كل اللبنانيين محتاجون للاتفاق

يجتمع زعماء الطوائف اللبنانية في الدوحة في محاولة للخروج من المأزق وهم في كامل الحرص على التوصل لاتفاق، فلقد أظهرت الأيام النكدة التي مر بها لبنان ان الجميع سيكون في محصلة الخسارة، فلئن استطاع حسن نصر الله اجتياح بيروت الغربية السنية في ساعات قليلة فهو قد يكون أحس انه فتح قلوب السنة في لبنان والمنطقة العربية والعالم الاسلامي على احتمالات الغيظ منه والتأسف على فعلته.

•  هذا الأمر الذي يكون أوقعه في مكيدة جهنمية اظهرته موجها لسلاحه ضد السنة وبقية الطوائف الأخرى.. وهكذا يكون حسن نصرالله قد ادرك ان كل انتصاراته لاتشفع له ابدا ان يدير فوهات بنادقه نحو اهل البلد والمدن الللبنانية السنية.. وهنا كان لابد له من الخروج من الورطة والتعلق بأي حبل للنجاة حتى لو جاء من الدوحة بالقرب من السيلية، اكبر قاعدة أمنية عسكرية أمريكية.
• لا يمكن تخيل ان السنيورة وحكومته كان غافلا عن امكانات حزب الله القتالية وهذا ما صرح به السنيورة نفسه عقب اجتياح نصرالله لبيروت؛ ولكنه بلا شك اتخذ خطواته الاستفزازية لحزب الله وأراد السنيورة من خلال توجيهات اقليمية ودولية جر حزب الله في مستنقع الداخل الطائفي، وبالفعل استجاب حزب الله للاستفزاز واحتشد مع حركة أمل الشيعية سيئة السمعة والصيت التي سبق لها ان اجتاحت بيروت وقضت على حركة المرابطين السنية ببيروت ودمرت المساجد والمقرات وحاصرت مخيمات الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا في عامي 1985 – 1986 وأوقعت فيهم خسائر فادحة…
• حسن نصر الله يعرف كما يعرف كل الناس في لبنان وبلاد الشام انه ممنوع على اهل السنة والفلسطينيين ان يقاتلوا من جنوب لبنان او ان تكون لهم قواعد قتالية. المهم ان حزب الله وحده ومعه أمل من يسمح لهم بأن يتواجدوا بسلاحهم عبر البلد.. ولقد منع حزب الله فلسطينيين من القتال ضد اسرائيل من جنوب لبنان لاعتبارات أمنية وحسابات سياسية قد يكون مصيبا فيها.. لكنه يكون قد ارتكب خطيئة تاريخية اذا هو استقوى على سنة لبنان وهم سكان المدن كلها من طرابلس الى صور الى بعلبك وبيروت.
• الذي كان ينبغي ان يدركه حزب الله انه قد يستطيع ان يصمد امام اسرائيل  ولكنه لايستطيع ان يفرض صيغة على لبنان، فالمسألة معقدة وهو شريك في تعقيدها، اذ انه حالة طائفية رغم انها ايجابية ومفيدة في الصراع ضد العدو.. الخطوة الأولى على حزب الله هي ان يرفع الغبن عن المخيمات الفلسطينية وان يكسر حواجز الطائفية مع بقية المسلمين.. ونحن نعرف ان هذا لن يحصل، فلا اقل من ان يتجنب حزب الله مذبحة لسمعته الطيبة وفتنة يخطط لها اعداء الأمة.