-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كاميرات لمراقبة الشوارع والملاعب والهيئات الحساسة والحدود

كاميرات المراقبة.. “عيون” الجيش التي لا تنام

نوارة باشوش
  • 13920
  • 0
كاميرات المراقبة.. “عيون” الجيش التي لا تنام
أرشيف

“البانوراميك”.. “تيرمك تورال”.. “الفايس” و”الباتيكس”، “البومة الليلية” و”العتيقة”… هي تشكيلات لكاميرات المراقبة الأمنية المجهزة بأحدث التكنولوجيات.. تتكفل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي بتنصيبها وتثبيت أنظمتها عبر الشوارع والملاعب والمؤسسات الاقتصادية الكبرى والهيئات السيادية والحساسة والحدود الجزائرية الممتدة على طول 6500 كلم لتأمنيها.. فهي بمثابة العيون الثالثة لا تنام 24 على 24 ساعة.. ترصد كل صغيرة وكبيرة والويل للمجرمين والمخربين والمهربين والإرهابيين.
إلى جانب عديد المؤسسات الوطنية المشاركة في الطبعة الـ30 لمعرض الإنتاج الجزائري، سجلت وزارة الدفاع الوطني حضورا مميزا بمختلف منتجاتها، “الشروق” من خلال الزيارة التي قامت بها إلى جناح المؤسسة العسكرية، وقفت على مختلف استثماراتها في مجالات حيوية بين توفير حاجيات الجيش في مجالي التغذية والألبسة بما فيها القتالية وصناعة الأسلحة الخفيفة والذخيرة التقليدية، وبين صناعة العربات القتالية والسيارات المستعملة لأغراض عدة ومنها حمل الأفراد العسكريين والمدنيين، وما تقوم به مؤسسة البناء والتصليح البحري من عمل جبار في صناعة السفن الحربية وتجهيزها وصيانتها داخل الجزائر، كما تقوم بصيانة سفن الصيد من دون اللجوء إلى دول العالم من أجل تنفيذ المهمة.

