-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرة القدم وسيادة القانون

باري لوين
  • 758
  • 3
كرة القدم وسيادة القانون

كما لاحظناه في كأس العالم، كرة القدم توحّد العالم؛ في أفضل حالاتها، تعلمنا قيما مهمة كالانضباط، الروح الرياضية، الاحترام المتبادل وتقبل الهزيمة أو الفوز بكرامة؛ كرة القدم تخلق قدوات مشجعة ومحفزة للناس على العمل الجاد وتحقيق الأهداف.
من الواضح أن كرة القدم هي أفضل رياضة في العالم، ويبيِّن الاتحاد العالمي لكرة القدم (FIFA) أن بيت كرة القدم هو بريطانيا، ومن المعروف أن ألعابا مثل كرة القدم لعبت في بريطانيا منذ القرن الثامن؛ وفي مدينتي، كنغستون-ان -تامنس، تقول أسطورة محلية، إن كرة القدم لُعبت لأول مرة باستعمال رأس الأجانب المعتقلين؛ لكن نفس الأسطورة في مدينة شتستار كذلك، وانتشرت كرة القدم في بريطانيا، ومن بينها مباريات نسوية في القرن السابع عشر في مدينة إنفارسك السكوتلاندية، حيث كانت بين النساء المتزوجات وغير المتزوجات.
لم تكن دائما كرة القدم مقبولة، فقد أصدر عميد لندن في سنة 1314، بيانا بمنع كرة القدم في المدينة نظرا للفوضة الناتجة عنها، ومنع كذلك كل من الملك إدوارد الثالث، الملك ريدشارد الثاني، الملك هنري الرابع والملك هانري الخامس لعب كرة القدم وفرض عقابا على ذلك لأنها ألهت الشعب عن ممارسة تدريبات عسكرية أكثر إفادة، خاصة الرِماية.
عبر مرور التاريخ، لعبت بلدان أخرى رياضات تشبه كرة القدم. في أمريكا الوسطى، أكثر من 3000 سنة في الماضي، لعبت بكرة مصنوعة من حجر، وتقول المصادر إن الكرة ترمز إلى الشمس ويضحي كابتن الفريق الخاسر إلى الآلهة، والأكيد أنه لا أحد يقترح هذا الْيَوْم. رياضة مشابهة أيضا لعبت في فرنسا من طرف النورمانديين، وفي الصين من طرف الهان ديناستي، حيث سُميت ستو شتو، وفي اليابان سُميت كيماري، إبيسكيورس في اليونان، هاباستوم في بلاد الروم والكلكيو من مدينة فلورانسيا منذ القرن السادس عشر.
لكن ألعاباً كهذه، حتى في بريطانيا، كانت تُلعب بقواعد مختلفة، على ملاعب مختلفة وبكرات مختلفة أيضا، وكانت نزاعات حول هذا حتى قبل المباريات الفردية. وكان ابتكار البريطانيين في القرن التاسع عشر لكرة القدم بتأسيس القواعد والمؤسسات اللازمةً لإدارتها؛ حيث اجتمع ممثلو 12 ناديا من لندن وخارجها يوم الأحد 26 أكتوبر 1863 في حانة فريماسونس في شارع Great Queen Street في لندن بهدف “تكوين جمعية لتأسيس قواعد واضحة لتنظيم اللعب”. ولقد كانت هناك نقطة خلاف حول السماح بضرب المعارض على الساق، وتمت الموافقة على القواعد بدون الضرب، وهذا في الاجتماع السادس يوم 8 ديسمبر، تمت مراجعة القواعد من حين إلى حين، فمثلا غيرت قاعدة التسلل في 1925 و1990.
مثلما هو في الرياضة، تجد نفس الأمر في السياسة والتجارة، فسير العمل يكون في قمَّته باحترام القواعد، حكم القانون المؤسسات الفعالة لتسييرها. فِي المملكة المتحدة تأسس هذا المبدأ عند موافقة ميثاق (Magna Carta) حتى الملك خاضع لقانون الدولة وهذا أساس الحكم، فأنا أيضا أمرر نسخة في السفارة كل يوم في طريقي إلى المكتب.
نفس الشيء في الشؤون الدولية فنستفيد جميعا في الدبلوماسية الدولية، السياسة الدولية، التجارة الدولية والأمن والتطوير من القوانين الدولية والمؤسسات العالمية الفعالة. الأمن والاقتصاد في خطر إذا حاولت الدول إضعاف القوانين، لهذا الغرض، قامت المملكة المتحدة بقيادة القواعد المؤسسة على النظام الدولي وتواصل على دعم وحماية القوانين وتقويتها عند الضرورة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عبدالحفيظ

    بالفعل بريطانيا هي منشا كرة القدم الحالية بقواعدها حتى اصبحت شغف جماهيري و سردك للتاريخ بموضوعية دون اخفاء حادثة استعمال رؤوس الاسرى التي هي عار في تاريخ المملكة القديم
    لكن هدا لا يمنعني ان احييك على كل هده المعلومات و احيي الرياضيين الاوائل في بريطانيا الدين طوروها و جعلوا منها رقم واحد عالميا الى درجة ان رئيس بنما جعل من يوم تاهل فريق بلاده الى مونديال روسيا عيدا وطنيا
    شكرا

  • مراد

    " ....وفي مدينتي، كنغستون-ان -تامنس، تقول أسطورة محلية، إن كرة القدم لُعبت لأول مرة باستعمال رأس الأجانب المعتقلين..." وكأنك تفتخر بذلك سيدي الكريم !
    نعم داخل بريطانيا الكل تحت القانون لكن سياسة بريطانيا الخارجية لا يضبطها لا قانون بريطاني و لا اعراف ومواثيق دولية تربطها المصالح وما يخدم اطرافا نافذة داخل الدولة.

  • chbana khorti

    كما تعلم الكرة العنف في الملاعب الضرب و التكسير و استنزاف موارد الشرطة التكبر و الغطرسة و رمي النقود على الارض للفقراء و المساكين العنصرية وتصوير ذلك مثل ما حذث في الاورو طرد الناس من عربات القطار بسبب لون بشرتهم كما تعلم المكر و صراعات الكواليس من اجل السلطة كما تعلم الطمع الجشع و الغلاء الفاحش فمن اجل مشاهدة مقابلة كرعين لمعيز تدفع ثمن بقرة و بنتها من تذاكر اكل شرب سفر و باركينغ ــــ مع احتراماتي لك ايها السيد ـــ