-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في‭ ‬ثورة‭ ‬تونس‭ ‬تذكير‭ ‬بحال‭ ‬العراق‭!! ‬

أنور مالك
  • 3081
  • 1
في‭ ‬ثورة‭ ‬تونس‭ ‬تذكير‭ ‬بحال‭ ‬العراق‭!! ‬

سقط نظام صدام حسين في العراق، وتناقلت الفضائيات مشاهد العبث بصوره وتماثيله سواء بالأحذية أو ببقايا رأسه في ساحة الحرية. وجاء بعدها إلقاء القبض عليه في تلك الحفرة الشهيرة، وحاول أزلام الإحتلال أن يجعلوا من ذلك القبض، نهاية جندوا لها دكاكينهم، من أجل السخرية‭ ‬على‭ ‬مآل‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يهتز‭ ‬له‭ ‬جفن‭ ‬العالم‭.‬

  •  بالرغم من غياب الحقيقة في تلك المسرحية التي أخرجها الخمّاسون من المعارضين المتعطشين للسلطة في الخارج، إلا أن الإستخفاف عبر إلى مسرحيات أخرى منها المحاكمات لإشفاء الغليل في صدام، إلا أنه قلب الكفة إلى صالحه وفضحهم عبر مشاهد لم يفلح مقص الرقيب في حجبها.
  • لم يشبعوا من كل ما حدث وتواصل بنزين الحقد الصفوي الملالي، إلى مقصلة إعدام في عيد الأضحى، أرادوها مشهد إذلال سيبكي خلالها صدام ويطلب العفو، غير أنه أذلهم جميعا وصعدت روحه لخالقها، وهي تجهر بالشهادتين. هكذا فعل الإحتلال الذي أركب معارضات الخارج دباباته وأنهى‭ ‬رحلة‭ ‬البعث‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بدعم‭ ‬غربي‭ ‬وانتهى‭ ‬الأمر‭ ‬بمؤامرات‭ ‬تورط‭ ‬فيها‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬
  • بعد سنوات من الإحتلال والإبادة في حق الشعب العراقي، وبعد تلك المشاهد التي عملت الفضائيات المستحيل لأجل غرسها في عقول الناس، إلا أن الشعب العراقي ومعه الشعوب الأخرى صاروا يترحمون على عهد صدام، ولو خيروا بين ديكتاتوريته التي بنت دولة عراقية بعثية، وبين ديمقراطية‭ ‬المالكي‭ ‬التي‭ ‬ستفتت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬طوائف‭ ‬عبثية،‭ ‬لفضلوا‭ ‬العهد‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬حالهم‭ ‬من‭ ‬البؤس‭ ‬والفقر‭ ‬والدمار‭ ‬والإرهاب‭ ‬والفساد‭.‬‮ ‬‭ ‬
  • صورة أخرى تختلف في كيفيتها من نهاية الطغاة، جاءت بها ثورة تونس الخضراء، التي تحرك فيها الشعب بعفوية من دون وصاية لا من معارضات الداخل ولا من وراء البحار، بل حركهم واقعهم المزري الذي لم يذق من مرارته سواهم، وانتهى الأمر بفرار ذلك المدعو زين العابدين بن علي ومعه ليلاه، والذي كان يشار إليه بالبنان من طرف الحكام العرب والمنظمات الدولية وزعماء الغرب، ويمدح على حكمه الراشد، ولكن ذلك الزيف ثبت 23 عاما، وسرعان ما تهاوى على أنغام صفعة شرطية لشاب يبيع الخضراوات، وانتهى أمر هذا الرئيس وصار كالمجروب يتبرأ منه الجميع، بدأ‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الحلفاء‭ ‬ممن‭ ‬صنعوا‭ ‬مجده‭ ‬وانتهاء‭ ‬بأنظمتنا،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬غير‭ ‬أرض‭ ‬الحرمين‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يوما‭ ‬مسرحا‭ ‬لجيش‭ ‬بوش‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬العراق‭ ‬واحتلاله‭ ‬من‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬لاحقا‭.‬
  • سرقت ثروة الشعب التونسي، وهاهي الآن تحالفات سرية وعلنية من أجل سرقة ثورته، وأخشى ما أخشاه أن يسلم الأمر لآخرين كانوا يعارضون بسبب التعطش للسلطة، ومن يصل إليها بعد 23 سنة من السب في الفضائيات وقرع أبواب المتآمرين، لا أظنه يتنازل عليها من أجل عيون الديمقراطية وحقوق الإنسان. وخشيتي الكبيرة إن لم يحم الشعب ثورته أن يصل به الحال يوما إلى البكاء على عهد البائد بن علي، خاصة وأركانه يتصدرون العهد القديم الجديد، وحينها ننتحب على ثورات شعوب تسقط طغاة وتصنع آخرين لحماية طغاة يخشون على عروشهم. فحذار من المتعطشين للسلطة‭ ‬سواء‭ ‬ممن‭ ‬يغيّرون‭ ‬دينهم‭ ‬لأجلها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المعارضات‭ ‬الحاقدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مشروع‭ ‬لها‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الطغاة‭ ‬الذين‭ ‬نحاربهم‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • houcine

    bon commentaire merci et merci