-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كفانا إضرابات في المدرسة

كفانا إضرابات في المدرسة

لا ندري لمَ تسارع بعض نقابات التربية إلى اعتماد طريقة الإضراب عندما يتعلّق الأمرُ بعملية احتجاج على الأوضاع الاجتماعية والمهنية التي يتخبّط فيها العاملون في قطاع التربية؟ وهل انتهت أساليب الاحتجاج الأخرى جميعا حتى يتخذ الأساتذة والمعلمون التلاميذ رهينة ليحققوا من خلالها مكاسبَ مهنية واجتماعية؟

كلّنا نعلم الصّعوبات التي يواجهها أبناؤنا في مزاولة دراستهم، وإكمال البرنامج الدّراسي، خاصة بعد إجراءات التّخفيف المطبَّقة منذ بداية جائحة كورونا، وقد انعكس ذلك سلبا على عملية التّحصيل، في ظل اعتماد نظام التّفويج الذي يجعل بعض المدارس تعمل بنظام التّناوب يوما بعد يوم، كما أنّ الدراسة توقّفت مرتين هذا العام، الأولى بقرار من الوزارة بتعليق الدّراسة، والثاني بتمديد عطلة الشتاء إلى قرابة شهر كامل، فهل يُعقل أن نذهب إلى خيار الإضراب مع هذا الوضع؟!
نقول هذا الكلام؛ مع الاعتراف بمعاناة الأساتذة والمعلّمين في كل الأطوار على كل الجبهات، حتّى إنّ نظام التفويج الذي اعتُمِد لتقليل عدد التلاميذ في المدارس زاد حجم الأعباء البيداغوجية على الأساتذة، وعمّق معاناتهم المستمرّة منذ سنوات، خصوصا فئة الأساتذة المتعاقدين الذين يقدِّمون خدماتٍ جليلة في التّأطير البيداغوجي رغم حرمانهم من حقوق الموظف، ما عدا الرّاتب الشهري الذي يكاد يقترب من منحة أو إعانة وليس راتبا شهريا يسدّ احتياجات الموظف.

لكن هذه الظروف الصّعبة لا تبرّر إلحاق الضّرر بالتّلاميذ عبر اعتماد الإضراب وسيلة للاحتجاج، وهناك ألف طريقة وطريقة للاحتجاج وإيصال المطالب إلى الوصاية، ولو بأساليب المقاطعة الإدارية أو الوقفات السّلمية وغيرها، أما أن يتم تعطيل الدارسة مجددا والدفع بالمدرسة نحو مزيدٍ من التعفين، فهذا ما لا يسمح به أحدٌ، فضلا عن كونه يبدّد حالة التّعاطف مع المطالب المشروعة للأساتذة.

على النّقابات أن تستطلع آراء الأولياء الذين يشعرون بالقلق على مستقبل أبنائهم، وهم يتابعون التدهور المستمرّ لمستوى التلاميذ، حتى إن العائلات لم تعُد تكتفي بالدّروس الخصوصية لاستدراك ما عجزت عنه المدارس، بل تحوّل الأولياء أنفسُهم إلى أساتذة ومدرِّسين لأبنائهم، وهي حالة تكشف فشل المنظومة التّربوية في بلوغ أهدافها.

منظومتُنا التّربوية مريضة، وهي بحاجة إلى تعاون الجميع من أجل إصلاحها، وما تقوم به بعض النّقابات بالتّلويح بالإضرابات، وما تقوم به الوصاية عبر ابتزاز الأساتذة والموظفين بجيوبهم عبر تعليمات الخصم من الأجور، لا يزيد الأوضاع في المدرسة إلّا تأزّما وتعفّنا والضحايا هم أبناؤنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • أستاذ متقاعد

    ما تعيشه مدارسنا من اضرابات ومستوى كارثي للتلاميذ وعنف وووووووووووووووووووووو تتحمل مسؤوليته : السلطات من قاعدتها ال قمتها أولا - والاطار التربوي وعلى رأسهم الأساتذة ثانيا - والأسرة والأولياء ثالثا . نقطة وانتهى .

  • احمد

    عليك أن تقترح الوسائل الاخرى الفعالة لتحقيق المطالب و حينها لن يضرب الاساتذة . ما عدا هذا كلامك تجن على الاساتذة

  • جزاءري

    بل كفانا جراءم في حق التلاميذ اللذين ينشؤون في جو فوضوي حتى في المدرسة اللتي من المفترض ان يتعلموا فيها النظام والانضباط . الاضراب شكل من اشكال تلقين التلاميذ التسيب والاهمال والفوضى . اذهبوا الى المدارس ايام الاضراب لتروا بام اعينكم حجم الجريمة . الداعون للاضرابات يمارسون السياسة بالجراءم ولا ضمير لهم .

  • عادل الصايم

    المطالبة بالحقوق تكون بعد تأدية الواجبات يا أساتذة