-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قصف المدنيين.. وزير موريتاني سابق يرد على ذباب النظام المغربي

الشروق أونلاين
  • 3918
  • 0
قصف المدنيين.. وزير موريتاني سابق يرد على ذباب النظام المغربي
أرشيف
منقبون موريتانيون على الحدود مع الصحراء الغربية

رد الوزير الموريتاني السابق سيدي محمد ولد محم، الثلاثاء، على هجوم من ذباب النظام المغربي، بعد تنديده قصف بدون رحمة مواطنين موريتانيين عزل على الحدود مع الصحراء الغربية وعجزها عن مواجهة قوات البوليساريو.

وقال ولد محم في منشور جديد عبر فايسبوك: تابعت تعليقات بعض الإخوة المغاربة على ما كتبناه استنكارا لقتل مدنيين موريتانيين على الأراضي الصحراوية، وبغض النظر عن بعض البذاءات المتناثرة في تعليقاتهم هنا وهناك والتي لا تخدم بلدهم ولا تكسبه أصدقاء.

وأوضح أن ذلك اقتضى منه التنبيه إلى بعض الملاحظات:
– قتل المدنيين العزل في مناطق الحرب وغيرها وتحت أي ظرف يصنف في حالة العَمد جريمة حرب وفق القوانين الدولية، ويستوجب في حالة الخطأ أن تقوم الجهة الفاعلة بتقديم ما يثبت انتفاء القصد والتعمد والاعتذار عن خطئها وضمان عدم تكراره وجبر الضرر الناجم عنه، ووجود مدنيين في منطقة حرب لا يبرر قتلهم مطلقا.
– أن الجيش المغربي لديه من الوسائل اللوجستية ما يستطيع به التمييز وبسهولة بين المدنيين والقوات المقاتلة، ويملك من التحصينات في الجدار العازل حسب الإعلام المغربي ما يطمئنه ويجعله في وضع مريح قادر معه على الفصل بين مقاتلين مسلحين ومدنيين عزل من رعاة المواشي والمنقبين.

– تأويل مواقفنا دائما حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي تمس العلاقات المغربية الموريتانية على أنه خرق لموقف الحياد الموريتاني في قضية الصحراء الغربية هو مزايدة لا تخدم المغاربة، فنحن نتحدث عن ضحايا موريتانيين تم قتلهم بدم بارد من طرف الجيش المغربي، إلا إذا كان هنالك من يطالبنا بالسكوت ودماؤنا تنزف.

واوضح: أما حيادنا في النزاع على الصحراء الغربية (ووصفُها بالمغربية انحياز لموقف المغرب وقفز على مصطلحات الأمم المتحدة التي يحتكم لها الطرفان) فهو موقف ثابت وإيجابي ويخدم كلا الطرفين في مسارهما باتجاه الحل السلمي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وينأى عن التقاتل بين الأشقاء وإراقة دمائهما في أمر يمكن حله بالتفاوض، ولا علاقة لذلك بقتل مدنيين موريتانيين عزل.

– كما أننا لا نستطيع أن نتصور أن المغرب الذي هو أحد أهم بلدان العبور للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ويفاخر بتوطينه للمهاجرين غير الشرعيين على أراضيه الحقة، يضيق ذرعا بهجرة مؤقتة لبعض الأفراد من المدنيين الموريتانيين رعاة أو منقبين إلى أراضٍ متنازع عليها ولا يملك أية آلية للتعامل معهم غير استخدام أعنف أنواع القوة قتلا وحرقا دون رأفة ولا رحمة.

ورغم ذلك فإننا نؤكد أننا لن نتعامل بالمثل مع المدنيين المغاربة سواء كان عبورهم إلى أراضينا شرعيا أو غير شرعي، وسنظل نتعامل مع هجرة الأشقاء غير الشرعية وأخطائهم بعقل متحضر ومنفتح، دون أن نسمح لهم بمطالبتنا بالسكوت على جرائمهم.

