-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شهدت أول تأهل للخضر إلى كأس العالم في إسبانيا

قسنطينة بملعب متجدّد وفندقين من خمسة نجوم في خدمة الشان

ب. ع
  • 2926
  • 0
قسنطينة بملعب متجدّد وفندقين من خمسة نجوم في خدمة الشان

حتى وإن كانت سعة ملعب حملاوي، لم تعد تزيد عن 25 ألف متفرج، بعد وضع المقاعد على مدرجاته، وهو الذي قيل بأنه احتوى 70 ألف متفرج، في فاصلة 1981 المونديالية، أمام نيجيريا، إلا أن الملعب بحلته الجديدة قادر على أن يعطي صورة جميلة عن البنى التحتية، في مجال الرياضة بالنسبة للجزائر.

مجموعة قسنطينة، تضم منتخبات محترمة وهي المغرب والسودان ومدغشقر وغانا، وتمكنت قسنطينة بفنادقها من كسر عقدة قديمة مع الفنادق، لازمتها منذ الاستقلال، عندما ورثت فندقا واحدا هو فندق سيرتا، الذي يوجد حاليا رهن الترميم والتعديل، ولن يكون جاهزا سوى في 16 أفريل القادم، في الوقت الذي سيستضيف فندق نوفوتال في قلب المدينة، منتخب المغرب، ويستضيف فندق الخيام في المدينة الجديدة علي منجلي، منتخب السودان، وكلاهما من أربعة نجوم، بينما دشنت قسنطينة فندقا تحفة في هندسته وهو فندق ألكسندر بالخروب، من خمسة نجوم وهو إضافة للسياحة في قسنطينة والجزائر عامة، وسيستقبل منتخبي غانا ومدغشقر، أما فندق ماريوت الذي لا يبعد عن مركب حملاوي إلا بعشرات الأمتار وهو أيضا من خمسة نجوم، فسيكون في خدمة الإداريين والمسؤولين من الكاف وضيوف قسنطينة، ويتم استخدام فندق إيبيس للصحافيين، في مدينة ستشهد مباريات دور المجموعات الست على أرضية ملعب حملاوي، ومباراة واحدة ضمن الدور ربع النهائي، وستتوفر المنتخبات المشاركة في مجموعة قسنطينة من ملحق للتدريبات في مدينة أجرت فيها السلطات تحسينات جميلة زادتها بهاء.

لا يمكن للجزائريين أن ينسوا ملعب حملاوي، الذي أنجز منذ نصف قرن في زمن هواري بومدين، وكانت أولى المباريات التي لعبت به ضمن نصف نهائي كأس الجزائر، ما بين مولودية قسنطينة وجمعية وهران، وانتهت لصالح المولودية بثلاثية نظيفة سافرت بالموك إلى نهائي كأس الجزائر، ولا ينسونه لأنه شاهد على أول تأهل للخضر إلى المونديال بقيادة الثلاثي سعدان ومعوش ورايكوف، حيث احتضن الملعب ثلاث مباريات تصفوية أمام السودان بفوز بهدفين نظيفين وأمام نيجر برباعية نظيفة وفي اللقاء الفاصل بعد فوز في نيجيريا بهدفين نظيفين، استقبل الملعب في أواخر أكتوبر من سنة 1981، نيجيريا، وكان الفوز بهدفين من بلومي وماجر مقابل هدف لنيجيريا، ولعب الخضر أول مونديال من هذا الملعب التاريخي الذي صار الآن تحفة مازالت مرشحة لمزيد من التعديلات، حيث توجد دراسة لتوسيعه لحوالي 35 مقعدا، وتغطية كل مدرجاته، في حالة فوز الجزائر بشرف احتضان كأس أمم إفريقيا لسنة 2023.

يوجد حاليا في جامعات قسنطينة الأربع، التي تضم مئة ألف طالب جامعي، ما لا يقل عن 35 جنسية أجنبية غالبيتها من القارة السمراء، ومنهم من ينتمون إلى الدول التي تشكل مجموعة قسنطينة، وهو ما سيعطي للمنافسة بعض الحماس في وجود الأفارقة، إضافة إلى الجمهور القسنطيني الذي جهز نفسه لأجل إنجاح الحدث، خاصة بعد أن لاحظ التغييرات التي حدثت في ملعب الشهيد حملاوي ومحيطه، وما يمنحه المركب من راحة ومن أمان قد تفتح الباب لجمهور من العائلات لحضور الحدث الرياضي المهم بالنسبة لقسنطينة التي شهدت ركودا كبيرا منذ انتهاء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في سنة 2015، وقد باشرت العديد من الصفحات نقل الصور وتغريدات المطالبة بالتشجيع الرياضي وبالروح الرياضية للمساهمة في إنجاح الحدث، فقد تفوز الجزائر بشرف تنظيم الكان، وقد يكون ملعب حملاوي بحلته المستقبلية شاهدا على الحدث، وسيكون حينها المركب الرياضي العالمي الذي تحدث عنه الرئيس عبد المجيد تبون قد مشى خطوات في طريق استكماله وهو مركب من المفروض أن يكون في منطقة قرب مطار بوضياف تدعى قطار العيش.

