لا الإبداع والسؤال المطروح من يستفيد من بطاقة فنان ولمن توجه دعوات الاحتفالات الثقافية.
توجه للفنان يغني الواي واي للأسف أما الكتاب فتوجه لهم دعوة حين يتوجون ويفوزون بجائزة دولية ما… المبدع الجزائري يعاني في صمت، نرجو الالتفاتة من الوزارة الوصية، الثقافة هي المرآة العاكسة للشعوب والجزائر تزخر بالمواهب والطاقات الشبانية التي تعاني في صمت….

ما هو البديل إذن في نظرك؟

البديل هو تسليم المشعل للشباب المبدع.. وإعادة بعث مشاريع ومسابقات ثقافية جديدة تشجع التجارب الشبانية وترك الكراسي لوجوه ثقافية جديدة وهم كثيرون للقضاء على المحسوبية والمرور من الثقافة المستهلكة إلى الثقافة المنتجة وجعل الثقافة الجزائرية بوابة للاقتصاد أيضا.. وهذا مجرد مثال الأفلام السينمائية أو الوثائقية التي تشجع على السياحة.