-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عمران.. ثقافة.. طبيعة.. وتاريخ

قسنطينة.. الكنز السياحي المخفي في الجزائر

قسنطينة.. الكنز السياحي المخفي في الجزائر
أرشيف

مهما اختلفت المسميات والتسميات، في وصف قسنطينة من أم الحواضر ومدينة العلم والعلماء ومدينة الجسور المعلقة ومدينة الجمال.. وغيرها من تسميات لأوصاف هي في الحقيقة اختزال لكلمات تجمع بعمق المعنى والمدلول لعذراء نائمة على تختها النحاسي، ذو الستائر المقطفة التي تتقاذفها نسمات الفجر العليلة الحائرة بين مفاتن العذراء النائمة وجميل فرشها ذو اللون العنابي، الذي زاد بالروعة والبهاء في مزيج اللون بالصفار البرونزي لتختها النحاسي، في صورة فاقت بجمالها وصف إيوان كسرى الأسطوري.
قسنطينة الضاربة بأسمائها القديمة من ساريم باتيم وقيرطا وسيرتا في عمق التاريخ الإنساني لما قبل العام 202 قبل الميلاد، تاريخ تأسيسها لتكون عاصمة لمملكة نوميديا الموحدة حتى العام 311 ميلادي، وهو عام خرابها بأمر من الإمبراطور الروماني ماكسيناس، ليعاد بناؤها في العام 313 ميلادي على يد الإمبراطور قنسطنطين العظيم.
حضارات تعاقبت ومضت على قسنطينة بمسافة زمنية زادت عن 3000 عام من الفينيقيين والرومان والعرب والأتراك والفرنسيين، لتكون كل حقبة زمنية لبنة تضاف لترصيع تاجها الملكي الذي يضعها وبدون منازع لأن تكون على عرش السياحة العالمية، بمقومات تاريخية وثقافية وحضارية دينية وعلمية واقتصادية، قلّ اجتماعها في مدينة من مدن العالم.

معالم قسنطينة ومساجدها.. سياحة في عمق التاريخ
من المقبرة الميغاليتية بمنطقة بونوارة إلى كهف الدببة والكهف الأروي، مناطق تروي حكاية مدينة لفترات ما قبل التاريخ، مرورا بضريح الملك ماسينيسا الذي لا تزال حجارته المصفوفة في شكل مدرج من ثلاث طبقات تقاوم عوامل الزمن منذ العام 148 قبل الميلاد، وهي الحجارة المنحوتة بأسلوب يقارب الأسلوب الإغريقي البونيقي، إلى ضريح لوليوس قيصر روما المتواجد بجبل الشواية بمنطقة الهرية والذي بناه تخليدا لعائلته.
مرورا بأطلال تيديس التي تؤرخ لعظمة مدينة قسنطينة خلال العهد البونيقي والروماني والبيزنطي، حيث شيدت كقلعة متقدمة لحماية المدينة من أي غزو محتمل.
فيما لا يزال شموخ الأقواس الرومانية المتواجدة بمنطقة جنان الزيتون شاهد على مرور الحضارة الرومانية بالمدينة، والحياة فيها خلال تلك الفترة، أين كانت هذه الأقواس قناة لنقل المياه من منبع وادي بومرزوق إلى كدية عاتي المتواجدة وسط مدينة قسنطينة أين كانت تصب مياهها الصالحة للشرب.
وإن كانت صورة قسنطينة قد ارتسمت منذ عقود بصورة جامع “الأمير عبد القادر” وبمئذنته العالية بـ107 متر وبديع الهندسة الإسلامية لتصميمه جامعا وجامعة، وتجانس المنمنمات التي كست أعمدته الداخلية بألوانها في تناسق يبهر الناظر إليها، ومشربيات خشب اللوز والسنديان الأحمر والبني، فإن لقسنطينة جوامع ومساجد وزوايا ضاربة بعمقها في التاريخ مثل الجامع الكبير المتواجد بشارع العربي بن مهيدي، والذي بني خلال عهد الدولة الزيرية العام 1136 ميلادي على أنقاض معبد روماني، ومسجد حسن باي أو مسجد سوق الغزل الذي بني بأمر من باي قسنطينة العام 1730 ميلادي وحولته السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى كاتدرائية كاثوليكية بعد احتلاها قسنطينة العام 1837 ميلادي، ليعاد إلى أصله مسجدا ويحمل اسم الباي حسن بعد الاستقلال، ومسجد سيدي الكتاني الذي شيد العام 1776 ميلادي خلال فترة حكم صالح باي بن مصطفى التركي أشهر بايات قسنطينة، ومسجد سيدي الأخضر الذي يؤرخ لعظيم المدينة ابن باديس، وجوامع ومساجد وزوايا أخرى كثيرة كجامع سيدي قموش، وجامع سيدي عبد المومن وجامع الأربعون شريفا، وجامع سيدي عفان، وجامع سيدي بوعنابة.

