فيروس نقص المناعة أثناء الحمل
يرمز لفظ فيروس نقص المناعة البشرية HIV إلى فيروس نقص المناعة لدى الإنسان، وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق المجامعة أو سوائل الجسم، مثل الدم أو حليب أي لبن الأم. كما قد ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الحمل والولادة. لا تظهر أعراض هذا المرض لدى معظم الأشخاص المصابين إلا بعد مرور سنوات طويلة، والطريقة الوحيدة لاكتشاف الإصابة هي تحليل الدم للتأكد من وجود الأجسام المضادة. يستغرق إنتاج الأجسام المضادة للفيروس حوالي 3 أشهر بحيث تظهر نتيجة الفحص سلبية خلال هذه الأشهر الثلاثة، وتكون إيجابية بعد مرور هذه الفترة.
يرمز لفظ الإيدز AIDS إلى حالة نقص المناعة المكتسبة، ويحدث عندما يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية HIV الجهاز المناعي ليحطمه ويبدأ المريض بالتعرض لإصابات معدية أخرى عديدة. قد تمر فترة تتراوح من أشهر قليلة إلى 17 سنة قبل أن يصبح الشخص المصاب بالفيروس مريضاً فعلاً بالايدز. غالباً ما تتمثل المؤشرات الأولى للإيدز في الإصابة بالتهاب رئوي وظهور أورام في الغدد الليمفاوية.
كيف يتأثر جنين الأم المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية؟
هناك احتمال بنسبة واحد إلى أربعة أن تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى جنينها ما لم تأخذ الأم أي علاج أو تدخل طبي لمنع الإصابة. قد ينتقل الفيروس إلى الجنين:
ـ أثناء الحمل عبر المشيمة
ـ أثناء الولادة عبر تداخل سوائل الجسم
ـ عبر حليب الأم أثناء الرضاعة الطبيعية.
يتم اكتشاف معظم النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية قبل أو أثناء الحمل. ما يعني في معظم الحالات إمكانية اتخاذ خطوات خلال الحمل والولادة وبعد الولادة لمنع انتقال الفيروس إلى الجنين. نتيجة لذلك، كان هناك انخفاض كبير في نسبة الأطفال الذين يصابون بفيروس نقص المناعة البشرية على الرغم من الزيادة الكبيرة في نسبة النساء الحوامل المصابات بالفيروس.
يولد جميع الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من فيروس نقص المناعة البشرية محصنين بأجسام مضادة للفيروس في دمائهم. إلا أن هذه الأجسام المضادة تختفي مع مرور الوقت ما لم يكن الطفل قد أصيب بهذا الفيروس. ويستغرق حدوث الأمر أحياناً 18 شهراً. لذا لا يمكن التيقن من خلو الطفل من الفيروس حتى بلوغه مرحلة بداية المشي.
هل يجب الخضوع لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية أم لا؟
تخضع النساء الحوامل لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية كجزء من برنامج الرعاية الطبية الروتينية أثناء الحمل عادة في موعد تسجيل الحمل. مع ذلك، يعتبر الخضوع لهذا الاختبار أمراً اختيارياً.
ماذا يعني اختبار فيروس نقص المناعة البشرية HIV؟
يمكن أن تأخذ طبيبتك أو ممرضة التوليد عينة من دمك لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية في أحد مواعيد متابعة الحمل أو موعد تسجيل الحمل. قبل إجراء الاختبار، تشرح لك طبيبتك بالتفصيل ما يشتمل عليه الاختبار وما الذي سيحدث إذا كانت النتيجة إيجابية أو سلبية. ثم تسألك بعدها إذا كنت موافقة على إجراء الاختبار أم لا. إذا بدلت رأيك، لن تتعرضي لأي نوع من الضغط للموافقة على هذا الإجراء. إذا وافقت، ستأخذ ممرضة التوليد كمية صغيرة من دم الوريد في ذراعك وترسل العينة إلى المختبر لتحليلها. يمكنك أن تسألي طبيبتك أو ممرضة التوليد عما يلي:
ـ كم من الوقت يستغرق استلام نتائج الفحص؟
ـ من الذي سيعطيك النتائج؟
ـ هل تستلمين النتائج إذا أثبت الاختبار عدم إصابتك بالفيروس؟
ـ هل سيتم أخبارك بالنتائج عبر الهاتف أم سيكون عليك الحضور إلى العيادة؟
الحصول على نتائج الفحص
إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، فعلى الأرجح أنت غير مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. مع ذلك، هناك احتمال ضعيف أن تكوني مصابة بهذا المرض ولكن لم يحصل جسمك حتى ذلك الحين على الوقت الكافي لإنتاج أي أجسام مضادة. لهذا السبب سيجرى لك اختبار آخر بعد ثلاثة أشهر. إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، فمعناه أن دمك يحتوي على أجسام مضادة لفيروس نقص المناعة البشرية وأنك مصابة بالفيروس. لن يبين الاختبار إذا كنت مصابة أم غير مصابة بمرض الإيدز أو سرعة إصابتك بمرض الإيدز. أنت الآن بحاجة إلى التفكير في كيفية الاعتناء بنفسك خلال الفترة المتبقية من الحمل وكيفية إعطاء طفلك أفضل بداية ممكنة في الحياة. ستحتاجين أيضاً إلى التفكير في استخدام أساليب آمنة لوقاية زوجك أثناء الجماع والحرص على عدم نقلك فيروس نقص المناعة البشرية إلى الآخرين.
