-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجمعهن المصليات النسائية طوال ثلاثين يوما

في أجواء إيمانية.. سيدات يجعلن من التراويح ملتقى سنويا

ليلى ميساوي
  • 240
  • 0
في أجواء إيمانية.. سيدات يجعلن من التراويح ملتقى سنويا
أرشيف

لا شك في أن مسجد خبيب بن عدي التاريخي، في قرية القليعة بولاية برج بوعريريج، هو أحد أشهر مساجد الولاية، وربما الجزائر قاطبة، بتواجده في منطقة جبلية وغابية روعة في الجمال، لكن ولاية برج بوعريريج، لها من المساجد وبيوت الله الكثير، التي تزدحم بالمصلين وحتى المصليات في شهر رمضان، ومن هذه المساجد، طارق بن زياد والنور والمسجد العتيق وغيرها.
والذي يريد زيارة مساجد برج بوعريريج، ننصحه بتوقيت شهر رمضان وننصحه أيضا بصلاة العشاء والتراويح، حيث يصبح كل مسجد عبارة عن حرم صغير يجمع العائلات من رجال ونساء وحتى أطفال في أجواء رمضانية خليط بين الروحانية والحميمية، وستجد صعوبة في إيجاد سيدة وشابة لا تؤدي صلاة التراويح في المسجد جماعة في رمضان، وحتى تجار المدينة تعايشوا مع هذا الواقع، فهم لا يفتحون متاجرهم إلا بعد آخر ركعة من سنة التراويح.
تقول السيدة نبيلة، وهي أستاذة في المتوسط، بأنها تسارع بعد وجبة الإفطار إلى غسل الصحون والأواني المنزلية عموما، لتصاحب زوجها وابنيها الصغيرين إلى المسجد، وهي لا تتصور نفسها تضيّع صلاة التراويح جماعة في المسجد، وتضع ثقتها في زوجها الذي يختار دائما أحسن القارئين، حتى تتحول الصلاة إلى متعة مع كلام لله.
وتعترف السيدة نبيلة بأنها قد تعرفت على الكثير من الصديقات، ومنهن من صرن قريبات جدا بالنسبة إليها، من خلال صلاة التراويح في مواسم سابقة، وتقول بأنها بكت بشدة وتحسرت وحزنت، في زمن جائحة كورونا عندما أغلقت المساجد أبوابها، ولم تُقم فيها صلاة التراويح في رمضان 2020 و2021.
أما الطالبة الجامعية ريان، فتعتبر صلاة التراويح لحظة مهمة جدا للنساء، بمن فيهن الماكثات في البيت، فبعد الصيام والإفطار، يكون الخروج لأداء الصلاة بين قيام وسجود فائدة صحية، ناهيك عن الفوائد الروحية، وكطالبة جامعية، فإن ريان تؤخر الحفظ والدراسة والمراجعة، إلى ما بعد صلاة التراويح، التي تفرغ فيها الكثير من الشوائب، وتجد نفسها في حالة نفسية رائعة بعد أدائها صلاة التراويح، فتتمكن في العادة من الحفظ بسهولة واستيعاب دروسها.
ويشعر الرجال أيضا بالراحة عندما تتنقل العائلة بالكامل إلى المسجد ويجمعها بيت من بيوت الله في الإتيان بصلاة التراويح وختم القرآن الكريم، كما يشرح السيد بدر الدين: “رمضان وحده من يوحّد ما بين أفراد العائلة نفسها، والمجتمع عموما، فنقضي اليوم صائمين ثم نجتمع على مائدة الإفطار، نتبادل النصائح والضحك والمواعظ، بعدها نشدّ الرحال إلى أقرب مسجد للصلاة والقيام، ولا يمكن أن نجد هذا الشعور في أي مكان وفي أي دين”.
ما يزيد من بهجة نساء برج بوعريريج وهن يؤدين صلاة التراويح، ما يقام من مسابقات قرآنية وأيضا أعمال تضامنية، وكثير منهن صرن ينقلن معهن الكثير من الأشياء، من طعام ولباس، ليقدمنه لهذه أو تلك، في أجواء لا يحققها لنساء برج بوعريريج والجزائر عامة سوى شهر رمضان الكريم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!