-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قاعدة‭ ‬تحليل‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬المسلمين‭ ‬بأساطيل‭ ‬برابرة‭ ‬الغرب

حبيب راشدين
  • 5024
  • 2
قاعدة‭ ‬تحليل‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬المسلمين‭ ‬بأساطيل‭ ‬برابرة‭ ‬الغرب

انقسام ملوك البربرية، والخروج على الحاكم المستبد، وخيار طاعة أولي الأمر ليس جديدا بل هو القاعدة، كما لم يكن عدوان الوحش الغربي على العراق وأفغانستان والآن ليبيا مفاجئا أو غريبا بل هو القاعدة على امتداد خمسة عشر قرنا، لكن الجديد المفجع حقا أن يفتي مشايخ‭ ‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬بجواز‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالكافر‭ ‬والمشرك‭ ‬بحجة‭ ‬استئصال‭ ‬الاستبداد،‭ ‬في‭ ‬خطيئة‭ ‬لم‭ ‬يرتكبها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لا‭ ‬الخوارج‭ ‬ولا‭ ‬الزنج‭ ‬ولا‭ ‬القرامطة‭.‬

  • ما نشاهده اليوم من قصف منهجي، وتقتيل جماعي للمدنيين الليبيين على يد قوات حلف النيتو ليس جديدا، ولا هو بدعة في تاريخ الوحش البربري الغربي، ولم تنتظر فرنسا وصول هذا المهاجر الهنجاري المدعو سركوزي لتكشف عن عدائها لشعوب الضفة الجنوبية للأبيض المتوسط. فقد كانت فرنسا في طليعة الدول التي جددت، في نهاية القرن الثامن عشر، الحملات الفرنجية على الساحل الجنوبي العربي المسلم على يد مغامر آخر قادم من كورسيكا اسمه نابليون، لم يكد ينتهي من تمزيق إيطاليا لصالح حكام الثورة الفرنسية، حتى أقنعهم بضرورة نقل معركة الجمهورية مع الملكيات‭ ‬الغربية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الإسلامي‭.‬
  •  
  • نابليون‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لبوش‭ ‬وسركوزي‭  ‬
  • لم تكن حملة نابليون على مصر والشام حملة صليبية، وهي تنفذ على يد قادة الثورة الفرنسية المنتفضين على الملكية وسلطان الكنيسة. ولنستمع إلى بونابرت وهو يحاول إقناع قادة الثورة بضرورة الحملة: “إن بريطانيا هي قلعة منيعة تحيط بها البحار، لكن بريطانيا تستمد قوتها من‭ ‬مستعمراتها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأقصى،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬ننهكها‭ ‬في‭ ‬مستعمراتها‮”‬،‭ ‬فكانت‭ ‬حملة‭ ‬نابليون‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬المعركة‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬الناشئة‭ ‬وتحالف‭ ‬العروش‭ ‬الأوروبية‭.‬
  • ثم إن نابليون لم يكن رجلا عقائديا يحمل كراهية خاصة، لا للدين، ولا للكنيسة، ولا حتى للإسلام والمسلمين. ومن يستمع إليه وهو يحضر قواتها في ميناء تولون للحملة، ويدعوهم إلى احترام معتقد “المحمديين” ورجال الدين عندهم، واحترام القرآن والمساجد، هل هو ذاته الرجل الذي سوف يذبح مئات المصريين داخل المساجد بعد أن أمنهم على أرواحهم، ويذبح أكثر من أربعة آلاف أسير في حملته في فلسطين، لا لسبب سوى أنه لم يكن معه ما يكفي من القوات لحراسة أربعة آلاف أسير.
