قرابة 5 ملايين جزائري يعانون من “الشقيقة”

يعد الصداع النصفي أو “الشقيقة” مرضا مزمنا يعاني منه معظم الجزائريين، حيث يؤكد الأطباء المختصون أنه مرض معجز ويعيق الحياة العادية للمصابين به، وهو ما يتطلب التعامل معه بحرص وعدم التهاون في العلاج، خاصة لدى غالبية الأشخاص الذين يلجؤون إلى استهلاك الأدوية المسكنة بشكل عشوائي وبالتالي، يعرّضون أنفسهم إلى تعقيدات صحية خطيرة يجهلونها وقد تكون قاتلة أو مدمرة للفرد.
وفي هذا السياق أفاد البروفيسور اسماعيل داودي، رئيس مصلحة طب الأعصاب بمستشفى تيزي وزو أنّ الصداع النصفي يمس نحو 15 بالمائة من المواطنين أي ما يعادل 5 ملايين شخص، وهو ما يجعله مشكل صحة عمومية يجب النظر إليه بجدية كبيرة.
وبإمكان الأشخاص المصابين به التقليل من أعراضه ومن النوبات المتكررة في الحالات البسيطة، بتجنب عوامل الخطر المتسببة فيه ومنها بالأخص التعرض للمكيفات الهوائية وشاشات الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية والحواسيب وغيرها من العوامل الأخرى على غرار بعض المأكولات الخاصة والنوم لساعات طويلة أو لساعات أقل من المعدل المطلوب.
وأوضح البروفيسور داودي أنّ هذا المرض العصبي في 80 بالمائة من حالاته يكون بسيطا مقابل 20 بالمائة تكون في شكل أكثر حدة بسبب اختلال في المخ بين النشاط العقلي والشحنة الكهربائية.
وحثّ المتحدث على أهمية الفحص الطبي في حال تكرار الأعراض وازدياد شدتها وعدم الاكتفاء بمضادات الألم في إطار التداوي الذاتي، لأنها تحتاج تكفلا طبيا خاصا في مراكز مضادة للألم، مشيرا إلى وجود علاجات هامة وتطور كبير في الأدوية الموجهة للأشكال الحادة للصداع النصفي التي تقدم نتائج جد مرضية وفعّالة وهي موجودة في الجزائر ويمكن للمختصين والمرضى الاستفادة منها بعد التشخيص الدقيق للمرض وأسبابه.
ونبّه داودي إلى التأثيرات الكبيرة للصداع النصفي الذي يتسبب في تراجع النشاط اليومي للأفراد ومردوديتهم في جميع المجالات المهنية والدراسية والاجتماعية، وقد تصل بهم إلى غاية الاضطراب العقلي أو الاكتئاب والقلق أو حتى الإصابة بجلطات قلبية أو دماغية في الحالات القصوى، لذا يجب التعامل مع المرض بجدية كبيرة وعدم الاستهانة به.