الرأي

قناة “الحرة” تتديّن!

قادة بن عمار
  • 952
  • 3
ح.م

في إطلالتها الجديدة على المشاهدين، قررت قناة “الحرة” الأمريكية أن تنفتح أكثر على البرامج الجدلية الساخنة، وتلك التي تجعل من “الدين” مادة دسمة وكأنها قررت الابتعاد عن السياسة وصخبها، وعن الأخبار وهمومها، لتتفرغ للدين ولكن من وجهة نظر واحدة!
على هذا الأساس، أطلقت “الحرة” برنامجا جديدا للكاتب المصري المثير للجدل إسلام البحيري تحت عنوان “إسلام حرّ”. وطبعا، فإن هذا الباحث الذي اشتهر في فترة حكم الإخوان لمصر، قبل أن يدخله الرئيس السيسي إلى السجن بتهمة “ازدراء الأديان”، قرر مواصلة الطعن في ما يسميه “الثوابت” و”المقدسات”، أو حتى تشريح بعض المرجعيات والكتب التراثية، وفي مقدمتها “صحيح البخاري”، وكأن العرب والمسلمين اليوم همهم الأول، هو “صحيح البخاري” وليس استبداد الحكام وطغيانهم، أو الحروب وكوابيسها، وكذا المجاعة التي تقتلهم والتبعية للخارج التي تقسمهم والفتن الطائفية التي تفتتهم!!
القناة نفسها تعرض أيضا برنامجا للكاتب المصري الشهير إبراهيم عيسى الذي قرر أن يخوض في تاريخ الصحابة بدلا من الخوض في “أصحاب السياسة” ففي عالمنا العربي والإسلامي، يجوز لك أن تسب الله ولكن لا يُسمح لك بسبّ الحاكم!
قناة “الحرّة” التي تموّلها وزارة الخارجية الأمريكية، ظهرت بحلة تقنية بهية، ولكن هل يكفي الشكل؟ ألا يجب على صناع محتواها عدم المغامرة بالتخصص في تشكيك الناس بدينهم ثم ما الفرق بين من يتاجر بالدين ليخدع به الناس ومن يتاجر به لأجل إبعاد الناس عنه!

مقالات ذات صلة