-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قولوا كلمتكم

قولوا كلمتكم

إلى حد الآن لا نعرف الموقف الرسمي الجزائري من الأزمة السورية، هل هو مع بشار الأسد في حربه ضد شعبه، أم هو مع المعارضة السورية في معركتها ضد نظام البعث، أم هو موقف محايد يعتبر الأزمة السورية شأن سوري داخلي لا يمكن للدبلوماسية الجزائرية أن تصدر فتوى بشأنه!

نريد أن نعرف هذا الموقف ونسمع مبرراته، لأن دبلوماسية الصمت المعتمدة منذ سنوات، لا يمكن أن تخدم مصالح الجزائر في الخارج، خصوصا إذا فسرت بالتواطؤ مع الحكام الظالمين، وما حدث لنا في الأزمة الليبية ليس بعيدا، حين واجهت الدبلوماسية تلك الاتهامات الخطيرة بالصمت تارة، والنفي تارة أخرى.

إن المحير في الموقف الجزائري، أننا نعرف بعض تفاصيله مما صرح به رئيس وزراء قطر، أو ما سرب من اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بينما لم نسمع كلاما مقنعا من المسؤولين الجزائريين إلا بعض الفقرات المنقولة عن وزير خارجيتنا، وهي الأخرى لا تعطينا موقفا واضحا ومحدد المعالم.

الوضع في سوريا لم يعد يحتمل التردد بشأنه، ولا بد للجزائر أن يكون لها موقف واضح ومعلن من تلك الجرائم المرتكبة في حق السوريين، لأن العلاقة بين الجزائريين والسوريين متينة، تعود جذورها إلى مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر الذي كان له دور تاريخ في وحدة السوريين وتسوية الخلافات بينهم، مرورا بالثورة التحريرية حين كانت بلاد الشام قبلة الثوار الجزائريين، إلى علاقات الأخوة التي ربطت الشعبين على مدار العقود الماضية.

هذا التاريخ الحافل بيننا وبين السوريين لا يمكن أن ينتهي إلى تنافر بسبب غموض موقفنا وتأخرنا في التضامن مع مأساة الشعب السوري تبعا لسوء تقدير الموقف من قبل دبلوماسيتنا.

إنّ المرافعة بنظرية المؤامرة، والكلام عن الأجندات الأجنبية لا يمكن يطمس حقيقة واضحة للعيان وهي أن الشعب السوري يقتل على أيدي الجيش العربي السوري، الذي طالما قدم على أنه حامي العروبة.

لا يمكن أن ننفي سعي أمريكا وأوروبا وإسرائيل وحتى دول الخليج لخدمة مصالحها في المنطقة، لكن هذا الاعتبار لا يجعلنا نسد آذاننا وعيوننا إزاء مآسي السّوريين مع أبشع نظام حكم في تاريخ سوريا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!