فيلم العربي بن مهيدي العودة إلى المربع الأول

نفي المخرج بشير درايس التوصل إلى أي اتفاق مع وزارة المجاهدين بخصوص فيلم العربي بن مهيدي، وقال درايس في اتصال معه انه وعلى عكس التصريحات التي أدلى بها وزير المجاهدين العيد ربيقة على هامش الجلسات الوطنية للسينما لم يتم حتى الآن الاتفاق على أي من التفاصيل التي تحدث عنها الوزير ولا وجود لأي ترتيبات بشأن عرض قريب للعمل الذي استغرق الجدل حوله ما يقارب خمس سنوات.
وقال درايس إنه متمسك بما صرح به سابقا وهو انه لا اتفاق قبل التوقيع على عقد مسبقا يضمن عرض الفيلم ومشاركته في المهرجانات الخارجية والجولات السينمائية، مؤكدا عبر منشور نشره عبر صفحته الرسمية أن وزارة المجاهدين رفضت التوقيع على اتفاق لعرض الفيلم في السوق السينمائي لمهرجان كان السينمائي المزمع انطلاقه ماي الجاري، وبدوره رفض درايس ترتيبات تنظيم عرض “رسمي” للفيلم من دون دعاية وبدون جمهور.
وكشف مخرج العمل أن المفاوضات بينه وبين الوزارة المعنية ما تزال تراوح مكانها رغم تطمينات وزارة الثقافة التي وعدت بالسعي لإيجاد حل لمعضلة هذا العمل.
وقال درايس الذي شارك في أول يوم من الجلسات الوطنية للسينما التي عقدتها الوزارة بالمركز الدولي للمؤتمرات انه عاد خالي الوفاض إلى باريس، مؤكدا انه وبعد 17 رحلة بين الجزائر وفرنسا وبعد خمس سنوات من المفاوضات لم يتوصل بعد لأي اتفاق بشان الإفراج عن الفيلم.
وفي سياق متصل، لمح المخرج إلى إمكانية تنظيم عرض في باريس للفيلم وتقديمه للجمهور في حال استمرت الوزارة على موقفها واستمر الفشل في التوصل إلى اتفاق يضمن عرض الفيلم ضمن القنوات الرسمية.
للإشارة، سبق وأن أعلنت وزارة الثقافية عبر منشور رسمي التوصل إلى اتفاق مع المخرج استعدادا لعرض العمل الذي كان مقررا في شهر مارس الماضي وتم تأجيله إلى وقت لاحق من دون تحديد تاريخ بديل، وإن كانت بعض المعلومات غير الرسمية أشارت إلى إمكانية عرض الفيلم شهر جويلية المقبل على هامش اختتام برنامج ستينية الاستقلال، لكن في ظل المستجدات التي أعلن عنها درايس فإنه يبدو أن تاريخ عرض الفيلم ما يزال بعيدا وهذا في ظل إصرار درايس على التوقيع على العقود والاتفاقيات التي تضمن كما قال لفيلمه الوصول إلى الجمهور.
وكانت وزارة المجاهدين ومن خلال لجنة المشاهدة قد توصلت بعد مفاوضات وسلسلة اجتماعات فاقت الخمسين اجتماعا إلى رفع 57 تحفظا على الفيلم الذي يروي سيرة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، حيث اتهم المخرج درايس بإحداث تغييرات في سيناريو العمل ولاسيما فيما يخص مجريات مؤتمر الصومام وبعض الخلافات التي كانت بين قادة الثورة، وبينما يصر درايس انه قدم فيلما يتناول البيئة السياسية التي أحاطت برموز الثورة، تصر وزارة المجاهدين على التقيد الحرفي بالسيناريو الذي قدم في المرة الأولى للجنة القراءة. وبين هذا وذاك يراوح فيلم العربي بن مهيدي مكانه وبقى ممنوعا على الجمهور إلى إشعار آخر.