-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يقوم على مبادئ الدين وترسيخ التكافل الاجتماعي

قرية جبلة مثال يحتذى به في الاحتكام إلى دستور “تجماعت”

توفيق بن يحيى
  • 1287
  • 4
قرية جبلة مثال يحتذى به في الاحتكام إلى دستور “تجماعت”
ح.م

تعد قرية “جبلة” التابعة لبلدية “بني كسيلة” الواقعة بالجهة الغربية لولاية بجاية واحدة من المناطق التي لا تزال تحتكم إلى دستور “تجماعت”، القائمة على أسس الدين الإسلامي الحنيف في تسيير الشأن المحلي والحفاظ على الإرث التاريخي للقرية.

تعد مؤسسة “تجماعت” بمنطقة القبائل بمثابة الحصن للثوابت، حيث إلى جانب نشاطها الاجتماعي فهي تعمل على الحفاظ على التزام مبادئ الدين الإسلامي الذي يعد خطا أحمر، من خلال تبنيها الشريعة الإسلامية كدستور يطبق على حياة الناس. هذه الأخيرة انبثقت من خلال فكرة “تيمعمرت” التي يعود أصلها إلى الزاوية التي تعني العمار، حيث لجأ إليها سكان منطقة القبائل لتجاوز عائق الإمكانات الفردية لتجسيد المشاريع المشتركة ذات المنفعة العامة.

الزائر لقرية “جبلة” ببجاية يقف على الرسالة الدينية، الاجتماعية والحضارية التي يؤديها دستور “تجماعت” بالمنطقة حيث يعتمد السكان بشكل كبير على “تويزة” في تجسيد المشاريع المختلفة في مقدمتها عملية الحفاظ على الطابع القبائلي القديم للقرية، من منازل قديمة مشيدة بالقرميد، حيث تستوقف المتجول بأزقتها وشوارعها رائحة الأصالة والتاريخ العريق للمنطقة، وعملية الحفاظ على هوية المنطقة ساهمت فيه وبشكل كبير “جمعية أزار نجبلة” إلى جانب السكان من مختلف الأعمار والفئات، حيث تولت عجوز عملية تزيين هذه المنازل بالرموز القبائلية القديمة لإظهار ثقافة المنطقة التي تحولت إلى مزار للسياح والفضوليين.

كما ينص دستور “تجماعت” بالمنطقة على إحياء الاحتفالات المخلدة لاحتفالات قدوم الربيع “أدرييس” من خلال إقامة نشاطات واحتفالات كبيرة بغية غرس الثقافة والإرث اللامادي للمنطقة في الأجيال الصاعدة.

وللتكافل الاجتماعي نصيب كبير في دستور المنطقة، حيث تقف العائلات والسكان وقفة رجل واحد إلى جانب العائلات الفقيرة من خلال توفير كل احتياجاتها ومتطلباتها، خاصة خلال المناسبات الدينية بهدف إدخال الفرحة إلى قلوبها..

ومعلوم أن “تجماعت” تتكون من مجموعة من المصلحين والعقلاء والأعيان وحددوا أسس عملها في أداء رسالتها الدينية والاجتماعية والحضارية وفق مؤسسات عرفية منها مجلس القرية “تجماعت الخير” التي تتشكل من الذكور البالغين التي تعد بمثابة الجمعية العامة وتمارس السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تقسيم المهام داخل التركيبة البشرية، تتخذ من المسجد مقرها الدائم وتتولى مهام وضع القوانين المسيرة لشؤون القرية يرأسها العاقل الأكبر سنا يسمى “لمين” بمعنى الأمين، وهو رئيس مجلس القرية أو راعي القرية في مناطق أخرى يساعده مجموعة من المعاونين منهم “الطامن ” بمعنى الضامن، وهو ممثل الحي في مجلس القرية والمكلف بالمالية يدعى “لوكيل” وهو الذي يتولى جمع المداخيل مثل موارد الأملاك الجماعية مثل الهبات والغرامات المالية المفروضة على المخالفين للقوانين العرفية إلى جانب المكلف بالشؤون الدينية أو الشرعية ويسمى “ليمام” بمعنى الإمام، وهو من يكلف بالإمامة على الناس وتعليم صغار القرية تعاليم الدين وتحفيظهم القرآن الكريم ويتولى تسجيل القرارات والقوانين والأحكام الصادرة عن مجلس القرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • أنور freethink

    جميل ، أصنعوا من قصتها مسلسل ، حتى يصل النموذج للشعب في أماكن أخرى مشابهة.

  • MASS-ANSSEN

    في قرى منطقة القبائل لا يعاقب السارق بقطع يده اليمنى ولا اليسرى ... وبالتالي فلا علاقة للقوانين الوضعية التي تطبق في قرى هذه المناطق والتشريعات السماوية

  • قروي

    هناك مغالطات كثيرة في المقال فقرى منطقة القبائل تسيرها جمعية القرية التي تتكون من ممثل واحد على الأقل لكل أسرة ( أي مجموع من يحملون نفس اللقب )
    كان هؤلاء الى وقت قريب يختارون من كبار السن ومع التغيرات التي حدثت في المجتمع نجد اليوم الشباب هم الفئة الأكثر تمثيلا في داخل هذه اللجان
    دستور القرية هو مجموعة تشريعات وقوانين على شكل غرامات مالية على المخالفين وكيفية تنظيم الحملات التطوعية ..وكيفية جمع المساهمات المالية أو ما يسمى بالاشتراكات .. يتفق عليها سكان القرية في جمعية عامة تصبح سارية المفعول على كل التركيبة البشرية لسكان القرية

  • جبلي

    تعمل على الحفاظ على التزام مبادئ الدين الإسلامي الذي يعد خطا أحمر، من خلال تبنيها الشريعة الإسلامية كدستور يطبق على حياة الناس. .. قف
    الدستور الذي ينظم حياة الناس في قرى منطقة القبائل هو مجموعة من القوانين التي يتفق حولها سكان القرية في جمعية عامة وهذا منذ الأزل الى اليوم ولا علاقة له بالشريعة الاسلامية