-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في كتابه حرب الجزائر :غي بيرفيلي يفضح الماضي الفرنسي في الجزائر

الشروق أونلاين
  • 1929
  • 0
في كتابه حرب الجزائر :غي بيرفيلي يفضح الماضي الفرنسي في الجزائر

مؤلف هذا الكتاب البروفيسور غي بيرفيلي أستاذ العلوم السياسية في جامعة تولوز بجنوب فرنسا. وهو مختص بالشؤون الاستعمارية للإمبراطورية الفرنسية. كما أنه مختص بدراسة حركات التحرر الوطني التي أدت إلى القضاء على الاستعمار وكان قد نشر سابقا كتابا بعنوان: أطلس عام لحرب الجزائر، من الفتح الاستعماري إلى الاستقلال (2003). ثم كتابا آخر بعنوان: من أجل تاريخ حقيقي لحرب الجزائر2002 .وفي هذا الكتاب الجديد يعود المؤلف إلى الموضوع من جديد ويقول بما معناه: لقد لزم علينا أكثر من ثلاثين سنة لكي تعترف فرنسا بحقيقة ما جرى في الجزائر من عام 1954 إلى عام 1962. ففي السابق كانت تتحدث عن حصول أعمال شغب وخروج على النظام. ولم تكن تعترف بثورة شعب بأكمله من أجل نيل استقلاله. لم تكن تعترف بحصول حرب استعمارية هناك، بل وحرب ضارية، بشعة، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة من مشروعة وغير مشروعة وبخاصة من قبل المستعمر الفرنسي.
الفصل الأول من الكتاب يحمل العنوان التالي: الجزائر الكولونيالية: أي كيف استعمرت فرنسا الجزائر. وفيه يقول المؤلف ما معناه: في الرابع عشر من شهر يونيو عام 1830 صدر قرار عن الملك الفرنسي شارل العاشر يقول ما يلي: في هذا اليوم المجيد قررت فرنسا الاستيلاء على الجزائر عن طريق حملة عسكرية كبرى قادها الجنرال بورمون وفي عام 1930، أي بعد مئة سنة من استعمار الجزائر، أقامت فرنسا الإمبراطورية نصبا تذكاريا تقول فيه: إن الجزائر مدينة لفرنسا بالكثير لأنها استعمرتها وأدخلتها في الحضارة وأخرجتها من الهمجية والبربرية. هكذا كان يفكر الاستعماريون عام 1930. ولم يكن يدور في خلدهم أن الجزائر سوف تستقل وتنفصل عن فرنسا يوما ما.
كانوا يعتقدون أنه أصبحت جزءً لا يتجزأ من الأمة الفرنسية، أو الوطن الأم كما كانوا يقولون آنذاك وبالتالي فالكتب المدرسية كانت تقدم آنذاك صورة مشرقة عن استعمار فرنسا للجزائر. وكانت تعمم هذه البرامج على مختلف الطلاب سواء في المدارس الفرنسية أو الجزائرية» وقد اعترف بهذه الحقيقة الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر عندما أدان الاستغلال غير الشريف للأراضي الجزائرية من قبل المستوطنين الفرنسيين أو الأوروبيين بشكل عام. وقال بأن الثروة الجزائرية كانت في يد المستعمرين في معظمها ولم يترك للسكان الأصليين منها إلا الشيء اليسير. إنه لعار على الاستعمار الفرنسي البغيض أن يكون قد تخلى عن المبادئ الحضارية لفرنسا وضرب بها عرض الحائط. ففرنسا هي بلد التنوير والثورة الفرنسية وحقوق الإنسان وما كان يليق بها أن تتنكر لكل ذلك.
نعم لقد خانت مبادئها الأساسية ولكن ينبغي الاعتراف بأن المجازر التي ارتكبت هناك أثناء إخضاع الجزائر أدت إلى نقصان عدد السكان الأصليين فنزل إلى مليون شخص فقط عام 1872. وهذا أكبر دليل على مدى وحشية الاستعمار وضراوته. ينبغي العلم بأن فرنسا الإمبراطورية لم ترسل إلى هناك فقط الفرنسيين وإنما أرسلت أيضا الأوروبيين وبأعداد كبيرة من اسبانيا، وإيطاليا، ومالطا، بل وحتى سويسرا وألمانيا. وقد كانت هناك سياسة متعمدة تهدف إلى إنقاص عدد السكان العرب أو المسلمين البربر وزيادة عدد السكان من أصل أوروبي. ولكن هذه السياسة فشلت في نهاية المطاف فظلت الجزائر جزائرية، عربية، إسلامية أمازيغية .
وظل المستوطنون أقلية في معظم أنحاء البلاد ما عدا بعض المدن الكبرى كوهران والجزائر العاصمة وسواهما. ولكن حتى هنا فإنهم أصبحوا أقلية بعد فترة من الزمن نظرا لهجرة الأرياف إلى المدن في النصف الأول من القرن العشرين. وهكذا خسرت فرنسا معركة الديمغرافيا. وكانت هذه الخسارة تمهيدا للهزيمة النهائية التي أدت كما قلنا إلى رحيل المستعمرين عن أرض الجزائر الحرة. مليون شخص حملوا حقائبهم يوما ما وعادوا إلى فرنسا بعد أن عرفوا أن هذه البلاد ليست لهم وإنما لأصحابها الشرعيين.

ـــــــــــــــــــــــ
زهية /وكالات

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!