معالم سياحية بإطلالات عالمية
تحوز قسنطينة العديد من المعالم السياحية التي يستحيل على السائح المرور بقسنطينة دون العبور عليها، مثل الجسور المعلقة جسر سيدي مسيد وقنطرة الحبال وأطول جسر حجري في العالم جسر سيدي راشد وجسر الشلالات وجسر صالح باي وغيرها من الجسور، ونصب الأموات الذي يعتلي قمة قسنطينة عند المدخل الشمالي وهو النصب المشيد العام 1934 ميلادي، الذي تعلو قوسه سيدة بجناحي طائر في بانوراما خرافية تجمع مناظر الجسور التي تعلو مياه وادي الرمال واخضرار أشجار الصنوبر.
رغم كثرة المعالم السياحية بقسنطينة والتي ذكرنها ولم نذكرها في هذا الموضوع والتي يحتاج السائح أو الزائر لقسنطينة أياما وربما أسابيع لتفقدها وزيارتها، إلا أن هناك العديد من المعالم الأخرى التي لا زالت تنتظر لأن تكون ضمن قائمة المعالم التي يمكن أن تكون عنصر جذب سياحي، ولعل أهمها نصب تمثال سيدة السلام أو تمثال السيدة العذراء بأعالي تل الفوبور وهو آخر تمثال وضعته السلطات الاستعمارية بالجزائر العام 1960 بعد تمثال سانتا كروز بوهران وتمثال السيدة الإفريقية بالجزائر العاصمة، وضريح الولي الصالح سيدي مبروك.

درب السياح.. رهان حقيقي لترقية السياحة
كانت فرنسا تعتبره في خمسينات القرن الماضي، أهم معلم سياحي في العالم، حسب رئيسها الأسبق فينسنت أوريول. وهو معلم سياحي ضخم طاله الإهمال لسنوات، وتحوّل إلى أنقاض بفعل يد الإنسان والطبيعة والمناخ، وهو عبارة عن طريق منحوت من الحجر والخشب والإسمنت والحديد، خاص بالمشاة فقط، يمتد على مسافة تقارب الثلاثة كيلومترات في قلب مغارات وعبر شلالات وتحت أغلب جسور المدينة المعلقة وفوق واديها الكبير، وهو منحوت في الصخور تم إنجازه من طرف مهندس فرنسي يدعى ريميس سنة 1843، وكان مخصصا للعائلات الأوروبية الأرستقراطية وحتى للعرسان القادمين لشهر عسلهم.
وزير السياحة والصناعات التقليدية، ياسين حمادي، كان أول وزير جزائري منذ الاستقلال يزور درب السياح بقسنطينة، أين تجوّل الوزير شهر ديسمبر 2022 في بعض الدروب التي مازالت تقاوم، منها هذا الدرب العملاق، والذي صمد بعد أكثر من ستين سنة من التخريب بفعل هزة أرضية حدثت في قسنطينة قبل الاستقلال، وكان الوزير قد وعد بالسهر على متابعة المشروع الكبير الذي يعتبر أكبر مشروع سياحي في الجزائر وربما في إفريقيا، حسب أحد المهندسين الذي كان حاضرا أثناء الزيارة، لأنه مختلف تماما، وسيحقق استقطابا لسياح من نوع خاص من عشاق الطبيعة الحقيقية، حسب كل الدراسات الأجنبية والمحلية التي أجريت على المشروع.
وأكد الوزير ياسين حمادي، بأن السلطات الولائية والوزارة مصرّان على إنجاح المشروع، بالرغم من بعض الصعوبات الجيولوجية، مطمئنا على توفر الغلاف المالي الذي سيسمح بتحقيق المشروع الحلم، وقد استمع الوزير، بتركيز كبير، لشروحات مكتب الدراسات الجديد، الذي قسّم العمل إلى 13 جزءا يتم على مراحل، يكون البداية فيه من خلال رفع آلاف الأطنان من الأتربة وحتى القاذورات وإصلاح قنوات الصرف الصحي، التي حولت بعض أجزاء سفوح الجسور المعلقة إلى أودية قذرة ومنفرة للسياح، ومن ثمّ، مباشرة إنجاز درب في الصخور على مسافة تزيد عن الكيلومترين مع ترميم بقية الدرب، وتتطلب، حسب مختصين، الاستعانة بالخبرة الأجنبية خاصة الصينية التي تعتبر الوحيدة في العالم التي تمتلك دربا مشابها في جبل تيانمن العملاق، والذي يعتبر حاليا أهم معلم سياحي في الصين.
وكان هذا الدرب مصدر إلهام لعديد الفنانين حيث توجد لوحات زيتية عتيقة لدرب السياح في متحف سيرتا، أبدعت ريش فنانين أوربيين في رسمها قبل إغلاق درب السياح مؤقتا بفعل الهزة الأرضية التي تعرضت لها قسنطينة سنة 1958، قبل أن يغلق نهائيا وتتدهور حالته على مدار أكثر من 65 سنة، واللوحات تقدمه على شكل درب يمتد من باب القنطرة بوسط المدينة إلى مسبح سيدي مسيد، يقطع فيها السياح حوالي ثلاثة كيلومترات مشيا على الأقدام، يشاهد فيها كل أعاجيب الحياة من صخور وينابيع وحمامات رومانية وطيور نادرة وحتى أسماك وشلالات ونباتات عجيبة، ورغم نداءات الإنقاذ الكثيرة، وإن كان الكثير من الولاة قد توالوا على قسنطينة وأيضا عديد وزراء السياحة ممن زاروها تفقديا حينما كانت مرشّحة لاحتضان تظاهرة عاصمة السياحة العالمية في 2017 خلفا للأقصر المصرية، وكلهم يكرّرون نفس أسطوانة البعث ولكن دون تجسيد، وتبدو الإرادة حاليا مختلفة تماما، بعد أن التقت إرادة السلطات المحلية بالمركزية لأجل بعث درب السياح المرشّح لتحويل قسنطينة والجزائر إلى قبلة سياحية عالمية.
100 هكتار من الأشجار والنباتات النادرة التي هي في طريق الانقراض بفعل الرعي الواسع والجائر والعشوائي لقطعان الأبقار فيها، مناظر خلابة وإن كانت السلطات المحلية قد جنّدت وتجنّدت لإعادة الاعتبار للغابة وللبحيرات عبر العديد من الأنشطة كالتنظيف وإزالة أطنان القمامة والأوساخ، إلا أن الطريق لا زال طويلا، ويحتاج لتضافر الجهود والتكاتف بين السلطات والمجتمع المدني بمختلف أطيافه، إن من ناحية النظافة أو إعادة التشجير، وهو موضوع التقرير الذي سترفعه لجنة البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة في الدورة العادية القادمة، وفق ما أدلى به رئيسها السيد نبيل بوطمينة.

