-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حالة الاستنفار تتواصل وتأجيل المنافسات قد يطول

كرة القدم.. الساحرة التي صمدت أمام الحروب وهزمتها كورونا

صالح سعودي
  • 854
  • 2
كرة القدم.. الساحرة التي صمدت أمام الحروب وهزمتها كورونا
أرشيف

بين عشية وضحاها أصبحت كرة القدم بعيدة عن الواجهة، بسبب مخلفات فيروس كورونا الذي أثار حالة استنفار على جميع الأصعدة، ما عجل بجميع الأطراف والجهات إلى تأجيل مختلف المنافسات الرياضية والكروية، ناهيك عن غلق الملاعب والقاعات ومختلف المرافق الرياضية، ما جعل كرة القدم التي توصف بالساحرة التي قاومت الحروب، وحافظت على استمراريتها منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنها منيت بهزيمة عريضة وقاسية أمام فيروس كورونا الذي جمد جميع الأنشطة وطالت جمعات في مجال الرياضة وفي بقية المجالات.

تتواصل حالة الاستنفار في مختلف بلدان العالم، بسبب فيروس كورونا الذي بات يثير الهلع في جميع المعمورة، بسبب انتشاره المخيف، ناهيك عن حصده لعدد كبير من الوفيات، ناهيك عن العدد الهائل من الحالات التي تم اكتشفاها، على غرار ما حدث في الصين وفي إيطاليا وعديد بلدان العالم، بما في ذلك الجزائر التي عرفت 6 وفيات وحوالي 70 حالة تم اكتشافها، كل هذا جعل الحديث عن الكرة والرياضة في آخر الاهتمامات، بعدما فرض فيروس كورونا منطقه أكثر من أي وقت مضى. ويجمع أغلب المتتبعين أن كرة القدم لم يسبق لها أن عرفت مثل هذا التوقف الإجباري منذ الحرب العالمية الثانية، ورغم أنها عرفت بعض الانقطاعات الاضطرارية بصفة نسبية، خاصة ما يتعلق بالتظاهرات الكبرى، مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية مثلا، على غرار ما حدث في فترة الحرب العالمية الثانية، والتي اشتد فيها الصراع بين أقطاب العالم بقيادة ألمانيا وايطاليا وروسيا وغيرها، إلا أنه بعد الحرب العانية سارت المنافسات الرياضية بصورة عادية ودورية، وبخط ثابت دون أي انقطاع، إلا أن فيروس كورونا كسر هذه القاعدة، وأرغم الجميع على التزام بيوتهم، والحرص على اتخاذ إجراءات وقائية للتصدي لهذا الوباء الذي حصد لحد الآن عددا كبيرا من الأرواح في مختلف البلدان والقارات، بداية من الصين في آسيا وايطاليا في أوروبا، دون نسيان إفريقيا التي تعد بمثابة الحلقة الأضعف في هذا العالم.

وإذا كانت مختلف الجهات المعنية قد اتخذت قرارا أوليا يقضي بتأجيل متلف الأنشطة والمنافسات الرياضية والكروية، وهذا من باب اتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة، إلا أن بعض المتتبعين لم يستبعدوا إمكانية أن تطول مدة غلق الملاعب ولمرافق الرياضية، خاصة في ظل إمكانية تأجيل عديد المنافسات الكبرى، على غرار دورة بطولة أوربا للأمم المبرمجة هذه الصائفة، التي قد تؤجل إلى العام المقبل، والكلام نفسه ينطبق على بقية مشوار دوري أبطال أوربا للأندية، في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم والقارة العجوز، وكذا أولمبياد طوكيو التي تبقى هي الأخرى مرشحة للتأجيل والتأخير، شأنها شان منافسات أخرى على غرار بطولة دوري آسيا، وكأس أمريكا وحتى كأس أمم إفريقيا، خاصة في ظل الخلل الحاصل في برنامج الأدوار التصفوية، بدليل أن آلاف قررت تأجيل المباريات التي كانت مبرمجة خلال شهر مارس الجاري، في خطوة احترازية وقائية بالدرجة الأولى.

وبالعودة إلى التوقفات الاضطرارية للمنافسات القارية نجد أنها قليلة ونادرة وأحيانا غير مؤثرة، وهذا منتصف الثاني من القرن الماضي، حيث سارت أغلب المنافسات المحلية والإقليمية والعالمية بصورة عادية، مع تسجيل استثناءات قليلة، على غرار تأجيل منافسة كأس الخليج مطلع التسعينيات، بسبب حرب الخليج، اثر احتلال العرق للكويت والحصار الذي تعرض له العراق من طرف أمريكا وحلفائها، وفي نفس الفترة تم تأجيل البطولة العربية للأندية التي كان يفترض أن تمثلنا فيه مولودية الجزائر، كما عرفت ثورة التحرير الوطني تعليق جميع الأنشطة الكروية والرياضية، وهذا بقرار من جبهة التحرير الوطني التي دعت الرياضيين واللاعبين إلى اللحاق بالجبال خلال العام 1956، فيما لم يسبق أن أثر فيروس أو وباء بهذا التأثير، بدليل أن وباء إيبولا الذي اجتاح بدلانا إفريقيا عام 2014 لم يدم طويلا، وسمح بتواصل المنافسات بصورة عادية، قبل أن يفرض فيروس كورونا منطقه بشكل مخيف، على أمل أن يتم التصدي له والحد من خطورته على ضوء الإجراءات الوقائية وحملات البحث عن لقاح ومضادات تقضي عليه قبل أن يواصل حصد مزيد من الأرواح في مختلف بلدان العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • احمد

    هل الشعوب تحتاج غذاء وعلاج أم مخدر لإلهاء الشعوب! هل التقرب إلى الله والذهاب للمسجد أفضل أم مشاهدة مقابلات رياضية؟!

  • كريم

    افضل حديت في هدا الوقت هو تذكير الناس بربهم ودينهم و العودة إليهم وليس وقت حديث عن كرت القدم