-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طلبات بعضهم تنتظر منذ 10 سنوات

قرابة 2000 أستاذ يطالبون بـ “الدخول الولائي”

نادية سليماني
  • 1989
  • 0
قرابة 2000 أستاذ يطالبون بـ “الدخول الولائي”
أرشيف

يعملون بعيدا عن ولاياتهم، منهم نساء متزوجات، ورجال أنهكهم التنقل اليومي عبر الحافلات… إنهم الأساتذة الموظفون خارج ولاياتهم، الذين يطالبون بتوفير مناصب لهم في مسقط رأسهم، تيسيرا لهم وتسهيلا لتلامذتهم لاستيعاب أفضل للدروس، فكلما استقرت وضعية المعلم النفسية والمهنية زاد عطاؤه في القسم.

يعاني قرابة 2000 أستاذ من مشكلة التوظيف في ولايات بعيدة عن مقر سكناهم، وهم من يطلق عليهم “طالبي الدخول الولائي”، فوضعيتهم لا تزال معلقة، رغم كثرة مراسلاتهم وشكاويهم، حول صعوبة وضعيتهم المهنية التي أثرت على وضعيتهم الاجتماعية والنفسية، فغالبيتهم يتنقلون في حافلات النقل يوميا ويقطعون مسافات بعيدة، ما يجعلهم يتأخرون عن مواعيد تدريسهم، ومنهم أستاذات متزوجات يتركن أولادهن، للتوجه نحو ولايات بعيدة صباحا ليعدن مساء، وأخريات اضطرتهن الظروف الصعبة إلى التخلي عن المهنة، بعد رفض وزارة التربية طلب تحويلهن إلى ولاياتهن، أو الدخول في عطل مرضية أو دون أجر إلى حين تسوية وضعهن.

ويؤكد مختصون في التربية أن الأستاذ الذي يكابد ظروفا صعبة في مهنته، لن يقدم الكثير لتلاميذه في القسم، وستكون مردوديته متوسطة، مقارنة بنظرائه المستقرة ظروفهم.

وكشفت تنسيقية الأساتذة طالبي الدخول الولائي، في إحصائيات أولية، عن وجود أكثر من 1541 حالة تقدّمت بطلبات تخص الدخول الولائي الى وزارة التربية الوطنية، من أجل تسوية وضعيتهم وملفاتهم، حيث أثرت هذه المُعضلة التي لم تتحرك وزارة التربية لحلها، سلبا على وضعية الأستاذ والتلميذ.

مديريات التربية ترفض حتى التبادل بين الأساتذة!

وفسّر الأمين الوطني لمجلس أساتذة الثانويات، زوبير روينة، معضلة أساتذة طالبي الدخول الولائي، في غياب الاستشراف لدى مصالح وزارة التربية، التي وجب عليها تكوين العدد الكافي من الأساتذة حسب الحاجات والمتطلبات في كل ولاية، وبالتالي القضاء على مشكلة التبادلات والانتقالات الولائية، على حد تعبير روينة.

وفي الموضوع، دعا الأمين العام لأساتذة التعليم الثانوي “كلا”، زوبير روينة، في تصريح لـ ” الشروق”، الوزارة الوصية، إلى إيجاد حل نهائي لهذا الانشغال طويل الأمد، وذلك عن طريق اعتماد آليات توظيف تخدم وضعية الأستاذ واستقراره المهني.

وقال المتحدث: “على وزارة التربية، اعتماد إستراتيجية استشرافية في التوظيف، كل حسب ولايته”، محمّلا مديريات التربية مسؤولية تفاقم الوضعية، “لتعامل بعضها بمحسوبية مع ملفات طالبي الدخول الولائي، كما أن تقاعد الكثير من الأساتذة عمّق من المشكل” على حد قوله.
وكشف محدثنا عن وجود أساتذة يشتغلون بولايات بعيدة، منذ 10 سنوات كاملة، وفي ظل ظروف مهنية صعبة.

ومن جهته، يرى، النقابي والنائب البرلماني السابق، مسعود عمراوي، “بأن فتح الأرضية الوطنية الخاصة بالتوظيف وتنظيم مسابقات الأساتذة، هو ما أفرز مشكلة الأساتذة المُعينين بعيدا عن ولاياتهم، ورغم أن الأرضية ساهمت في توظيف كثير من المتخرجين من الجامعات، لكنها في الوقت، نفسه، أفرزت مشاكل أخرى، منها معاناة الأساتذة بعيدا عن مسقط رأسهم، في ظل عدم توفير ظروف مناسبة لإقامتهم وحتى تنقلهم اليومي.

ودعا عمراري إلى ضرورة تغيير هذه الوضع “خدمة للأستاذ وللأسرة التربوية، بما أنّ الاستقرار النفسي والاجتماعي لمربي الأجيال يؤثر على مردوديته وعلى التحصيل الدراسي للتلاميذ”.

ولأن هذه الفئة قدمت “خدمات جليلة للقطاع، من خلال سدّ الثغرات ونقص الإطار البيداغوجي على مستوى المؤسسات التربوية، لابد من مكافأتهم، بقبول طلباتهم للعمل بالقرب من محل إقامتهم أو في ولاياتهم، عوض معاقبتهم بتعليق هذه الطلبات أو رفضها”.

والمؤسف، حسب عمراوي، أن وزارة التربية لم توافق حتى على طلبات الأستاذة من أجل التبادل في ما بينهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!