العناية أثناء الحمل والولادة
إذا ثبتت إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية، فستتوفر لك رعاية متخصصة ومتابعة منتظمة خلال فترة الحمل. ستأخذين علاجاً على شكل أدوية مضادة للفيروس. يمكن أن تقلل هذه العلاجات كثيراً من فرص انتقال العدوى منك إلى طفلك أثناء الحمل والولادة. يمكن البدء بعلاج طارئ إذا اكتشفت إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية في مرحلة متأخر من الحمل أو إذا سجلت في برنامج متابعة الحمل في مرحلة متأخرة من حملك. كما ستحتاجين إلى دعم إضافي لمساعدك على التعامل مع الأمر واتخاذ القرارات فيما يخص صحتك ومستقبلك، وما يخص طفلك أيضاً.
تحدثي مع طبيبتك حول أسلم طريقة لولادة طفلك. تقلل الولادة القيصرية من خطر إصابة طفلك بفيروس نقص المناعة البشرية أثناء الولادة. مع ذلك، إذا تمت الولادة الطبيعية بشكل جيد، وكانت لديك نسبة منخفضة من فيروس نقص المناعة البشرية، فلا يزيد الأمر من خطر تعرض طفلك للمرض. ربما تحتاجين إلى أخذ المضادات الحيوية، أو العلاج المضاد للفيروس قبل العملية القيصرية، أو أثناء المخاض إذا قررت أن تلدي ولادة طبيعية. في الولادة الطبيعية، يمكن تقليل خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى طفلك عن طريق:
ـ تقليل المدة ما بين انفجار كيس الماء وولادة طفلك قدر الإمكان
ـ تجنب استخدام الأقطاب الكهربائية التي توضع على فروة رأس طفلك لمراقبة نبضات قلبه أثناء المخاض
ـ تجنب أخذ عينات دم من طفلك حتى تتم ولادته.
ـ لن يؤخذ طفلك بعيداً عنك لمجرد أنك مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
العناية بعد الولادة
بعد الولادة ستربط طبيبتك أو ممرضة التوليد الحبل السري لطفلك وتغسله في أقرب وقت ممكن. يستحسن إعطاء طفلك دورة دواء مضاد للفيروس عن طريق الفم في الأسابيع الأربعة أو الستة الأولى من حياته. قد تشكل الطريقة التي تطعمين بها طفلك فارقاً أيضاً. بيّن البحث أن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن ينتقل من الأم إلى طفلها عبر حليب الثدي. لذا في معظم الحالات، يفضل إرضاع الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من فيروس نقص المناعة البشرية من زجاجة الرضاعة أو الببرونة.
مع ذلك، في أجزاء كثيرة من العالم يصعب العثور على ماء نظيف لإعداد زجاجات الحليب الاصطناعي. في ظل هذه الظروف، من الآمن بالنسبة للأم المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إرضاع طفلك رضاعة طبيعية. تحمي الرضاعة الطبيعية من العدوى أو الالتهابات التي تشكل خطراً على حياة الطفل والتي يتعرض لها كثيراً الأطفال الذين يعيشون في البلدان الفقيرة.
المزيد من الحقائق عن فيروس نقص المناعة البشرية والحمل
ـ يصل احتمال الإصابة لدى الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من فيروس نقص المناعة البشرية إلى واحد بين كل أربع أطفال ما لم يتوفر أي علاج أو تدخل طبي لمنع انتقال الفيروس.
ـ قد يزيد فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه من مخاطر الولادة المبكرة.
ـ حتى الآن، يبدو أن استخدام الأدوية المضادة للفيروس أثناء الحمل آمن بالنسبة للأطفال. ولم يتم ربطها بزيادة احتمال الإصابة بالعيوب الخلقية أو أي نوع معين من التشوّهات.
ـ تقلل العملية قيصرية من خطر إصابة طفلك بفيروس نقص المناعة البشرية أثناء الولادة.
ـ يقلل الجمع بين العلاج بمضاد الفيروس واللجوء إلى العملية القيصرية من خطر إصابة طفلك بفيروس نقص المناعة البشرية إلى أقل من واحد بالمئة.
ـ قد لا تزيد الولادة الطبيعية من خطر تعرض الطفل للإصابة لدى النساء اللاتي يتم التحكم في إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل جيد أو لديهن نسبة منخفضة من الفيروس.
ـ يمكن أن تنتقل العدوى إلى طفلك من خلال الرضاعة الطبيعية، لذا من الآمن أكثر إرضاع طفلك من زجاجة الرضاعة على أن يتم تعقيم الزجاجات والحلمات بعناية.
ـ عندما يكون أحد الزوجين مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية، يخطط بعض الأزواج للحمل منذ وقت مبكر. ويختار بعضهم استخدام بعض وسائل وتقنيات الخصوبة مثل التلقيح الاصطناعي، أو التخصيب الاصطناعي IVF، أو غسل الحيوانات المنوية للمساعدة في تقليل خطر انتقال العدوى.
