-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فوائد وعِبَر من سيرة سيّد البشر

فوائد وعِبَر من سيرة سيّد البشر

كنزان دائمان لا يبليهما الدهر، ولا تفنيهما العصور، هما هذا الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، وليس هناك كتابٌ غيرُه –قديما وحديثا وإلى الأبد- يأتي بمثل ما أتى به من أحكام وقصص وأمثال، لسببٍ بسيط هو أنّ هذه الكُتب –حتى التي يزعم أصحابُها أنها من “عند الله” – إنّما هي مما كتبه الكاتبون، وألّفه المؤلفون، لأنهم بشر، والبشرُ ما أوتوا من العلم إلا قليلا، ولو حسبوه كثيرا، وهم جاهلون بأكثر ما جرى وعن عِلم ما في غدٍ عَمُون، أما هذا الكتابُ فقد أنزله “الحيُّ القيّوم” الذي أحاط بكلّ شيء عِلما مما كان ومما هو كائن، ومما سيكون قلّ أو جلّ.

وأما الكنزُ الثاني فهو ما جُمع مما صدر عمّن أكرمه الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم- الذي علّمه الأعلم.

إنّ ما صدر عن هذا الرسول الكريم ذي الخُلق العظيم هو إمّا كلامٌ صحيح، أو فعلٌ رشيد، أو تقريرٌ حكيم، وقد جُمع ذلك كلُّه في كُتب الحديث والسيرة.. وما كتبه القاسطون –غربا وعجما – فقد قيّض الله –عزّ وجلّ- له أساطين العلم، ميّزوا ما صحّ منه وما أُعِلّ، خطأ أو سهوا أو نسيانا، وسبحان المنزّه عن ذلك كلّه.

لقد وقف المقسطون –مسلمون وغير مسلمين- منبهرين أمام ما عُرف في تاريخنا الإسلامي باسم “السيرة النبوية الشريفة”، لأنهم وجدوه “بحرا” لا ساحلَ له ولا حدَّ لعُمقه، وقد تركوا ما يدلُّ على هذا الانبهار والإعجاب مما كتبوه من كُتب، وما سطّروه من أسفار، وما أبدعوه من أشعار.

وقد كان لأسلافنا –نحن الجزائريين- نصيبُهم من الكتابة في سيرة الرسول “الذي هو في الأنام، كالقرآن في الكلام”. ويكفي أسلافَ الجزائريين فخرا وشرفا أن يكون صاحبُ أشهر قصيدة في مدح أخْيَرِ مخلوقٍ وأفضل رسول، جزائريَّ الأصل وإن وُلد في مصر؛ أعني صاحبَ “البُردة” الإمام البُصيري، الذي نهج كثيرٌ من الشعراء نهجَه، وأبرزُهم الشاعر أحمد شوقي، صاحب “نهج البردة”.

ولم يقصِّر أخلافُ أولئك الأسلاف في التشرّف بكتابة أسفارٍ وتنميق أشعارٍ في سيرة هذا الإنسان، الذي عدّه العالمُ الأمريكيُّ مايكل هارث –وهو صادق- أعظمَ مخلوق.

ومما كتبه هؤلاء الأخلافُ كتابٌ عنوانُه “فوائد وعِبر من سيرة سيّد البشر” للدكتور مسعود يخلف، وهو ليس غريبا عن هذه السيرة التي أنشأه أهلُه عليها، ثمّ انكبّ عليها دراسة وتدريسا في المساجد والجامعات، وكانت ثمرة ذلك كلّه هذا الكتابُ القيّمِ ذي الجزأين، الذي أنهى كلَّ فصلٍ فيه بما سمّاه “فوائد وعِبر” و”مقترحاتٌ عملية”.

شكرا للأخ مسعود على هذا العمل، وشكرا على هديّته القيّمة. ومزيدا من العطاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!