  •  
  • فتاوى‭ ‬مشايخ‭ ‬الضلال‭ ‬لتبرير‭ ‬جرائم‭ ‬نابليون
  • طوال إقامته في مصر، بعد نجاح الحملة في طرد المماليك وممثل الباب العالي، حاول نابليون إقناع المصريين أنه إنما جاء ليحررهم من الاستبداد العثماني، تماما كما يفعل اليوم سركوزي، كمرون برليسكوني وأوباما، ومثلهم سارع إلى إقامة ما يشبه مجالس حكم انتقالية سميت وقتها بالدواوين، ومثلهم استعان برجال الدين وأئمة المساجد ودور الإفتاء، التي سبقت الشيخ القرضاوي إلى تبرير موالاة الكفار والمشركين، ولم يجد بونابرت من مقاومة سوى من قبائل الريف المصري، لأن أعيان وأشراف القاهرة كانوا قد دخلوا في عمالة مع المحتل، كما يفعل اليوم أعيان وأثرياء بنغازي ومسراطة. وإذا ما قدر للمؤامرة الإفرنجية الجديدة على ليبيا أن تنجح، فإن أهالي بنغازي ومسراطة وباقي المدن الليبية التي تخدع بأساطير سركوزي وكمرون، سوف ينالهم ما نال أهل القاهرة بعد أن استتبت الأمور لبونابرت فقام بحل “الديوان” ما يشبه المجلس الانتقالي اليوم في بنغازي، وسارع إلى تعقب أعضائه في أحياء وأزقة القاهرة، دار- دار وزنغة- زنغة، ثم عوض الديوان بمجلس عسكري تولى معاقبة سكان القاهرة، وتطهير جيوب المقاومة فيها، واقتحم المساجد ودنس المقدسات، ونسي كل ما أوصى به قواته عند بداية الحملة من واجب‭ ‬احترام‭ ‬العقيدة‭ ‬والمقدسات‭.‬
  •  
  • القطيعة‭ ‬مع‭ ‬حضارة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة
  • هذا‭ ‬هو‭ ‬الوحش‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬نبتلى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬بقيادة‭ ‬الملكية‭ ‬المنتصرة‭ ‬على‭ ‬إمبراطورية‭ ‬نابليون‭.‬
  • في مقال الأسبوع الماضي عرّجت في عجالة على النشأة البربرية لما يسمى بالحضارة الغربية، وكان بودي أن أتوسع في توكيد الأحداث والوقائع التاريخية التي تكشف عن تواصل هذه الروح الإفتراسية البربرية عند الغرب الأوروبي تحت أنظمة مختلفة: من ملوك البربرية الأولى لما بعد‭ ‬سقوط‭ ‬روما،‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬الحديثة‭ ‬الآثمة،‭ ‬مرورا‭ ‬بحقبة‭ ‬الإقطاع،‮ ‬وزمن‭ ‬الملكيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وأزمنة‭ ‬الثورة‭ ‬الليبرالية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وما‭ ‬تولد‭ ‬عن‭ ‬عصر‭ ‬الأنوار‭.‬
  • عبثا تبحث في هذا التاريخ البربري الأوروبي عن حقبة زمنية أمنت خلالها شعوب الضفة الجنوبية للأبيض المتوسط من عدوانية البربرية الغربية. فقد كنا ضحايا العدوان الأوروبي واستجاعته إلى التمدد وتوسيع مجاله الحيوي على يد الملك البربري شارلمان، والملك المسيحي شارل الخامس، وعلى يد الكنيسة في عهد البابا أوربان الثاني، وتحالف فرسان الإقطاع مع الكنيسة، وتحالف الكنيسة مع الملكية، ثم على يد الثورة البرجوازية مع نابليون، ومع لويس العاشر بعد استعادة الملكية، وعلى يد الجمهورية الثالثة في عهد نابليون الثالث. ونلنا من التنكيل على يد اليسار واليمين في الجمهوريات الثالثة والرابعة نفس القدر من الوحشية والبربرية، ولم يكن أقطاب فكر الأنوار أقل عداوة للإسلام والمسلمين من الكنيسة في زمن محاكم التفتيش. ونسجل منذ أيام كيف توحد المشرعون الفرنسيون من اليمين ومن اليسار الاشتراكي في تأييد عدوان النيتو والتصويت لأستمرار الحرب. فأين هو الغرب الذي يدعوننا السذج من أهلنا إلى الدخول معه في حوار حضارات وتعايش سلمي، بل وإلى التحالف مع قوته الصلبة لاستئصال الاستبداد، ولو بقتل مئات الآلاف من المسلمين كما فعلت بعض القوى الإسلامية والعلمانية على السواء في‭ ‬العراق‭  ‬والآن‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟‭ ‬
  •  
