-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كل الأسر مريضة!

حفيظ دراجي
  • 6596
  • 0
كل الأسر مريضة!

بغض النظر عن ظروف العائلة الجزائرية بالمفهوم التقليدي المتعارف عليه والتي تعيش الأفراح والأحزان كغيرها من عائلات المجتمعات الأخرى؛ فإن كثيراً من الأسر الجزائرية بالمفهوم السياسي والتاريخي والمهني والاجتماعي تعاني من أمراض مزمنة انعكست على معنويات الناس ومردوديتهم في كل المجالات، وانعكست سلبا أيضا على القيم والعادات والأخلاق، وعلى ارتقاء المجتمع إلى مستوى أفضل مما هو عليه اليوم!

الأسرة السياسية في الجزائر هي أكثر الأسر انشقاقا ومرضا حتى لا أقول اختلافا، لأن الاختلاف في الرأي والتوجه ضروري في أي مجتمع سوي، لكن للأسف فإن الاحتقان بلغ درجة لا تطاق، والرداءة تفشت على كل مستويات الممارسة السياسية بسبب نزول مستوى النقاش إلى أدنى مستوياته وتغول أصحاب المال على حساب القيم والمبادئ والأخلاق! 

الأسرة الثورية والتاريخية بدورها لم تسلم من مظاهر الانشقاق منذ ثورة التحرير إلى فجر الاستقلال، إلى مرحلة البناء، لدرجة لم نتوصل إلى كتابة تاريخ الثورة وإعطاء الرجال حقهم، ولم تتحرر من كل التراكمات والاختلافات التي ميزت مختلف المراحل بسبب محاولات بعضهم اختزال الشرعية في أنفسهم دون غيرهم رغم إدراكنا بأن الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع مهما كانت تلك الاختلافات.  

الانسجام يغيب أيضا بين أطياف الأسرة الثقافية والفنية والفكرية، وفي أوساط النخبة التي لم تستقر بدورها على مشروع معين ولم تقدر على صناعة الرأي، ولا على التفرغ للإبداع وتقديم طبق ثقافي وفني يلبي كل الحاجيات بعيدا عن مختلف الحساسيات التي لاتزال تمثل حاجزا كبيرا أمام المبدعين في مجالات السينما والمسرح والغناء والكتابة وكل الفنون والعلوم التي كان من المفروض أن تكون قاطرة التغيير في الجزائر!      

المؤسسات والتنظيمات والنقابات التي تهتم بالشأن الاقتصادي والاجتماعي لم تساير بدورها التحولات التي شهدتها الجزائر، ولم تتأقلم مع التغيرات التي يعرفها العالم بسبب أنانية بعض الأطراف، والإقصاء الذي يمارسه بعضهم الآخر من الذين لا يتحملون التعددية الفكرية والسياسية، والذين لم يقدروا على تنشيط الحياة العامة وتطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل! 

أما في أوساط الأسرة الإعلامية بكل أنواعها فإن المرض بلغ درجة كبيرة بسبب طغيان الجانب السياسي والمادي على الممارسة الإعلامية، وعدم احترام أخلاقيات المهنة، وتردي الممارسة الإعلامية، وكذا بسبب الفوضى التي يعيشها مجال السمعي البصري الذي شهد ولادة عسيرة يصعب تقويم اعوجاجها.   

الأسرة الرياضية لم تشذ عن القاعدة وبقيت عرضة لكل أشكال الحقد والكراهية وتصفية الحسابات رغم الإمكانات والإنجازات التي كان بإمكانها أن تجمع عوض أن تفرق، وكان بإمكانها أن تساهم في تنشئة الأجيال على المعاني السامية للرياضة عوض تنشئتهم على البحث عن الربح المادي، واستعمال طرق غير شرعية لبلوغ درجات عالية من الامتياز. 

كل هذه الأمراض في كل الأوساط صارت مزمنة بسبب تراجع القيم والأخلاق وطغيان الجانب المادي على كل الممارسات في غياب استراتيجيات ملائمة وغياب مشروع مجتمع واضح يجمع كل الأطياف بغض النظر عن كل الاختلافات، خاصة وأن الجزائر تتوفر على قدرات بشرية وطبيعية ومادية كبيرة، ورصيد تاريخي وحضاري وفكري يسمح للشعب الجزائري بتجاوز كل المحن وبلوغ درجة من التطور كتلك التي بلغتها مجتمعات أخرى لا تملك ربع قدرات الجزائر، ولا تتوفرعلى كل هذا التنوع والثراء الذي نزخر به! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • algerien الى عمر رقم 6

    من انت يا عمر و كيف ترى حال البلاد و مستوى مسؤلين ان كنت فعلا جزائر و غيور على وطنك
    و ماهو اختصاصك اظن ان اختصاصك انك شيات ماهر
    انشرو من فظلكم

  • سعد

    كلام جيد الآن نحن شخصنا المرض وعرفنا حتى سببه ،لكن نحن ننتظر في الجراح الماهر الذي يستطيع ان يستأصل هذا الورم الخبيث الذي نخرالجسم،دون ان يمس الأعضاء الأخرى السليمة.أي نعم هناك فساد لكن بلمقابل يوجد رجال نزهاء لمتتح لهم الفرصة فقط.
    شكرا .