المدينة القديمة ..الكنز النائم على ضفاف وادي الرمال
تحفة فنية منقطعة النظير، بناياتها المترابطة والمتلاصقة والمتشابهة المشيدة فوق الصخر العتيق، والمطلة من علو شاهق على وادي الرمال، بطابع عمراني مستمد من التخطيط العربي الإسلامي، لتجمع بين أزقتها الضيقة المرصوفة بالحجارة المصقولة وساحات تعرف محليا باسم الرحبة، مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال وسيدي الجليس والرصيف.. لتجمع بين ثناياها عشرات المحلات التجارية لبيع المنتجات التقليدية وحتى العصرية التي هي عنصر استقطاب لآلاف الزبائن يوميا، سواء من سكان المدينة أو عموم مدن الوطن، فمن النادر أن لا يشمل جهاز العروس عبر كامل التراب الوطني وحتى من تونس ودول أوروبية أحد معروضات هذه المحلات سواء من النحاس أو الأفرشة أو الألبسة أو الحلي التي تجمع بالخصوصية ثقافة المدينة.
والأكيد أن السياحة في قسنطينة ليست محصورة فقط على الجانب العمراني والتاريخي، فحتى الأكل واللباس يمثل جانبا آخر للسياحة، لا يقل بكونه عنصر استقطاب عن باقي العناصر.
قسنطينة تملك قائمة طويلة وعريضة لأهم وصفات الطهي الخاصة بها سواء من ناحية الطبخ مثل شباح الصفرة وطاجين العازب وطاجين الملوك، وطاجين الشواء وشخشوخة الظفر وتريدة الكسكاس وتريدة الطاجين، والمحور والجاري فريك والشطيطحة وطاجين بونارين وطاجين الباي.. وغيرها من الأطباق التي تغوص بمئات السنين في عمق تاريخ المدينة، وهي الأطباق التي لا تكلف جهدا في البحث عليها، فجل مطاعم قسنطينة الراقية وحتى العامة توفره، بل وأصبح طهاة قسنطينة يتصدرون المشهد الدولي خلال المسابقات الدولية، فالشاف سمية خلف الله مثّلت الجزائر في عديد المسابقات الدولية التي تحصلت فيها على المراتب الأولى كان آخرها بدولة روسيا، كما ستشارك بأطباق قسنطينة في المسابقة الدولية للطهي أواخر الشهر الجاري باسطنبول بالجمهورية التركية، معبرة لـ”الشروق اليومي” عن أملها في تأسيس معهد لتكوين الطهاة وفق المنهج القسنطيني، والذي سيكون له إسهام في الترقية السياحية لثقافة الطبخ القسنطيني.
فيما تبقى القندورة القسنطينية المصنوعة من القطيفة والمنمقة بأسلاك الذهب والفضة وفق فن الحرج الخاص بقسنطينة من مجبود وفتلة، قبلة لآلاف الزبائن سنويا من مختلف مدن الجزائر وحتى الدول الأجنبية رغم ثمنها الباهض.
أما الموسيقى التي تغوص بأنواع متعدّدة لطبوع فنية في عمق التاريخ من المالوف والعيساوة والفقيرات والبنوتات، لتصنع زخما فنيا، مثّلت الجزائر أحسن تمثيل في عديد المحافل الفنية الدولية قديما عبر أعمدتها من الحاج محمد الطاهر فرقاني والشيخ التومي والشيخ درسوني، وحتى مع الجيل الجديد الذي ينقل بصوته فن المدينة العريقة بين عواصم العالم في ترويج سياحي خاص للمدينة وثقافتها مثل الفنان عباس ريغي والشيخ زين الدين بوشعالة والشيخ أحمد عوابدية والفنان عادل مغواش والفنان مالك شلوق..وغيرهم من الأصوات التي تغرد بثقافة المدينة.
