-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قصصهن عبرة للأصحاء والناقمين في الحياة

كفيفات جزائريات.. حكاية نجاح رغم المعاناة

وهيبة. س
  • 157
  • 0
كفيفات جزائريات.. حكاية نجاح رغم المعاناة
ح.م

لم تقتصر فعالية المرأة في المجتمع الجزائري، على فئة منهن تملك كل المقومات الجسدية والاجتماعية، والمالية، فما حققته الجزائريات من تفوق أكاديمي، وتطور علمي، كان أيضا عند نساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، اللواتي حطمن بفضل إرادتهن الفذة وعزيمتهن كل الحواجز والعراقيل.
وإذا تعلق الأمر بالكفيفات، فإن التحدي أعظم مما يتصوره الإنسان، خاصة في بيئة لا تتوفر فيها كل شروط التنقل والحركة، لكن رغم ذلك كله، هناك من الجزائريات الكفيفات من تفوقن عن المبصرات في مواجهة الحياة والدراسة والعمل وفي تربية الأجيال.
حليمة، وعائشة وفاطمة الزهراء وغيرهن من المكفوفات، اللواتي حضرن بقصر الثقافة مفدي زكريا بالقبة، اليوم التحسيسي والتوعوي تحت شعار “واقع الكفيفات بين النجاح والمعاناة”، وبحضور أساتذة جامعيين، أثبتن أن الصعوبات والتحديات جعلت منهن نساء قويات ومميزات قادرات على العطاء.
وتقربت “الشروق”، من بعضهن على هامش هذا اليوم التحسيسي الذي جاء تزامنا مع عيد المرأة واليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة الموافق لـ 14 مارس الجاري، فأكدت أغلبهن أن الظروف المحيطة بهن ليست كما هو مطلوب، وأن هناك الكثير من النقائص التي تواجهن، رغم أنها لم تثن عزيمتهن، إلا أنها يمكن أن تتحسن، وتضاف إلى تلك الجهود المبذولة من طرف الدولة، على غرار توفير كتب بتقنية البراي والعصا البيضاء، ممرات خاصة في بعض المؤسسات العمومية.

مريم.. موظفة كفيفة تصارع الحياة بمفردها
وجدت مريم دخلي، البالغة من العمر 35 سنة، نفسها وحيدة تعيش بمفردها في شقة بحي بلوزداد بالعاصمة، فهي تتنقل يوما للعمل في إدارة عمومية بالأبيار، قالت لـ “الشروق”، إنها تواجه صعوبات التنقل عبر وسائل النقل، كما أنها رغم استعمالها للعصا البيضاء، إلا أنها تصطدم بالكثير من الحفر والمطبات.
واستطاعت مريم، أن تشق طريقها وتنجح في دراستها رغم أنها كفيفة بنسبة 100 بالمائة منذ أن جاءت للحياة، فهي متحصلة على شهادة ماستر 2 في الإعلام والاتصال، وتمكنت بعدها من إيجاد وظيفة في الإدارة، قالت: “إن كل الصعوبات لم تجعلني أتوقف وأنزوي في غرفتي”.
وأكدت أنها تعيش بمفردها وتقوم بأشغال البيت بعد أن تعودت ذلك منذ فترة، معلقة بالقول: “إن الإرادة والإيمان القوي يجعلان المرء يتغلب على أي إعاقة حتى لو كانت متعلقة بالبصر.. مكفوفة إلا أنني أرى بقلبي وبإرادتي”.

..بين الزوجة الناجحة والعاملة النشطة
ورغم إصابة وهيبة بوشريفي، بالعمى بنسبة 100 بالمائة منذ ولادتها، إلا أنها عرفت مسؤولية العمل والحياة الزوجية، وكانت أهلا لها، فالزوج المبصر يعترف بأنها فاقت عليه في الإرادة والتحدي، وحماتها التي كانت في البداية ترى أن الأمر غريب أن يتزوج ابنها بكفيفة، باتت تفتخر بأن لها كنة ماهرة في تربية أبنائها ولا في رعاية زوجها والقيام بشؤون بيتها.
وقالت لـ “الشروق”، والابتسامة لا تفارق شفتيها: “إن زوجي ساعدني في بداية حياتي معه، لكن اكتشف فيما بعد أنني قادرة على إدارة شؤون البيت وتربية الأبناء كأي زوجة مبصرة”.
وتعمل السيدة بوشريفي ذات الـ49سنة، كمستقبلة مكالمات في بلدية رغاية، وتكسب من وظيفتها، ما يساعدها في تربية أولادها وتعليمهم.
وتمكنت نصيرة مجاني، المصابة بإعاقة بصرية 50 بالمائة، من إنجاب أطفال وتعليمهم، فهي تعيش رفقة زوجها الكفيف بنسبة مائة بالمائة حياة زوجية، عادية، قد لا ينجح فيها الأزواج العاديون، حيث تطالب الإعفاء من تكاليف كراء السكن الاجتماعي، وتحسين قيمة منحة المعاقين.
وقالت إحدى بناتها، إن والدتها لا تختلف كثيرا عن أمهات يتمتعن بكامل صحتن، ولديهن من الماديات ما يجعلهن يهتممن بتعليم أبنائهن، وينجحن في تربيتهن.

زبيدة.. قوة مستمدة من الوالدة
وزبيدة عقيب الأربعينية الكفيفة هي الأخرى امرأة جزائرية صامدة في وجه الصعوبات والتحديات، عرفت كيف تصنع السعادة وكيف تتميز بالمرح والنقاشات المحمولة بكلمات الأمل والإيمان والصبر، وتقبل الحياة بمرها وحلوها، قالت: “أشكر والدتي التي لم تشعرني يوما أن لدي إعاقة، فقد صورت لي الحياة على أنها ابتسامة مرسومة على الشفاء وصدر مفتوح للحياة مهما كانت قساوتها”.
وتعمل زبيدة كمستقبلة مكالمات الهاتف في مركز بريد باب الزوار، فهي مندفعة إلى الحياة، لكنها لا تأمل في أن تفقد وظيفتها، ووالدتها التي تعتبرها عينيها الضائعتين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!