-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التشهير عبر مواقع التواصل يخيف المدعوين

كاميرات الهواتف النقالة تحوّل أعراس الجزائريين إلى خطر!

وهيبة. س
  • 4572
  • 0
كاميرات الهواتف النقالة تحوّل أعراس الجزائريين إلى خطر!
أرشيف

في ظل المخاوف التي أصبحت تلازم الكثير من النساء والرجال على حد سواء، من عدسات كاميرات الهواتف النقالة في الأعراس والحفلات، رفع بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شعار” ممنوع التصوير في الأعراس”، مطالبين بإطلاق حملة ضد كل التصرفات التي باتت تهدّد استقرار الأسر، والعائلات وتفضح أشخاصا من أجل جلب أكبر عدد من المشاهدات عبر “الفايسبوك” و”اليوتوب”، وهذا بمنع التصوير في الأعراس.
وراج مؤخرا في الجزائر وفي بعض الدول العربية، نشر صورا وفيديوهات سواء لشخصيات مشهورة أم غير مشهورة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، تفضح تصرفاتهم العفوية أو رقصهم وألبستهم العارية، وهم في الحفلات والأعراس، مع العلم أن أغلبهم وقعوا ضحايا لعدسات كاميرات هواتف بعض المدعوين لهذه المناسبات، دون علمهم.
وأتعبت مثل هذه التجاوزات اللاأخلاقية، والسلوكيات المرفوضة، التي يقوم بها بعض الأحيان مراهقون، أصحاب حفلات الأعراس، وحتى الذين يرغبون في حضور مثل هذه المناسبات لكسر الروتين، والترفيه عن أنفسهم بالرقص والمرح والصراخ والزغاريد، وغيرها من التصرفات العفوية، وكذا ارتداء ألبسة عارية بالنسبة للنساء.
ووصل الأمر إلى امتناع بعض المتزوجات أو بعض الشابات المقبلات على الزواج، عن حضور الأعراس خوفا من أي صور أو فيديوهات قد تلتقط لهم وتصبح موضوع ” السوشيال ميديا”، بل إن بعض الأزواج يمنعون زوجاتهن من الذهاب إلى أعراس الجيران أو الأقارب أو بعض الأصدقاء لقطع كل الشكوك والاحتمالات والتوقعات التي قد تجلبها هواتف نقالة طائشة، لا يعي أصحابها مسؤولية صون الأعراض.

فرق الحراسة لا تكفي.. والهواتف تنغص على النساء متعتهن
وناشد حقوقيون، وأئمة، تشديد العقوبة ضد كل المستغلين للمناسبات مثل الأعراس، قصد البحث عما يحدث ضجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال فضح الناس والمزايدة على تصرفاتهم العفوية، أو الانتقام منهم من خلال صور أو فيديوهات التقطت لهم بعلمهم أو دون علمهم.
وقال المحامي ابراهيم بهلولي، أستاذ الحقوق بكلية بن عكنون، إن الحراسة التي أصبحت تفرض في الأعراس، وخاصة من طرف النساء، لا تكفي للحماية من التصوير بالهواتف النقالة.
ويرى أنّ استعمال كاميرات الهواتف، يمكن أن يكون من طرف مراهقين، كما ان الصخب والمرح والرقص، يصعب عملية رصد الشخص الذي يقوم بالتصوير، وأن الهاتف قد لا يحمل في اليد أو قد لا يصوب مالكه عدسته بشكل واضح نحو المكان أو من يرغب في تصويره، وهو ما قد لا ينتبه له من يقومون بمراقبة قاعة العرس.
وأكّد بهلولي أن استعمال الهواتف في الأعراس من أجل التصوير، ليس جريمة في حد ذاتها، لكن تصبح كذلك في حال تعرض أصحاب هذه الهواتف للمتابعات القضائية، من طرف ضحايا تقدموا بشكوى ضدّهم، يتهمونهم بالتشهير أو بتصويرهم سرا ونشر صورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح بهلولي أن التصوير ممنوع بدون موافقة الشخص، ويعاقب عليه حسب المادة 303 مكرر من قانون العقوبات الجزائية، كونه تعد على خصوصية الأشخاص.

الأعراس… من الفرح إلى الهوس
وبخصوص الموضوع، قال أستاذ علم الاجتماع، الدكتور يوسف حنطابلي، إن انتشار عدسات كاميرا الهواتف النقالة، والتقنيات الحديثة، وبالموازاة مع ذلك، مطاردة الغرائب وكل ما بلفت الانتباه، وصناعة الحدث، والبحث عن التفرد والإعجاب بما ينشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، حول الأعراس والأفراح إلى أماكن للمراقبة الذاتية، حيث لا ينجو ، حسبه، أي تصرف تلقائي أو عفوي، من التصوير بالهواتف النقالة، هذه الأخيرة باتت توثق اللحظة، والتصرفات غير العادية، وفضحها، وهو حسب حنطابلي، ما يعرف بمراقبة زلات وهفوات الناس، ورصد كل حركة يمكن الاستثمار فيها عبر الفايسبوك، ما خلّف حالة هوس، وتصنع في السلوكيات، والابتعاد عن كل ما هو مثير للنقد وما يدخل في التصرفات العفوية كالرقص الماجن.
وأشار إلى أن التصوير في الأعراس والأفراح، بات “البعبع”، الذي يطارد الكثير من الجزائريين، وأغلبهم النساء، وأصابهم بالهوس والمراقبة الذاتية، وخاصة المشاهير والناشطين في المجال السياسي.

تصوير الأعراس والأفراح تسبب في الطلاق وقطع الأرحام
ومن جهته، أكد رئيس التنسيقية الوطنية للائمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، الشيخ جلول حجيمي، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ استعمال الهواتف النقالة في الأعراس من أجل التقاط صور وفيديوهات ونشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي، دون مراعاة خصوصية الأشخاص الذين يظهرون فيها، تسبب في حالات طلاق في الجزائر وأدّى إلى قطع للعلاقات بين الأقارب والأهل والجيران.
وتأسّف حجيمي لتحول مناسبات الأفراح والسرور، إلى مخاوف وأزمات اجتماعية، وطلاق وقطع أرحام بسبب تصوير لقطة دون إذن ونشرها عبر الفايسبوك. ودعا حجيمي، إلى الحيطة والحذر، من كاميرا الهواتف النقالة في الأعراس، قائلا: “حبذا لو تمنع تماما هذه الوسائل في مثل هذه للمناسبات”.
ونبّه الشيخ جلول حجيمي، إلى أن التصوير في الأعراس، محرم شرعا، حيث لا يجوز كشف عورات النساء والإطلاع عليها من طرف الرجال، فما بالك نشرها عبر “السوشيال ميديا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!