-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السيناريست سارة برتيمة تتحدث عن جدل "الدامة" وتؤكد:

فوجئت بهذا الكم من النجاح الذي لقيه العمل.. وبعض المشاهد حقيقة

زهية منصر
  • 922
  • 0
فوجئت بهذا الكم من النجاح الذي لقيه العمل.. وبعض المشاهد حقيقة
ح.م
سارة برتيمة

منذ أن قدمت سارة برتيمة عملها الأول “الخاوة”، راهنت منذ البداية على تقديم شيء مختلف لم يعهده المشاهد الجزائري من قبل، في الدراما التلفزيونية، حيث حقق المسلسل نجاحا كبيرا وأحدث جدلا واسعا وأماط اللثام عن فئة جزائرية، لكنها لا تعيش مثل كل الجزائريين.

الكل تساءل يومها عن هذه الشابة الهادئة والخجولة التي رفعت السقف عاليا منذ أول تجربة. تعود سارة برتيمية بعد ست سنوات بمسلسل “الدامة” الذي اكتسح مواقع التواصل وصار حديث العام والخاص ووصل جدله إلى خارج الوطن وقبله اختارت استراحة كوميدية في سلسلة “طيموشة” التي لقيت هي الأخرى نجاحا. عن هذه التجارب وخيارتها في الكتابة تتحدث سارة بريتيمة عن “الدامة” وكواليسها.

هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح “للدامة” وكيف عشت التجربة؟

عندما كتبت قصة المسلسل وضعت قصة بأبعادها وشخصياتها ملامسة للواقع بأسلوب السهل الممتنع. وبكل تواضع توقعت أن يكون لها مكان في خريطة الأعمال المعروضة، لكن صراحة نجاح بهذا الزخم وهذه الضخامة فاجأني ولم أكن أتوقعه. نجاح العمل تعدى حدود الوطن وصار عربيا ومغاربيا وحتى الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا تفاعلت معه. وأكيد، مثل أي كاتب يتعب في العمل الذي قدمه، سعيدة بأن نتائج عملي تتجسد في هذا النجاح الذي يتوالي ويتتالى بتوالي بث حلقات العمل.

في رأيك، لماذا احتضن الجمهور هذا العمل؟ هل لكونه يدور في حي باب الواد مثلا؟

لا يمكننا الكذب على الجمهور، لأنه يحتضن الأعمال التي تلامسه وتلامس واقعه ويرى نفسه وصورته من خلالها. قصة “الدامة” وأحداثها مستمدة من واقعنا، أحداثها نتعرض لها كل يوم وشخصياتها نصادفها كل يوم في حياتنا اليومية. الجمهور لا يحب التزييف.

ما رأيك في من يعتبر أن “الدامة” شريط وثائقي وليس مسلسلا دراميا، لأن الدراما بحسبهم ليست نقلا حرفيا للواقع؟

هذا النقاش جزء من نجاح العمل، وأنا أعتبره علامة صحية. باب الواد مجرد فضاء رمزي فقط لأحداث القصة التي قد تتكرر في أي منطقة أو في أي جهة أو في أي مكان حتى خارج الجزائر. الكتاب هو في النهاية ابن بيئته يستمد ويستوحي أعماله مما يدور حوله. مثلا، لا يمكن اليوم تجاهل ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها أضحت جزءا من حياتنا، ولا يمكن تجاهل إقحامها والحديث عنها بالمختصر لا يمكن تغطية الشمس بالغربال ودفن الرأس في الرمال وتجنب الحديث عن الواقع، لأنه لا يمكن إلغاؤه بمجرد إنكاره.

