-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قمة بايدن – بوتين: ضبط إثارة الأزمات!!

قمة بايدن – بوتين: ضبط إثارة الأزمات!!

ما جدوى قمة فلاديمير بوتين – جو بايدن إذا كانت بلا جدول أعمال يفضي لاتفاقيات ثنائية لها آثار إيجابية على استقرار الأمن العالمي؟

الحركة قائمة على قدم وساق في جنيف تأهبا للقاء بايدن – بوتين في قمة مرتقبة، ترى فيها سويسرا حدثا عالميا يستحق الاهتمام الذي يليق بزعيمي أكبر دولتين في العالم، وما سيسفر لقاءهما من نتائج تتأثر بها شعوب القارات الخمس.

مطار جنيف يشهد حركة غير مسبوقة، إدارته تعقد اجتماعات يومية، لوضع الترتيبات والإجراءات اللازمة في استقبال جو بايدن وفلاديمير بوتين يوم 16 جوان الحالي في طقوس بروتوكولية لائقة بهما، تظهر قيم الحيادية الحضارية التي تتزين بها سويسرا.

فريقا عمل تقني وأمني أمريكي – روسي ينسقان مع إدارة مطار جنيف ويرابطان به منذ أيام، لوضع الصيغ النهائية في ضمان استقبال بروتوكولي آمن، ستغلق خلاله السلطات السويسرية المجال الجوي في إجراء أمني معتاد يتلاءم مع قمة الحدث.

أيام قليلة بقيت على انعقاد قمة بايدن – بوتين، ووسائل الإعلام العالمي وضعت خطط تغطيتها للحدث، وأنجزت إجراءات اعتماد أكبر مراسليها بالتنسيق مع أجهزة الأمن والاتصال السويسرية والأمريكية والروسية .

قمة موسكو – واشنطن لن تسفر عن اتفاق يؤدي لمتغيرات على مستوى العلاقات الثنائية أو قضايا العالم، لكنها قمة تكتسب أهميتها في ظل خلاف ثنائي حاد ينعكس بآثاره على خطط وسياسات الدول الكبرى، وتطلعات عالمية لضمان نوع من الاستقرار الإستراتيجي المنشود بين الشرق والغرب .

أزمات تطغى على العالم، كوريا الشمالية، بحر الصين، جزيرة القرم، القطب الشمالي، سوريا وإيران، تتحمل موسكو وواشنطن مسؤولية إدارتهما، رغم التعقيدات الكبرى في التوافق حول إيجاد توافق لحلها، لكن أزمة العلاقات الثنائية الأمريكية – الروسية في ظل العقوبات والاتهامات، هي الأزمة الأكثر تفاعلا في لقاء الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين.

يلتقي بوتين مع بايدن في أوروبا الغربية، وروسيا تحيط بها الأزمات التي تحاصرها، والبيت الأبيض الأمريكي لا يريد أن يكون هذا اللقاء “مكافأة” لموسكو أو انفراجا في ضائقة أزماتها.

العلاقات الأوروبية – الروسية في أشد حالات التوتر، وما تراه دول أوروبا من تهديد روسي على مشارف حدودها “التعزيزات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا”، لا تملك سبل مواجهته بأدوات حاسمة، سوى الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية، ودبلوماسية المناشدة .

لا نوايا حسنة في القلب الأمريكي – الروسي من وراء هذه القمة المتعثرة بسوء الرغبات والنوايا الثنائية المبيتة، قمة لا يطمئن لها أحد، والاستعدادات جارية لعقد اجتماعات قادة مجموعة السبع “أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، اليابان” وحلف شمال الأطلسي هدفها تشكيل جبهة موحدة لمواجهة روسيا وتعزيز سبل حصارها.

قمة جو بايدن – فلاديمير بوتين المثقلة بكل تلك المعطيات المعقدة، ستحقق هدفا واحدا لا غيره، هو الاتفاق على أفضل الصيغ لإدارة الأزمات في عز إثارتها، وحصرها عند وضعها الراهن، دون تطورها إلى حد المواجهة المباشرة التي تتحاشى الدول الكبرى كوارثها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!