شوارع ومدن وملاعب ومنشآت.. احذروا “الزوم”!
ولأن الاستقرار الأمني، يعتبر عاملا مهما لانتعاش الاستثمارات واستقطاب رؤوس الأموال والأجانب الراغبين في الاستثمار في الجزائر، أو الإشراف على تنظيم تظاهرات رياضية وثقافية كبرى، تعمل مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو الكائن مقرها بالعاصمة، على قدم وساق لوضع خبرتها وتجربتها، تحت تصرف السلطات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، لإمدادها بمعدات وآليات تأمين المنشآت والفضاءات، تتولى كفاءات وطنية في اختصاصات الهندسة المدنية، الإلكترونيك والإعلام الآلي تصميم منظوماتها واختيار التجهيزات والشبكة والطاقة وتثبيتها، وفق منظومة متكاملة ومدمجة.
“الشروق”، عاشت لحظات مثيرة في “عالم الرقمنة” بجناح مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو التابعة لمديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني، وهي مؤسسة عمومية ذات الطابع الصناعي والاقتصادي، التي أنشئت بمرسوم رئاسي سنة 2009 وتخضع لوصاية مديرية الصناعة بوزارة الدفاع الوطني، تنشط في مجال تأمين المنشآت العمومية والمناطق الحساسة والصناعية والفضاءات المفتوحة للجمهور.
وتعمل مؤسسة انجاز انظمة المراقبة بواسطة الفيديو على دراسة أماكن ووضع كاميرات المراقبة بالطرقات والشوارع وتزويد وحدات الشرطة والدرك الوطني بهذه التجهيزات المتطورة لمساعدتها في عملها اليومي ومحاربة الجريمة، كما توفر المؤسسة خدماتها عبر كامل التراب الوطني، حيث تقوم بتوفير أجهزة المراقبة وبإنتاج أنظمة المراقبة وأنظمة الإنذار وكذا تركيبها، ثم ربطها بشبكات المعلوماتية المتواجدة في المقرات الأمنية ووحدات التحكم والمراقبة ليتم تسييرها من طرف أعوان مختلف الأجهزة الأمنية.
وحسب ما كشف لنا ملازم أول من مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو، علي عماد بوزبوجة، فإن مؤسستهم قامت بتثبيت منظومة المراقبة عن طريق الفيديو ومنظومات مضادة للتسلل، تكفلت بإنجاز عدة مشاريع على مستوى ولايات نموذجية، منها الجزائر، البليدة، وهران، غرداية، قسنطينة، سطيف، عنابة، وولايات أخرى، قيد الإنجاز مثل ورقلة.
كما “أنجزت يقول ـ محدثنا ـ مشاريع أخرى على مستوى الشركات الصناعية، مثل سوناطراك، نفطال، سونلغاز، وكذا جامع الجزائر، الذي به أكثر من 800 كاميرا قيد الاستغلال حاليا، ناهيك عن عمليات التأمين التي قامت بها مؤخرا المؤسسة لبعض الهيئات على غرار مجلس الأمة وقبة البرلمان، فضلا عن تأمين المطارات والموانئ ومحطات القطار والترامواي والميترو”، ذلك بوضع منظومات مراقبة بواسطة الفيديو وكاميرات ذات جودة عالية وكاميرات حرارية تستغل بعضها للتمكن من القبض على الأشخاص المبحوث عنهم ومراقبة الدخول والخروج أو أخرى لاسيما الحرارية الذكية لقياس الحرارة كأول عامل للتعرف على المصاب بكورونا.
وإلى ذلك، فإن المراقبة بواسطة الفيديو يضيف ـ ملازم أول ـ تقنية تم تعميمها من قبل وزارة الدفاع الوطني على كل النقاط الحساسة عبر التراب الوطني ومنها مدينة الجزائر التي أصبحت تحت المراقبة من خلال 5000 كاميرا، حيث يراعى في تثبيت الكاميرات حساسية المناطق التي يتم تأمينها، تختارها المصالح المختصة، مثل الساحات العمومية، الطرق والمداخل ومخارج الطرق، بحيث لا تجد المصالح الأمنية أي صعوبة في تحديد أي لبس أمني، في حال وقوع أعمال مشبوهة أو أعمال تخريبية، كما يسمح لها بتحقيق التغطية الأمنية الكاملة.
وفي سياق متصل، قامت المؤسسة أيضا – يقول الضابط الأمني – بتأمين كلي لولاية وهران التي احتضنت مؤخر ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث تم تنصيب أكثر من 2000 كاميرا مراقبة مع وضع نظام المراقبة “بييترى” الحديث جدا في كل الملاعب التي شهدت فعاليات العاب البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب تأمين الملاعب الأخرى بأنظمة مراقبة بواسطة الفيديو على غرار ملعب 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة، إضافة إلى تثبيت حواجز مراقبة الدخول ومنظومة بيع التذاكر الإلكترونية، حيث تم تسجيل نجاح التجربة من كل الجوانب من بداية العملية إلى غاية الدخول للمدرجات، عن طريق أبواب خاصة تتضمن آلة إلكترونية، مما بعث ارتياحا لدى المسؤولين والمواطنين.
وعن المشاريع قيد الإنجاز، كشف لنا ملازم أول بوزبوجة أن مصالحهم قيد دراسة تثبيت أنظمة مراقبة بواسطة الفيديو وحواجز مراقبة الدخول ومنظومة بيع التذاكر الإلكترونية في كل من ملعب عنابة، براقي، الدويرة بالعاصمة ، تيزي وزو، قسنطينة، معسكر، مستغانم، إلى جانب المركب الرياضي برويبة بالجزائر العاصمة، وفيما يتعلق بعدد الكاميرات التي يتم تنصيبها في الملاعب، أرجع ذات المسؤول الأمني ذلك إلى قدرة استيعاب كل ملعب.
أما بخصوص تأمين الولايات الجنوبية فلجأت مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو إلى نشر أنظمة مختلفة لحماية المواقع الحساسة والرسمية ومنها نظام مراقبة المداخل ونظام كاشف الأمتعة ونظام كاشف المعادن، على غرار المجمعات والحقول النفطية التابعة لمجمع سوناطراك.
وفي رده على السؤال المتعلق بكيفية التحكم في أجهزة الكاميرات الموصولة، قال لنا ممثل وزارة الدفاع الوطني، إن “تحكم أجهزة الكاميرات الموصولة عن بعد بقاعات العمليات التابعة لمصالح الأمن، عن طريق المراقبة الصارمة لجميع التحركات المشبوهة على مدار الساعة، حيث وبفضل هذه الكاميرات يمكن لأعوان الأمن اختزال عامل الزمن في الوصول مثلا إلى المبحوث عنه أو في الكشف المباشر عن مقترف الجرم في حالات السرقة والاعتداءات، ناهيك عن رصد أي تحركات ذات صلة بالعمليات الإرهابية وحتى بالنسبة للمتسببين في حوادث المرور، وذلك بالنظر إلى المراقبة الصارمة بواسطة الكاميرات المنصبة في كل مكان والتي يتم تحليلها على مستوى قاعات العمليات التي تم استحداثها وذلك بتحديد هوية مرتكبي مختلف الجرائم والمخالفات، من خلال تقييد صور للأشخاص المشبوهين وهم في حالة تلبس، وهو ما يعتبر دليلا ماديا وملموسا، يساعد المصالح المعنية في تحديد هويات المتهمين، وتقديمها للجهات القضائية لمعاقبتهم تطبيقا للقانون، من دون تعطيل التحقيقات التي تكون أكثر مرونة وسلاسة”.

