-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يتحولون إلى أساتذة قبيل الامتحانات

كورونا تحرم التلاميذ من “المراجعة الاجتماعية”

نادية سليماني
  • 219
  • 0
كورونا تحرم التلاميذ من “المراجعة الاجتماعية”

حرمت جائحة كورونا التلاميذ المقبلين على امتحانات نهاية السنة الدراسية، من المراجعة الجماعية، تفاديا لتنقل الفيروس بينهم. وهو ما جعل المراجعة الفردية أمرا محتما عليهم. وبالتالي، هم متخوفون بسبب تعود البعض على المراجعة مع زملائه، والكثير لا يستوعبون إلا جماعيا. فماذا يقول علم النفس التربوي في الموضوع؟

تختلف وجهة نظر التلاميذ بشأن المراجعة الجماعية، فبينما يراها بعضهم فرصة لتبادل الخبرات والتعرف إلى مكامن القوة والضعف لديهم في المواد الدراسية، يراها البعض مضيعة للوقت والجهد، وخاصة من التلاميذ “الثرثارين”. ولكن يبدو أن جائحة كورونا ستحتم على المقبلين على امتحانات “البيام” و”الباك” التوجه نحو المراجعة الفردية، تخوفا من عدوى الفيروس.

“مجيد”، طالب من العاصمة مقبل على امتحان البكالوريا، يعتبر أن المراجعة الجماعية أسلوب “ممتاز” للتحصيل والفهم، مؤكدا أنه متعود على المراجعة رفقة أصحابه، سواء في المكتبات العامة، أم بالمنازل، وقال: “أنا شخصيا أستوعب الدروس أفضل عندما يشرحها لي زملائي، ويساعدونني في حل التمارين”، على حد قوله.

وإن كانت جائجة كورونا ستؤثر على عملية المراجعة مع أصدقائه، أجاب: “حقيقة، والدتي ترفض، مؤخرا، أن أتنقل إلى بيوت زملائي للمراجعة، وشددت علي بأن ألتقي بهم في مكان مفتوح.. وهذا صعب”.

أما “رانيا”، مُقبلة على امتحان “البيام”، فبحسبها، المراجعة الجماعية مضيعة للوقت، خاصة للجنس اللطيف، لأنهن يستغرقن في الثرثرة والأحاديث الجانبية، على حساب مراجعة الدروس. وهو ما يجعلها تفضل الاستعداد للامتحان النهائي، عن طريق المراجعة بمفردها بالمنزل، وتلخيص الدروس. كما أن والدتها مريضة بالسكري من النوع الأول، وستتجنب المراجعة مع زميلاتها مخافة نقل كورونا إلى والدتها.

وترى الخبيرة التربوية والنفسية، بومجعوط نايلة، لـ “الشروق”، بأن الميول والاتجاهات والحوافز الداخلية تختلف بين الطلبة، كما تختلف طريقة تفكيرهم ومدى استجابتهم للمعلومة. وبالتالي، يختلف التلاميذ في طريق المراجعة، سواء كانت فردية أم جماعية، فكل طريقة لها إيجابيات وسلبيات.

المراجعة الفردية تشتت الذهن والخيال

والمراجعة الفردية، بحسبها، يشترط لها تهيئة المناخ والجو المناسب، لضمان الاستفادة الكاملة دون تشتيت للوقت أو الجهد. وأضافت: “ومع ذلك، فهي إيجابية من ناحية ضمان التركيز، وعدم تشتيت الأفكار في الثرثرة مع الغير، ولكنها قد تجعل التلميذ يذهب بعيدا بخياله لأنه وحيد، وهو ما يستدعي مراقبته باستمرار من طرف أحد في العائلة”.

أما المراجعة الجماعية، فهي تولد روح المنافسة بين التلاميذ، وتشحنهم بطاقة التحدي والفوز على الآخرين، وأردفت المتحدثة: “لكن من سلبياتها أنها توفر عامل التشتت، كما يشترط لها أن يتساوى الطلبة في المستوى التعليمي، حتى لا يضيع وقتهم في إفهام زميلهم ضعيف المستوى، وحتى الأخير يشعر بعقدة نقص أمامهم، ولا يتحفز للمراجعة”.

ومن إيجابياتها أيضا، أنها تعمل على تحسين القدرات التحليلية للتلميذ، واكتسابه معرفة معينة، مما يؤدي إلى توسيع مداركه. لتخلص المختصة إلى أنه على الطالب إيجاد توازن بين الطريقتين، ولم لا يلجأ إليهما الاثنتين، لتحقيق أقصى استفادة. ومع ذلك، حذرت المتحدثة من اتخاذ أقصى التدابير الصحية، لتجنب نقل عدوى كورونا، لأن المراجعة الجماعية تبقى خطرا في ظل جائحة كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!