  • إجماع‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬استئصال‭ ‬‮”‬المحمديين‮”‬
  • بين أيديكم خمسة قرون من الجوار المضطرب مع هذا الوحش الغربي، ولكم أن تقلبوا صفحاته بحثا عن مقطع زمني صغير، وعن جزء من هذه الجغرافية الأوروبية المتوثبة دائما نحو الافتراس والتوسع، وعن فرقة واحدة أو فصيل صغير من الشعوب الأوروبية، كان بوسعنا أن نطمئن إلى الدخول معه في حوار آمن، وتعاون تتبادل فيه المصالح بين الدول والشعوب. أبحثوا عن حكومة غربية واحدة، في بربرية الغرب القديمة والحديثة، لم تدخل يوما في تحالف عدواني ضد شعوب الضفة الجنوبية. فتشوا في موسوعات عصر الأنوار وفلاسفة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بل قلبوا صفحات الأدب الغربي منذ أواسط القرن الثاني عشر وحتى بداية الألفية الثالثة، بحثا عن جملة واحدة لا تحمل الكراهية والبغض للعرب والمسلمين، ولا تحمل تحريضا صريحا أو مبطنا عل” وجوب استئصال “المحمديين”، كما يصفنا كتّابهم اللاهوتيون والعلمانيون على السواء. وقد توحدت الصفوف عندهم في هذا العداء المرضي لكل ما هو عربي ومسلم، حتى أن الفاشية والنازية عندهم كانت تصنفنا ما دون فصيل الضفادع، حتى وهي تبحث مع الباب العالي والعثمانيين عن حليف، وكان يسارهم الشيوعي والاشتراكي أكثر عنصرية من فقهاء الاستعمار. ولكم أن تقرأوا نصوص صديق ماركس الشيوعي إينجلز، تروي رحلة قام بها إلى شمال إفريقيا، وكيف كان يصف شعوب المنطقة ومعتقدها وعاداتها. طالعوا سقطات فولتير في رواية “التعصب أو محمد الرسول” وكيف يتحامل فيها على الرسول صلى الله عليه وسلم ويكذب على الإسلام كما لم يفعل أي متعصب من الكنيسة. حتى الفكر الإرهابي المتطرف عندهم ولد على خلفية كراهية العرب والمسلمين، بحجة أن الحكومات الغربية لا تجتهد بما يكفي لاستئصال الجاليات العربية والإسلامية، فكانت عملية أوكلاهوما الإرهابية التي سبقت أحداث 11 سبتمبر، ويجدد معتوه آخر جريمة مماثلة في النرويج‭ ‬في‭ ‬مزايدة‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬نرويجية‭ ‬متعصبة‭ ‬أصلا‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭.‬
  •  
  • نصرة‭ ‬شيوخ‭ ‬الإسلام‭ ‬لقرامطة‭ ‬النيتو
  • ومع هذا التاريخ المشبع بروح الافتراس للآخر، وللعرب والمسلم تحديدا، لا أفهم كيف جاز لمشايخ اتحاد علماء المسلمين أن يضعوا أيديهم في أيدي زعماء النيتو، ويزعم بعضهم أنه لو كان الرسول الكريم حاضرا بين ظهرانينا لدخل في تحالف مع النيتو، كما تمنى لو أنه حضر حلف الفضول في الجاهلية، وهو افتراء شنيع على الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وعلى ضوء هذا المنطق الذي يلتقي مع روح الماكيافيلية الساقطة التي تجعل الغاية تبرر الوسيلة، فإني على يقين أن مشايخ اتحاد العلماء المسلمين من حول الشيخ القرضاوي، وجماعة الإخوان، وهذه القوى الإسلامية المتوثبة لانتزاع الحكم ولو تحت مظلة حلف الكفار والمشركين، أقول إني على يقين أنهم كانوا سوف يدخلون في حلف مع الروم المسيحيين ضد الملوك الأمويين بحجة أنهم كانوا مستبدين، وكانوا سيوالون التتار والمغول بحجة أن العهد العباسي كان عهدا متواصلا من الاستبداد، وبنفس الحجة كانوا سينظمون إلى ثورة القرامطة، ويؤازرون ثورة الزنج، ويمشون في ركب صاحب الحمار، ويفتون بجواز التحالف مع القشتاليين في الأندلس، ويصطفون مع الصليبيين ضد صلاح الدين، ويستقبلون بالورود جيوش لويس العاشر وهي تنزل بشواطئ سيدي فرج، وقس على ذلك، لأن المسلمين كانوا في معظم هذه الأزمنة تحت حكم يوصف اليوم بالاستبداد. فليس حكم بشار الأسد أكثر استبدادا من حكم الأيوبيين في الشام، وليس حكم القذافي أكثر سوءاً واستبدادا من حكم الأتراك عشية العدوان الصليبي الإيطالي على ليبيا سنة 1911.