  • زاوي

    تحليل سليم ووجه صحيحة مائة بالمائة يا أخي حفيظ

  • محلل سياسي واعر

    أنتم الذين اخترتم و هذه هي النتيجة
    لو أخترتم رجال الجبهة و رجال الأرندي و تركتم الاخرين ما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم
    لا حمس و لا حزب العمال و لا حزب الحريات و لا الكرامة و لا اخرين يستطيعون ان يخرجوا الجزائر من أزمتها
    هناك فئة قليلة و أنتم تعرفونهم هم الأجدر بتسيير دواليب الحكم
    أنصحكم في الأنتخابات الاتية فكروا جيدا فيمن تختارون و سترون
    أضن انكم فهمتوني ماذا أقصد

  • طربيب

    الشعب اصبح سيمته المادة والطمع والجشع وسوء الاخلاق الا من رحم ربي ..لا المسجد ربى ولا الشارع ربى ولا العائلة ربت...... نساء في كل مكان ..وابناء رباهم الليل والنهار... وخلاصة القول الجزائر تعيش احلك ايامها نتيجة السياسة العرجاء للهردة والعهدة الرابعة ......... تفسخ ..تفسق .. تملق . سب الشعب على المباشر ... ظلم ......ظلمات ... اين الرجال ..... اين الاخلاق ...اين المبادئ ....اين الدين من كل هذا .....رحم الله ايت احمد و.اسكنه فسيح جنانه ..... سلام...

  • SIDI AMAR

    احسن تعليق لكن لا اوافقك انه معلق ممتاز انا كي نسمعه يحكمني ستراس وخاصة في مقابلة الفريق الوطني فلهذا لا اشاهد المقابلة على القنوات القطرية اشاهدها على القنوات

  • ahmed

    يجب ان نقر بان هده الامراض التي يعاني منها المجتمع الجزائري لها سبب ولم تنزل هكدا وسببها النضام الفاسد بدساسه واساليبهىالبالية في الوصول والابقاء على هيمنته بكل الطرق القدرة الامر الدي نتج عنه هدا الوضع الكارثي واستمرار هدا النضام يكرس مزيدا من الامراض ويعقدها

  • عمر

    ياحفيظ تشخيص اي مرض قبل العلاج يتطلب تحاليل صحيحة ليتمكن الطبيب من كتابة الوصفة للعلاج و يكون بعدها الشفاء ان شاء الله،مصيبتنا كلنا يدعي التشخيص الصحيح ويطبل للخطا عن انه صواب حتى و لو انه ليس طبيب،مثال على ذلك،حفيظ معلق رياضي ممتاز يعيش ٥نجوم في قطر ٥في عين الحاسد عنده مشاكل شخصية مع مسؤولين في بلاده ترك مهمته الحقيقية (الرياضة)التي اشتهر بها و تحول الى بوق يكتب في كل المنابر ضد خصومه ولو على حساب بلاده(كما فعلها ذات مرة لما انحاز الى الحق ضد تلفزيون بلاده لما..........على الجزيرة سبور و القصة

  • محمد

    هكذا تفكير كان يسمى إقطاع. كل الناس لها الحق في إبداء الرأي

  • حليم

    يا أخي أنا سأرد عليك عوض الأستاد حفيظ أرجو أن يعدرني
    يا خويا التبسي عما تتكلم ؟ الدي صعد على كتافك وكتاف الدراجي وكتافي لن تكون لك الفرصة أن تراه أو تحاوره أبدا...
    والدي صعد على أكتافنا لم ولن يكتب مقالا قط. لماذا؟ لأنه بكل بساطة لا يفقه شئ وفاقد الشئ لا يعطيه...
    سبحان الله لو تدري كم هم حُمل على غيرك لقُلت الحمد لله على همومي... لا أحد سرق أو أخد حق أحد.
    سلام. و سلامي الحار إلى كل ناس تبسة.

  • بوعلام -الحراش

    بسم الله الرحمن الرحيم. كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صدق الله العظيم

  • ابن الريف

    إن المرض المستشري في أوصال شعبنا و حاكمي هدا الشعب هو مرض الأنانية السرطاني فالجميع يعتبرون أنفسهم عباقرة و لكن ممارساتهم على أرض الواقع لا تنتج إلا الفشل و الإفلاس و ليس منا من يعترف بعجزه حتى و لو وصل الأمر إلى ضياع البلد بأكمله لا قدر الله.

  • التبسي

    كل من يصعد علي قمة الجبل يرانا صغارا وينسي انه صعد علي اكتافنا

  • ahmedlike

    كلام سليم في نظري الى حد كبير واعتقد ان المرض اكبر من ذلك، ام فيما يخص الحوار فاعتقد انه يجب في الاساس تركه لأهل الاختصاص وتركيز الافراد على الاعمال الفردية المنوطة بهم.

  • benedjar mohamed

    En 1999,le journaliste CHRISTIAN MALARD,a posé la question suivante à BOUTEFLIKA:"si jamais le peuple algerien ne votera pas pour toi qu'elle sera ta reaction"Reponse de BOUTEFLIKA:"si jamais le peuble ne votera pas pour moi ,il n'a qu'à rester dans sa mediocrité,et moi je reviendrais d'ou je suis venu"Moralité ,d'apres vous BOUTEFLIKA a vu juste.Mr DERRADJI