-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فوائد “بريكس” من انضمام الجزائر

فوائد “بريكس” من انضمام الجزائر

من حق الجزائريين أن يتساءلوا عن جدوى الانضمام إلى التكتل الاقتصادي والسياسي “بريكس”، الذي يضم مجموعة من أصدقاء الجزائر، من دول مشهود لها في العالم بالنمو والرأي السياسي السديد، ومن حق المحللين والمختصين أن يعدّوا الفوائد القريبة والبعيدة المدى التي ستجنيها الجزائر من الانضمام إلى هذه المجموعة الجديدة، لكن الذي غاب عن الكثيرين هو أن مجموعة “بريكس” نفسها ستجني فوائد جمة من انضمام بلد كبير مثل الجزائر إلى صفوفها، وقد يكون الردّ الإيجابي والسريع لدولتي روسيا والصين على طلب الجزائر، ملخصا لمشاعر البهجة لدى المجموعة، بالتقوّي ببلد له من الجغرافيا ومن التاريخ والخيرات السطحية والباطنية ما يجعله لا يقل عن الدول المنتمية للمجموعة، وجميعها تتوافق مع الجزائر في عديد من القضايا الهامة مثل الأمن الغذائي وفلسطين والصحراء الغربية، وتجمعها بالجزائر علاقات تاريخية عريقة.

هذا الكلام ليس للتسويق الإعلامي أو تبييض الصورة، وإنما بَصَمت عليه تقارير مختصين غربيين حللوا طلب انضمام الجزائر إلى بريكس، كما جاء في مجلة “غلوبال تايمز” الأمريكية، بقلم المحلل الاقتصادي الأمريكي “هي ويجيا” تحت عنوان

Algeria’s application to join BRICS shows the group’s attractiveness  والذي شرح فيها كيف أن الطرفين سيستفيدان من انضمام الجزائر، واعتبر الانضمام مسألة وقت وستفتح الجزائر باب بريكس لقوى نامية قادمة، وفي أقرب الآجال، لتحويل هذا التكتل إلى خيار جديد، يجعل العالم يسير مطمئنا بعد أن قسمته التكتلات السابقة، بين تابع ومنبوذ.

الموضوع الذي نشرته مجلة غلوبال تايمز الأمريكية بقدر ما كان احترافيا نابعا من حقائق واستشرافات منطقية، بقدر ما أخطأ رسام المجلة الكاريكاتوري، الذي مثّل برسمه بريكس بصورة مغناطيس أحمر يقوم بجذب البلدان إليه، لأن الحقيقة عكس ذلك، بدليل أنه على مدار قرابة عشر سنوات، لا يجمع أكثر من خمس دول معترف لها في العالم بأسره بالتطور، ومن قارات وثقافات مختلفة، ولم يحدث وأن اقترب التكتل من بلد، كما تفعل تكتلات أخرى، وهو ليس منتزها للاسترخاء السياسي أو قفة للاسترزاق، وإنما مشروع حضاري واقتصادي يزن الوافدين إليه بميزان دقيق، حتى يكون البديل عن التكتلات المنحازة للظالمين والمتجبرين.

الجزائر بإمكانها أن ترسم لنفسها مسارا تنمويا، معتمدة فيه على خيراتها وكفاءة أدمغتها، وبريكس بإمكانها أن تكتفي بهذا الكوكتيل المنتمي لأربع قارات عالمية، ولكن قيمة التكتل وقيمة الجزائر، هو الذي جعل اختصاصيي الغرب قبل الأصدقاء يرفعون قبعاتهم للخبر القادم من الجزائر، عن الانضمام الوشيك لـ”بريكس”. والجزائر من عادتها، وتاريخيا لا تقبل أن تكون بيدقا صامتا في أي تجمع في العالم، فقد كانت محركا في منظمة دول عدم الانحياز وفي منظمة الوحدة الإفريقية، كما كانت فاعلا ومحركا في الجامعة العربية من خلال إعلان الجامعة في القمة العربية الأخيرة، وكأنه نسمة منطلقة من جبال جرجرة والأوراس والونشريس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!