  •  
  • نجدة‭ ‬برابرة‭ ‬الغرب‭ ‬لخوارج‭ ‬الشرق
  •  ثمة لوثة في العقل العربي الحديث تعمل بقاعدة الأبيض والأسود، معنا أو ضدنا، الشر كله أو الخير كله، وهي التي تدفع بطيف واسع من المثقفين العرب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى اعتبار كل من ينظر إلى الثورات العربية بعين ناقدة، وينتقد فيها دعوتها الغرب وقوته الناعمة والصلبة للدعم والمؤازرة، إلى اعتبارهم كجنود مدافعين عن النظم العربية الاستبدادية. فهل ينبغي للواحد منا أن يصفق للصهيوني برنار هونري ليفي وهو يحاول تقليد لورانس العرب وينط من عاصمة عربية إلى أخرى شاهرا راية التحريض على إسقاط النظم وتفكيك الدول، حتى لا‭ ‬يصنف‭ ‬مع‭ ‬الداعمين‭ ‬للاستبداد؟‭ ‬وهل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نسلم‭ ‬لفتاوى‭ ‬مشايخ‭ ‬النيتو‭ ‬بواجب‭ ‬الترحيب‭ ‬بقوات‭ ‬النيتو‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نتهم‭ ‬بمعاداة‭ ‬الثورة؟
  • ما يجعل هذه الثورات العربية المنفلتة عقالها، المتربص بها، خطرة ومفتوحة على المجهول أمران: الأول له صلة بهذا الاستعداد الغربي الدائم للانقضاض على الشرق الإسلامي، والفتك به وتمزيقه كلما توفرت له الفرص. والثاني ذلك الصراع الدائم داخل الأمة الإسلامية والذي ظهر في وقت مبكر بين دعاة الخروج على الحاكم المسلم الجائر المستبد كيفما كان الثمن، والخط الآخر الذي يحرم الخروج والصبر على الجور اتقاء للفتنة. الأول كان من صنع قتلة الخليفة عثمان رضي الله عنه، ومن بعدهم الخوارج والفرق التي ناصرت ثورات الزنج والقرامطة، وألحق بهم المغرضون خروج الإمام الحسين رضي الله عنه، والثاني يستند إلى خيار الإمام الحسن الذي تنازل عن الحكم في ما سمي بعام الجماعة، حقنا لدماء المسلمين، لصالح ملك تصفه كتب التاريخ بالحكم المستبد. ما أراه اليوم هو انتصار باهر للخيار الأول، بل إن الخلف قد تفوق على السلف‭ ‬بتحليل‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالكافر‭ ‬والمشرك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقترفه‭ ‬لا‭ ‬الخوارج‭ ‬ولا‭ ‬الزنج‭ ‬ولا‭ ‬القرامطة‭ ‬في‭ ‬ثوراتهم‭ ‬ضد‭ ‬الاستبداد‭ ‬الأموي‭ ‬والعباسي‭.  ‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • B. Mourad

    خطاب ماضوي أكل عليه الدهر و شرب للتهرب من مواجهة مرارة واقعنا المتردي والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء دلك. لولا الغرب لأفنتنا المجاعة و الطاعون والكوليرا و لا زلنا نركب الجمال و نتواصل بالحمام الزاجل.

  • Akli

    سئمنا من هذه الخطابات السطحية و التحليلات الصبيانية التي تحاول أن تجعل من الغرب وحشًا مفترسا و من العرب أطفالا أبرياء و ضحايا مساكين وقعوا ظلمًا في مخالب التنين المفترس.
    إذا كان الغرب شيطانا و كنّا نحن ملائكة فلِمَ يعرّض أبناؤنا أنفسهم للموت هربا من بلاد الملائكة إلى بلاد الشيطان؟ إنّ هذا الفكر التبسيطي الذي نسعى به إلى التهرب من مسؤوليتنا التاريخية فيما حدث و يحدث لنا، لنرميها على الآخرين هو جبن فكري، نتهرب به عن النقد الذاتي و محاولة فهم أمراضنا و عيوبنا الموجودة فينا قبل أن يصبح الغرب أقوى منا