جواهر

كتف الأضحية الذي يقدم للمخطوبة يقسّم الجزائريات إلى نصفين!

سمية سعادة
  • 12972
  • 9

في اللحظة التي يفقد فيها العريس “كتفا” من ذبيحة العيد ليقدمه ضمن ما يسمى بـ”المهيبة”، تكون عائلة العروس قد تدعمت بـ”كتف”جديد بالإضافة إلى “كتفي”خروفهم!

وبالرغم من أن هذه العادة التي توارثتها الأجيال عن بعضها منذ القدم، باتت تشكل عبئا ثقيلا على العريس، خاصة وأن الأمر لا يقتصر على “فخذ” أو “كتف” بات يزين بطريقة تشد الأنظار، بل يتعدى ذلك إلى مجموعة من الهدايا المتنوعة، إلاّ أن الكثير من العائلات الجزائرية لا تزال متمسكة بها لما تمثله من رمزية للمجتمع.

في الفترة الأخيرة، وبعد أن أصبحت القضايا الاجتماعية تطرح على عدد كبير من الجمهور عبر الوسائط الإلكترونية، انقسم الجزائريون بشأن هذه العادة التي تجبر الخطيب على اقتطاع جزء من ذبيحته و”إهدائه” إلى “الخطيبة”، حتى وإن كانت أسرته أكثر احتياجا لها.

حول هذا الموضوع، تعترف سهام، أن هذه العادة تعتبر “عربون محبة ومودة بين العروس وأهل زوجها، ودليل على اعتبارهم إياها فردا من العائلة”، ولكن تقول سهام” أنا شخصيا لا أرى ذلك، فأحيانا تجد بعض الأهل غير قادرين على تكاليف هذه العادات وتجدهم مجبرين على القيام بها حتى لا يقال عنهم أنهم “ما قيموش عروستهم” لا أكثر ولا أقل”.

وتقول حسيبة: “ربما كانت هذه العادة رمزية فيما مضى، أما اليوم فأضحية العيد باتت تكلف الجزائري أكثر من راتبه” متسائلة:”لنفرض أن البيت الواحد يتضمن أكثر من خاطب واحد، فماذا تفعل الأسرة حينها؟”.

وتعبّر زينة عن رأيها حول هذا الموضوع باستياء شديد، حيث تقول، إن المشكلة في أولئك يتظاهرون بأنهم لا يفقهون شيئا في التقاليد عندما يتعلق الأمر ببنات الناس، أما عندما يكون المعني بناتهم فنجدهم ينتظرون الفخذ والكبد و”الزلوف”!

وخلافا لهذه الآراء، تقول فتيحة حجاج إن هذه العادة تشرك العروس في عائلة زوجها، وهي دلالة على وجود حق لها هناك، والتفاهة أن تشرط المرأة ما ليس في استطاعة الرجل، أما عاداتنا فهي جميلة ما لم تتعارض مع الإسلام.

وتؤيد هاجر دحماني، هذا الرأي، بقولها أن هذه العادة من العادات القديمة المتوارثة منذ زمن بعيد، ومن جهة أخرى هي هدية عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ).

معتبرة أن العمل بهذه العادة هو إكرام الخطيب لخطيبته ومن المهم أن تحظى بقيمة ونصيب من الأضحية قبل أن تدخل ذلك البيت، وليس الغرض هنا مادي، بقدر ما هو معنوي و رمزي.

وفي نفس السياق، تقول نادية، إنه من الجيد الحفاظ على العادات والتقاليد، والمخطوبة بكل تأكيد ليست “جيعانة” والفخذ لا يقدّم ولا يؤخر، ولكن تقديمه للعروس يعطي انطباعا بأنها أصبحت فردا من العائلة.

من المؤكد أن الكثير من العادات والتقاليد الجزائرية نابعة من الوجدان الشعبي، وهدفها هو لمّ الشمل وتوطيد أواصر المحبة، ولكن إذا أصبحت عبئا ثقيلا على صاحبها، فمن الأحسن التوقف عن الالتزام بها لأنها في الأخير هبة وليست شرطا أساسيا لا يكتمل الزواج بدونه.

مقالات ذات صلة