– مرة أخرى نطالب المدنيين الموريتانيين بالاستجابة لنداء السلطات والابتعاد عن مناطق الخطر مهما كانت الدوافع.

لماذا يقصف المغرب الموريتانيين ولا يتجرأ على القوات الصحراوية؟

وسابقا، تساءل الوزير الموريتاني السابق سيدي محمد ولد محم، سبب عجز اطائرات بدون طيار المغربية، عن مواجهة قوات الجيش الصحراوي، في وقت تقصف بدون رحمة مواطنين موريتانيين عزل على الحدود مع الصحراء الغربية.

وكتب ولد محم منشورا على صفحته بموقع “فايسبوك” حول “تكرار قصف الطائرات المسيرة المغربية القادمة من خلف الجدار العازل بالصحراء الغربية لمدنيين موريتانيين عزّل على أراضٍ صحراوية”.

وحسبه “نستغرب كون هذه الطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين الموريتانيين دون إنذار ولا رحمة، بينما لا تسمع لها ركزًا في مواجهة قواعد جبهة البوليساريو ووحداتها المقاتلة”.

وأوضح أن هذه القوات “منتشرة في طول المنطقة وعرضها من زوگ، الدوگج، آگوينيت، ميجك، گلتة الزمور، آمگاله، مهيرس، تفاريتي، بير لحلو وحتى على الأراضي الجزائرية وانطلاقا منها، والتي تقوم بعمليات عسكرية نوعية وشبه يومية على طول الجدار كبدت الجيش المغربي بالصحراء الغربية خسائر كبيرة في جلها”.

وأضاف “ومع أننا ندرك قدرة الجيش المغربي لوجستيًا على التمييز بين الأهداف المدنية وتلك العسكرية، لذلك فحين يستخدم القوة ضد مدنيين مسالمين فإن عليه تبرير ذلك في بياناته وتقديم دوافعه وأسبابه علنا وأقل القليل من اعتذاراته التي لن تعيد ميتا ولن تواسي جريحا، خاصة إذا ما تعلق الأمر بعمليات متكررة أوشكت أن تصبح سلوكا اعتياديا للقوات المغربية المتواجدة بالصحراء الغربية”.

موريتانيا

وشدد “إن استرخاص الدم الموريتاني أمر لا يجوز لنا السكوت عليه، وبلادنا قادرة وبكل الطرق على حماية أبنائها، وإراقةُ الدماء لن تكون الطريقة المثلى لفرض سياسات الأمر الواقع”.

وأكد الوزير الموريتاني السابق أن “أمر يقتضي التنبيه إلى أنه من الصعب لجم الساكنة في جانبي خط الحدود الموريتانية الصحراوية وإلزامها بحدود لا توجد لها معالم ولا إشارات تحددها، وقد ظلت بالنسبة لهم مجرد خطوط وهمية تفصل الأخ عن أخيه، وبين مجموعات بدوية متداخلة ديدنها الترحال المستمر وقد زادتها فيه ظروف الحرب والتشريد، وعلى أراض تعتبر دوليا تحت إدارة المينيرسو وصحراويًا مناطق صحراوية محررة، وليس بها أي تواجد مغربي يمكن أن يشكل عليه وجود مدنيين موريتانيين خطرا من أي نوع”.

وتابع: رغم ذلك فإننا إذ نترحم ونتألم لأرواح أزهقت دون ذنب، لا نشجع المدنيين الموريتانيين على الدخول مطلقا إلى المنطقة مهما كانت دوافعهم، بل وندعوهم إلى التوقف واحترام خط الحدود الموريتانية الصحراوية واعتبار أي عبور له هو عبور إلى منطقة شديدة الخطر.

وسيدي محمد ولد محم  هو محامي وأستاذ جامعي وسياسي ووزير موريتاني سابق، كان أحد أهم شخصيات نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز طيلة فترة حكمه التي دامت من 2009 حتى عام 2019.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!