العديد من الممثلين المشاركين في العمل ربطوا بين نجاح أدوارهم وبين السيناريو الذي وضعهم في راحة، برأيك ما هي معايير السيناريو الناجح؟

في العمل التلفزيوني، الورق هو الأساس والكتابة هي المنطلق. في “الدامة”، ركزت على الحوار كثيرا، وكان نقطتي الرابحة، بذلت مجهودا وأخذ الحوار مني وقتا وحيزا معتبرا. كان العمل صعبا ومركزا، لكنه آتى ثماره في النهاية. اشتغلت في البلاطو كملقنة حوار أثناء التصوير، وهذا حتى يبقى الحوار في نفس المستوى والجماليات التي كتب بها..

بين “الخاوة” “والدامة”، كيف تقيم سارة برتيمة تجربتها؟

ثمة فرق بين التجربتين، لكني أثبت من خلال التجربتين علو كعب وقدرة قلم سارة برتيمة على الكتابة والانتقال من نمط إلى نمط آخر. في مسلسل “الخاوة”، العديد من الانتقادات التي اعترضت الحديث عن فئة الطبقة الراقية وهناك حتى من أنكر وجودها. وبعد ست سنوات، عدت بمسلسل “الدامة”، العمل كان تحديا لي شخصيا، حيث تساءلت هل أحافظ على نفس المستوى الذي ظهرت به في “الخاوة”؟ وهل أحقق نفس النجاح؟ وفي الأخير، الحمد الله، فاق نجاح “الدامة” كل التوقعات، ودخل بيوت الجزائريين، وصار حديث مواقع التواصل. الدامة نمط آخر وقصة أخرى.
فكما عالجت في “الخاوة” مشاكل العائلات الثرية والطبقات الراقية طرحت في “الدامة” قصة كفاح امرأة وسط مجتمع ذكوري متسلط.

يعتبر الدامة ثاني تعاون لك مع المخرج يحي مزاحم بعد طيموشة، هل خيار المخرج جزء من نجاح العمل؟
هو عمل متبادل، ثمة تفاهم واتفاق في العمل بيني وبين مزاحم، فهو يتقن قراءة ورق سارة برتيمة، عندما أتحدث مع يحي مزاحم أجد ما كنت أريد قوله وكتبته من خلال عدسته. وأعتقد أنه أيضا يجد نفسه في ما أكتبه.. فرغم العديد من السيناريوهات التي عرضت عليه كمخرج ومنتج لكنه اختار “الدامة”.

من خلال التفاعل مع العمل عبر الوسائط الاجتماعية أصبح الجمهور شريكا في تخيل أحداث ونهايات معينة. هل تستمد سارة بعض الأحداث من هذه التوقعات طالما أن العمل لا يزال قيد التصوير؟

ما يعجبني في الجمهور الجزائري أنه جمهور ذكي وبعض توقعاته كانت صائبة لكن ليس كلها. استلهم ربما منه بعض الوضعيات لكن ليس الأحداث، لأن الجمهور لا يعلم ما يوجد في الحلقات القادمة، وليس محيطا برسم الشخصيات وتطور الأحداث التي أقول إنها ستعرف منعرجا حاسما مختلفا تماما تنقل العمل من مرحلة إلى أخرى.

الكثير من المشاهد تفاعل معها الجمهور أعطتنا انطباعا بأنها واقعية، هل كانت كذلك؟

نعم بعض الوضعيات والمشاهد كانت واقعية مثل مشهد بكاء مصطفى لعربي مع بيونة، وهو مشهد أبكى من التأثر كل فريق العمل خلف الكاميرا، الكف الذي وجهه أيضا لأخته كريمة كان واقعيا مشهد ضرب حورية لابنها والكثير غيرها حدث واقعي كما تم تصويرها حيث كان تركيز الممثلين عاليا جدا.

وسط موجة الجدل التي أحدثها العمل، كيف كان رد فعل سكان باب الواد؟

بالعكس كان تفاعل سكان باب الواد جد إيجابي مع العمل العديد من أبناء الحي وأقول كبار السن وليس الشباب فقط، عبروا لي عن شكرهم وإعجابهم بطرح مشاكل نعيشها في الواقع يوميا وبعضهم مازحني قائلا: “لو ترشحت لبلدية باب الواد سننتخب عليك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!