انظمة إلكترونية لرصد التهريب عبر الحدود
ولأن الحدود الجزائرية الممتدة على طول 6500 كلم، مفتوحة على العديد من دول الجوار، فقد عمدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تأمين حدودها الترابية بالعنصر المادي والبشري لخوض حربها الشرسة ضد شبكات الجريمة المنظمة ومطاردة مافيا المخدرات والمهلوسات وجماعات التهريب، خاصة المواد الغذائية والواسعة الاستهلاك، موازاة مع فرض اليقظة في مراقبة الإقليم الوطني ضد الهجرة غير الشرعية و”الحراقة”، والتنقيب خارج القانون عن المعادن بأقصى الجنوب، مع حصر فلول الإرهابيين الذين يحاولون التسلل إلى التراب الوطني.
في هذا السياق تساهم مؤسسة قاعدة المنظومات الإلكترونية بسيدي بلعباس، بدور كبير في حماية التراب الوطني بطريقة إلكترونية من خلال أجهزة الاتصالات التكتيكية العسكرية بكل أنواعها ومنظومات الكشف الأرضي بواسطة الرادارات ذات المدى العالي الكافي لحراسة الحدود الجزائرية البرية، كما تم نشر منظومة الرصد قرب أغلب مناطق التنقيب والمعالجة الطاقوية وعلى طول كل الحدود مع المغرب وتونس ومعظم الشريط الحدودي مع ليبيا والنيجر وموريتانيا وغيرها من المناطق التي تقع أقصى الجنوب الجزائري.
“الشروق” وخلال زيارتها لجناح مؤسسة قاعدة المنظومات الإلكترونية بسيدي بلعباس التي تلبي احتياجات الجيش الوطني الشعبي في مجال الأنظمة الإلكترونية، وقفت على جهود القيادة العليا للجيش في وضع جدار إلكتروني لحماية الحدود الجزائرية التي يصعب حراستها بالطرق تقليدية من خلال تنصيب أجهزة الاتصالات التكتيكية العسكرية بكل أنواعها ومنظومات الكشف الأراضي بواسطة الرادارات ذات المدى العالي.
وأفاد ممثلو مؤسسة قاعدة المنظومات الإلكترونية بسيدي بلعباس لـ”الشروق”، أن شركة متخصصة أساسا في صناعة رادارات مراقبة الحدود وأجهزة الاتصال، حيث يشمل ثلاثة مجالات رئيسية وهي “المراقبة والكشف البري” و”أنظمة وأجهزة الالتقاط للمراقبة” و”أجهزة الاتصال”، كما تقوم المؤسسة بتصنيع المنظومات البصرية كالكاميرات التي تسمح بالرؤية الليلية والنهارية والرادارات الأرضية ووسائل الاتصال العسكرية التكتيكية.
وفي عين المكان، تمكنا من مشاهدة أحدث الكاميرات المجهزة بتقنيات عالية على شاكلة “البومة الليلية” التي بإمكانها رصد والتقاط الصور على بعد 16 كلم، وكذلك “عتيقة” atika، وهي كاميرات مراقبة ذكية وعالية الدقة تعمل على قطر طويل وتتحرك بسلاسة وزودت أجهزة التصوير بكاميرات حرارية تعمل بالأشعة فوق البنفسجية للتمكين من رصد التحركات التي تتم في فترة الليل، كما أن المادة المصنوعة منها لا تتأثر بالعوامل الطبيعية القاسية المعروفة بها المنطقة، خاصة في فصل الصيف، أين تصل درجات الحرارة لمستويات قياسية تقترب فيها من حاجز 70 درجة، في أقصى الجنوب الجزائري.
هذه الكاميرات التي تم تنصيبها على الشريط الحدودي الجزائرية مع المغرب وتونس وليبيا ومالي والنيجر تسمح من مراقبة كل التحركات على حدودنا البرية على غرار المهربين والإرهابيين وكل من يحاول التسلل إلى التراب الوطني لغرض زعزعة استقرار أمن الجزائر والجزائريين.
تركنا أجنحة “المراقبة الرقمية” التابعة للجيش الوطني الشعبي، التي استقطبت على غرار الأجنحة الأخرى من مختلف الصناعات العسكرية شغف الجمهور من مختلف الأعمار حتى الأطفال منهم والذين انبهروا بالمستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، مؤكدين أن الجيش الوطني الشعبي كان ولا يزال في الطليعة بما يشكل فخرا للجميع، مما يترجم بالفعل التطور الحاصل في التصنيع الميكانيكي والتحكم في التقنيات الدقيقة وتطور أجهزة الإشارة وأنظمة المعلومات لاسيما وأن الجناح قد تضمن العديد من الوحدات الإنتاجية التابعة لكل من قيادات القوات الجوية والقوات البحرية وكذا دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية إضافة إلى المديرية المركزية للعتاد وصناعة السفن والأسلحة وغيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!