-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال غير مسبوق للعائلات

“كورونا” و”الفايسبوك”.. ثنائية أنعشت السياحة هذه الصائفة

وهيبة سليماني
  • 555
  • 0
“كورونا” و”الفايسبوك”.. ثنائية أنعشت السياحة هذه الصائفة
أرشيف

صنع هواة التصوير والمولعون بالمناظر الجميلة والمناطق السياحية الرائعة في الجزائر، هذه الصائفة، الحدث بنشر فيديوهات وصور فوتوغرافية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بلغت أقصى بقاع العالم، تخدم السياحة الداخلية، وتفتح شهية الأجانب لزيارة بلادنا بعد مرحلة من الركود السياحي.
وقد عكست الضغوطات النفسية التي تسببت فيها جائحة كورونا وما فرضته، من تدابير الحجر الصحي، والتباعد، حالة انفجار بشري خلال عطلة الصيف، في الشواطئ وبعض الأماكن الجبلية، فرغم أن ذلك يخدم السياحة وينعش قطاعها، إلاّ أنّها حملت معها حالة ديناميكية غير مسبوقة.

الحجر الصحي “يفجّر” الأماكن السياحية
وفي هذا الصّدد، قال مدرب التنمية البشرية والمختص في علم النفس التربوي، عبد الحليم ماضي، إنّ الجزائريين يمتلكون ثقافة السياحة، ولكن هناك ظروفا تتعلق بالبيئة التي يعيش فيها الفرد، سواء الاجتماعية أو المادية، حيث في الغالب نجد ميسور الحال، هو من يهتم بالسياحة، ولكن بعد الحجر الصحي، لم تعد الرحلات السياحية والراحة والاستجمام في المناطق الترفيهية والشواطئ، مجرد كماليات، بل أصبحت، حسب ماضي، ضرورة ملحة عند شريحة واسعة من الأشخاص الذين عانوا من ضغوطات الحجر الصحي.
وأكد أن الثقل الذي تركه الحجر الصحي، ومنعه لعب الأطفال وتنقلهم بحرية، أعطى للسياحة سواء الخارجية أو الداخلية بالخصوص، أهمية في لعب دور التنفيس، وكسر الروتين، والبحث عن حياة عادية مليئة بالبهجة والفرح.
وأشار عبد الحليم ماضي، إلى أن أثر الحجر الصحي لفيروس “كوفيد 19″، ظهر في الشواطئ وفي مناطق سياحية جبلية، من خلال التطرف في التصرفات والتدافع، والاكتظاظ، والإقبال بلهفة على بعض ساحات التسلية والترفيه، حيث أنّ، هناك أماكن حسبه، لم تحترم فيها قواعد السياحة.

التصوير الفردي فرصة لاستدراك النقائص ووسيلة للترويج السياحي
وثمن المختص في علم النفس، والتنمية البشرية، عبد الحليم ماضي، المبادرات الشخصية التي تروج للسياحة في الجزائر، وذلك من خلال استكشاف المناطق السياحية، وتقديم النصائح، وإجراء مقارنات بين أسعار الفنادق والخدمات، واستغلال منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة “الفايسبوك”، في توصيل المعلومة إلى الناس داخل وخارج الوطن.
وقال إن هذه الديناميكية في التفاعل مع منصات الترويج السياحي عبر “الفايسبوك”، ساهمت في نشر الوعي، وحاربت تجاوزات بعض أصحاب الفنادق السياحية، وارتفاع أسعار الخدمات.
ويرى المختص أن الترويج الجيد من بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي، لأماكن سياحية كانت غير معروفة للكثير من السياح، ونشر صور تحمل الكثير من الجمالية، حققت بدورها صور التكافل من خلال فتح بعض المواطنين بيوتهم الواقعة بالقرب من الشواطئ خلال هذه الصائفة، للمصطافين الذين يستأجرونها بمبالغ معقولة، عكس أسعار الفنادق التي لم تتناسب مع القدرة المالية للبعض.

السياحة في الجزائر ليست قضية منشآت
وفي السياق، أوضح رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك، حسن منوار، أن السياحة في الجزائر ليست قضية منشآت وفنادق بـ5 نجوم، حيث أن رغم زيادة الطلب والحاجة إلى هذه المنشآت إلا أن الخدمات يجب أن تكون هي أيضا في مستوى شريحة متوسطة من الجزائريين.
وقال إن العطلة الصيفية من الكماليات، ولكن الجزائريين الذين عانوا من الحجر الصحي، باتت بالنسبة إليهم وسيلة لتفريغ ضغوطات نفسية، والترفيه عن أولادهم قبل الدخول المدرسي ضمانا لصحتهم النفسية والجسدية، واستقبالهم لموسم دراسي جديد.
وأكد حسن منوار، على ضرورة الاهتمام بالبنية الاجتماعية والاستهلاكية للسائح الداخلي، والتركيز على الجانب الحضاري والثقافي والسياحي في خدمة السياح الأجانب، قائلا “السائح الأمريكي لا يأتي إلى الجزائر بحثا عن فندق 5 نجوم، بقدر ما يهمه الطابع الأصيل في الجزائر”.
ودعت جمعية الأمان لحماية المستهلك الجزائري، إلى ضرورة خلق الفرص لجميع المناطق السياحية قصد الاستفادة من استقطاب السياح إليها، وذلك من خلال توفير الخدمات السياحية بالتساوي، وتطوير العنصر البشري الذي يخدم السائح.
وقال حسن منوار، إن السياحة مؤخرا، أصبحت تقتصر فقط على الشواطئ، حيث يلاحظ أن التوافد الكبير والاكتظاظ لا يكون إلا في الساحل الجزائري، بينما لا تزال مناطق سياحية جبلية مهملة وخارج حيّز الاهتمام، حيث يرى أنّ الحل في تقسيم العطل عند العمال بين 3 فصول لكي تتاح للعائلات فرصة قضاء عطل أيضا في الصحراء والجبال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!