مؤسسات فندقية تفك عزلة قسنطينة السياحية
الزائر لقسنطينة اليوم يلاحظ ويلمس الفارق الكبير في الإنجازات الفندقية خلال العشر سنوات الأخيرة، والتي تترجم مدى تحقيق إستراتيجيات تطوير القطاع السياحي بالولاية، من خلال بناء سياحة مستدامة وفق المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لآفاق 2030، وبخصوص ذلك، يؤكد رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة والسياحة، السيد عبد الوهاب بولفخاذ، أن التطور الأخير في خدمات الضيافة وتعزيز التسويق السياحي بما يشمله من خدمات فندقية وبنية تحتية سياحية في قسنطينة أصبح يحظى بتقدير عالمي، مكّن قسنطينة من استضافة العديد من المناسبات الرياضية والثقافية العالمية وغيرها من الفعاليات، التي نعدها مؤشرا للتحول الإيجابي في مجال السياحة بقسنطينة، وهي أيضا عنصر جذب للسياح، “نرفع توصياتنا كفدرالية لضرورة استغلاله أحسن استغلال في إعداد برامج ترويجية للسياحة في قسنطينة، وكمهنيين، ندعوا لتعزيز التعليم السياحي وفق ما يخدم تطوير مهارات العمال في صناعة السياحة”.
وإن كانت قسنطينة من بين أهم الوجهات السياحية الداخلية التي يقصدها السياح الجزائريون، فإن ارتفاعا محسوسا في استقطاب السياح الأجانب عرفته قسنطينة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما كشف عنه رئيس مصلحة السياحة بمديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية قسنطينة، السيد بن تركي عمار، في تصريح سابق، أن عدد السياح الأجانب الذين توافدوا على ولاية قسنطينة خلال سنة 2022 في رحلات منظمة قد بلغ 1261 مقابل 318 سائح سنتي 2020 و2021، مبرزا بأن الولاية تحصي 198 وكالة سياحية تقوم بتنظيم هذه الرحلات.
ومن جهته، أكد رئيس ديوان السياحة لقسنطينة، السيد يايسي رشيد، أن قسنطينة شهدت فعلا خطوة عملاقة في الإنجاز الهيكلي من فنادق ومطاعم خلال العشرية الأخيرة، وهو ما يقدم خدمة للسياحة بالولاية، لكن ورغم ذلك، فقسنطينة بحاجة كبيرة لمشاريع أخرى وبالخصوص في الفندقة تحقق التنوع من حيث إمكانيات السائح المادية، وذلك بما يخدم الاستقطاب المتنوع للسياح من كل الأصناف، مبرزا في ذات السياق أنه كصاحب وكالة سياحية يسعى لربط عقود تبادل أفواج سياحية مع وكالات أجنبية لكن يبقى عائق الإجراءات في الحصول على تأشيرات سياحية للأجانب محل التماس من طرفه ومن طرف الكثير من الوكالات السياحية الناشطة بقسنطينة للسلطات العمومية قصد تذليله، وهو ما من شأنه أن يكون موردا ماليا وبالعملة الصعبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!