-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قمة عربية على صفيح ساخن!!

صالح عوض
  • 5868
  • 0
قمة عربية على صفيح ساخن!!

يصاب المرء أحيانا بشيء قريب من الهذيان وهو يتساءل: هل معقول نحن أبناء أمة واحدة تنتمي الى دين واحد وحضارة عظيمة واحدة؟ هل هؤلاء العرب فعلا جميعا غاب عنهم الإدراك بأنهم مستهدفون تماما..؟ الآن البوارج الامريكية تجوب بحارنا ومحيطاتنا وتطلق النار وهي تمخر قناة السويس على صيادين مصريين مساكين في القناة فيردونهم قتلى بلا ذنب؟ يا الهي هكذا..واليوم تحزم الوفود حقائبها للسفر الى دمشق بعد ان كادت فكرة عقد قمة في دمشق ان تموت.. ويشعر السوريون بأنهم استطاعوا ان يثبتوا المؤتمر في دمشق دونما تنازلات بخصوص الوضع اللبناني ودونما خضوع لاستحقاقات سياسية بخصوص ملفات ذات علاقة بالصراع مع اجندات امريكا في المنطقة.. الا ان التمثبل الرسمي العربي سيكون منخفض المستوى مما يعني الحكم بموت مسبق لكل ما يمكن ان يصدر عن القمة، ويعني ايضا ان الأمريكان لايريدون للمؤتمر اي زخم سياسي ومعنوي.بماذا سيفتتحون مؤتمرهم؟ بأي القضايا المفصلية؟ هناك جملة تحديات تتحرك كالسرطان في جسم الأمة من الانشقاقات المتتالية في السودان وتدخل الأجانب في شؤون البلد العربي المسلم.. وفي الصومال والعراق ولبنان وفلسطين.. الأمة تواجه تحديات خطيرة، فالعراق مهدد بنتائج هذا العدوان الجنوني بما ترك من مواد مشعة تضر بالحرث والنسل، كما انه مهدد بالعطش بعد ان تحولت انهاره الى احواض مائية مستقرة.. كما ان ازمة المياه تكاد تخنق كثيرا من الدول العربية النهري منها وغير النهري.. اما الثروات فها هي تتسرب لمعالجة الاقتصاد الامريكي المنهار وها هي رحلات رؤساء الشركات الامريكية الضخمة امثال ديك تشيني يجوبون منطقتنا ببارجاتهم ومدمراتهم، يتحكمون بكميات ضخنا للبترول وبأسعاره وبأسواقنا وبفرضون علينا شراء معدات من عندهم تحرك عجلة اقتصادهم الكاسد مما يخفف من التوترات الاجتماعية لديهم بتخفيضهم لنسبة البطالة والعجز في المدفوعات.الآن لم يعد الأمريكان يقبلون بما كنا نعاملهم به.. انهم الآن يتحركون للسيطررة بأيديهم على كل مفاصل الحياة في بلداننا وما يجري في العراق وافغانستان وفلسطين والصومال والسودان تريد امريكا تعميمه على بلاد العرب الذين يتلهى حكامهم بعيدا عن الفعل الإيجابي الحضاري الذي ينقذ اطفالنا من مستقبل العبودية والانحطاط.الآن الأمريكان يحتلون كثيرا من عواصمنا من خلال سفرائهم المتنفذين.. ويحتلون بعض بلداننا بالحديد والنار ويضعون على اجندتهم تدمير عواصمنا الواحدة تلو الأخرى والقائنا في الصحراء.. وهم لن يتركوا لنا شيئا ان استطاعوا.. فأي مؤتمر قمة هذا..؟ ان الشفقة تملأ قلوبنا على حكام العرب ونحن نتحسس خوفهم من حبال المشانق الامريكية او السم الاسرائيلي.. ولكن أليس من الأجدر الموت بكرامة والدفاع عن اقدس القضيا خير من تجرع كؤوس المهانة.. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!