-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كوبا أمريكا وكلاسيكو الجزائر

علاء صادق
  • 6550
  • 0
كوبا أمريكا وكلاسيكو الجزائر

بين مهازل الملعب ومهازل المدرجات تباينت مشاعري، خلال الأسبوع المنصرم، في متابعاتي لمباريات بطولة كوبا أمريكا وكلاسيكو الجزائر لكرة القدم.. بطولة دول أمريكا الجنوبية شهدت عددا قياسيا من فضائح الفوضى والشغب والانفلات الأخلاقي والتدني التحكيمي من عدد كبير من الفرق واللاعبين والحكام..

ووصلت ذروتها في ثلاث مباريات للبرازيل ضد كولومبيا، حيث انجر اللاعبون إلى العراك فور انطلاق صفارة النهاية بعد استفزاز متكرر للأسف من نيمار.. وانتهت الأحداث بعقوبتين إحداهما رادعة للموهوب البرازيلي نيمار (ولعلها تعيده إلى أرض الواقع).. وكان المنتخبان قد التقيا قبل عام في مباراة أكثر حماسة وأهمية وقوة في ربع نهائي كأس العالم.. ولكنها مرت بسلام لأن تنظيم كأس العالم أرقى آلاف المرات من تنظيم كوبا أمريكا.. والمباراة الهابطة الثانية لبيرو ضد فنزويلا ورغم حسم نتيجتها باكرا بثلاثية لبيرو إلا أن عراك اللاعبين تكرر قبل النهاية وكأنه مقرر لتلك البطولة.. وأخيرا كانت المهزلة الكبرى في الدور ربع النهائي بين شيلي وأوروجواي تحت قيادة حكم برازيلي هش.. وشهدت فعلا فاضحا للشيلي جونزالو خارا (يستوجب عقوبة جنائية قبل أن تكون كروية) وأعقبه تمثيلية سخيفة لنفس اللاعب.. وسقط الحكم الهش ريكي في هاوية طرد الأوروجواني كافاني بلا مبرر.. وانفجرت معركة أخرى بين اللاعبين كالعادة.. وتلقى كافاني وخارا عقوبتين أخريين.. ويواجه خارا غير المهذب احتمالات الطرد من نادي ماينز الألماني الذي يحترف معه.

الشاهد من تلك الأحداث الهابطة وغيرها مما لا تكفي المساحة لنشره أن بطولة كوبا أمريكا أصبحت ساحة للخروج عن النظام والانضباط في مبارياتها وبين لاعبيها.. وهو الأمر الذي يستوجب تعديلا في لوائحها وتدقيقا في اختيار حكامها وتشددا في عقوباتها.. والأهم هو الطرد المباشر لأي فريق (وليس لاعب) يتكرر منه الخروج عن النظام والانضباط.

ننتقل إلى كلاسيكو كرة القدم الجزائرية بين وفاق سطيف بطل أبطال إفريقيا (لدوري الإبطال وكأس السوبر) وضيفه اتحاد العاصمة على ملعب سطيف في المرحلة الأولى في دوري المجموعات لربع نهائي دوري الأبطال الإفريقي.. وهي مباراة تاريخية رائدة لأنها الأولى بين ناديين جزائريين في تلك المرحلة.. وستبقى أحداثها مشهودة وفي ذاكرة الجميع لذلك السبب.

ما حدث في كوبا أمريكا من انفلات كان في أرض الملعب.. وهو الأمر الذي تفاداه اللاعبون والمدربون والحكام في كلاسيكو الكرة الجزائرية.. ولم تشهد المباراة أي حادثة خروج عن النظام من كل اللاعبين والمسؤولين. وهو أمر طيب يحسب للجميع ويشير إلى ارتفاع مستوى الوعي والحرص على اللعب النظيف.. ولم يجد الحكام أي متاعب في إدارتها رغم مفاجأة النتيجة التي أسفرت عن فوز الضيوف بهدفين لهدف.

لكن الشغب المؤسف الذي اندلع في المدرجات بعد نهايتها (وهو متكرر في الملاعب الجزائرية في المواسم الماضية) سواء بالاستخدام الزائد للألعاب النارية وما قد تسببه من مخاطر.. أم بالاشتباكات أم العنف المتبادل بين جمهوري الناديين تركا انطباعا سلبيا عند الجميع من متابعي اللقاء خاصة من غير الجزائريين.. وقد يؤدى مجددا إلى عقوبات لا داعي لها ضد فريق النسر الأسود بطل أبطال إفريقيا.

بعض جماهير وفاق سطيف التي ملأت المدرجات لم تقبل الهزيمة رغم عدم وجود أي أحداث غير طبيعية وبادرت بإلقاء الأجسام الصلبة سواء الثقيلة منها أم الخفيفة على الجانب المخصص لجماهير الفريق الضيف التي حرصت على الذهاب وراء فريقها لدعمه في مدينة سطيف.. وكان من حقها الطبيعي إظهار أفراحها الزائدة في مكانها بعد الفوز الكبير غير المتوقع.. وزادت الأمور سوءا باقتحام جماهير اتحاد العاصمة للأسوار واتجاهها إلى أرض الملعب بحثا عن ملاذ آمن من أمطار الحجارة والأجسام الصلبة وزجاجات المياه.. وهو المظهر الذي قد يوحى بنوايا شغب أو اعتداءات ولكنه لم يكن في الحقيقة أكثر من هروب من جحيم إلى مكان هادئ نسبيا.

العدسات نقلت صورة الجماهير المقتحمة لأرض الملعب ووزعتها سريعا عبر كل الصحف والشاشات والمواقع.. مما أعطى انطباعا سلبيا كاذبا عن شغب عنيف في كلاسيكو الكرة الجزائرية.. وهو أمر غير حقيقي وغير سليم.. بل إن الكلاسيكو كان أحد أنظف مباريات الكرة الإفريقية وأكثر انضباطا.

متى تتوقف الجماهير المشاغبة، التي أضرت بالكرة الجزائرية كثيرا في ممارساتها؟ ومتى يكون للشرطة دور في منع الشغب قبل انفجاره؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • amine

    لا للعنف لا للعنف لا للعنف .

  • Popey le sportif

    Logiquement nous allons au stade pour decompresser et se faire plaisir faire la fete quoi mais malheureusement chez nous certains rates vont aux stades en se preparant a la bagarre pour semer la pagaille avant le debut des matches il y a meme certains dirigeant qui encouragent la violence dans les stades par leurs declarations incendiaires envers l adversaire pour camoufler leur incompetence de gestion

  • محمد رضا

    طبعا نحن لا نشجع العنف مهما كانت الأسباب ، شهدت نفس الصور وكم كانت حسرتي كبيرة لكن بالمقابل شهدت صور أخرى لمناصري وفاق سطيف وهم يستقبلون أنصار الاتحاد للافطار في بيوتهم فسرعان ما إطمأن قلبي وقلت في نفسي مازال كاين ناس فيها الخير وما ينقص إلا بعض التوعية و طبعا بعض الصرامة في التعامل مع المشاغبين من خلال حرمانهم من دخول الملاعب مثلما حدث في الدور الانجليزي