لا جدال في أن قسنطينة بجسورها المعلقة وكهوفها وصخورها، هي واحدة من أجمل المدن الجزائرية وحتى العالمية، وبالرغم من تضييعها للكثير من أشيائها الجميلة مثل التيليفريك المتعطل منذ خمس سنوات، إلا أنها ستمنح الوفود الإفريقية منظرا آخر لمدينة عتيقة هي ليست من أقدم مدن القارة السمراء فقط، وإنما من أقدم المدن في العالم، كما أن المدينة أنجبت أبطالا عالميين منهم بطلة 1500 متر حسيبة بولمرقة التي أهدت للجزائر أول ميدالية ذهبية في تاريخها مع الألعاب الأولمبية في برشلونة 1992، وكانت أيضا أول من منح الجزائر بطولة عالمية في طوكيو 1991، وتمتلك حاليا قسنطينة أسماء عالمية في العديد من الرياضات مثل السباحان جواد صيود وأسامة سحنون، وهما بطلان إفريقيان، وجواد مرشح للتتويج بميدالية أولمبية في ألعاب باريس الأولمبية، وهيثم شنيتف الثاني في سباق 800 متر ألعاب قوى في بطولة العالم أواسط منذ أشهر قليلة، وقال عنه سعيد عويطة بأنه سيكون ظاهرة ألعاب القوى في العالم قريبا، وياسر تريكي خامس في الألعاب الأولمبية في طوكيو في القفز الثلاثي، وأنس حلاسة بطل عالمي في الكاراتي وهو الذي انتزع اللقب من أمريكي في قلب أمريكا وعمره مازال دون الـ 19. دون نسيان نجم المنتخب الوطني المدافع رامي بن سبعيني ابن المدينة المحترف في الدوري الألماني مع بوريسيا مونشن غلاد باخ.

قسنطينة هي مدينة رياضية بامتياز، وهذا منذ القدم، فقد أعطت الجزائر لاعب التنس الشهير محمودي ولاعبي الكرة الطائرة الشهيرين علواش وزردومي ولاعبا كرة اليد العالميين بن مغسولة ولشهب والدراج التاريخي حمزة مجيد، وغيرهم من الذي أسسوا للرياضة الجزائرية، ولكن نقص المرافق شلّ المدينة وسيكون المركب الرياضي الذي وصفه رئيس الجمهورية بالعالمي الذي سيرى نور بداية الإنجاز في هذا العام الجديد، الحل الأمثل لعودة قسنطينة التي تعيش حاليا على وقع الشان، متمسكة بتقديم الجزائر في أحلى صورة في مدينة متميزة بلباس أهلها وأطباقها وفنها وفي تضاريسها العجيبة التي رسمت مدينة في صخورها العتيقة.

السلطات المحلية سايرت بقية المدن الجزائرية في رفع مستوى الجاهزية إلى سقف عال جدا، وتراهن على الجماهير لصناعة الفرجة في منافسة كانت شبه ميتة، في السابق وأعادتها الجزائر إلى القمة، حتى أن الكثيرين في القارة السمراء وفي العالم العربي وفي أوربا ينتظرونها على أحرّ من الجمر، وبلوغ رقم طلبات الصحف للحضور إلى ما يفوق الألف من خارج الوطن، ولم يكن عددهم يزيد عن التسع مئة في كان الكامرون، دليل على أننا أمام حدث رياضي مهم وتكون أهميته في كونه سيلعب في الجزائر وفي مدنها الأربع الكبرى، وهي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة.

لم يعد يفصلنا عن الحدث الكروي إلا بضعة أيام، والزائر لمدينة قسنطينة أو المحلق مع تغريدات أبنائها على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ، بأن المنافسة قد بدأت قبل موعدها ويستشرف بسهولة نجاحها على كل المستويات خاصة الشعبية منها، فالملعب القديم تجدّد وظهر بمنظر بديع، وفنادقها سواء القديمة أو ألكسندر توليب المنجز حديثا تتحدث عراقة وعصرنة، وكل شروط النجاح متوفرة وبكل منطقية وروح رياضية لو تم اختيار البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا من دون كولسة وأخواتها، لعادت وبفارق كبير لصالح الجزائر بملاعبها وفنادقها وتنظيمها وروح الكرة التي تسري في عروق الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!