-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف نُصلح منظومتنا التربوية؟

أوحيدة علي
  • 1496
  • 3
كيف نُصلح منظومتنا التربوية؟

إن التطور والتقدم والتحضر وارتفاع مستوى التعليم لا يأتي من فراغ، بل يأتي من جهود جادة وصادقة ومُحبة للوطن والمواطن والمجتمع ككل. وهذا الهدف يجعلنا نبحث دائما على السبيل المستقيم من بين السبل، نسعى دوما لتقييم مسار منظومتنا التربوية لنضيف إليها أو نعدّلها أو نستبدل بعض النقائص فيها، بما هو أفضل وأحسن وأفيد للمجتمع في المستقبل القريب والبعيد.

وعلى هذا الأساس ينبغي، بل يجب تقييم منظومتنا التربوية تقييما ميدانيا وعمليا وفعليا ولا يخرج عن المؤسسات التربوية، ولا حجرات الدراسة، أي نقيّم نتائج المتعلمين، وجهود الأساتذة، وظروف البيئة التعليمية- التعلمية، وطرق التدريس، ونوعية المناهج، ومضمون الكتب المدرسية، لأنها هي البوصلة التي تحدد بداية الدروس ونهايتها في كل مستوى، بأمثلة وقواعد، وتمارين في المستوى التعليمي- التعلمي للتلميذ والطالب والأستاذ. بل هي نقطة البداية ونهاية المطاف، فإذا كانت غامضة أو مبهمة أو فوق المستوى التعليمي-التعلمي، أو مخالفة لمبادئ التدريس وشروطه، وأسس المناهج، فإنها تكون وبالا وشرا على المنظومة التربوية.

يوجد الكثير والكثير من الهفوات في كتبنا المدرسية، وقد استعرضتُ العديد منها في مناسبات سابقة، وأكدتُ ضرورة إصلاح الكتاب لأنه هو الصورة الحقيقية والفعلية للمناهج، وهو الوسيلة الوحيدة للتلميذ والطالب والأستاذ، ولكن السؤال الجوهري: ما هي أساليب ومنهجية الإصلاحات التربوية من الابتدائي إلى الثانوي؟

إن الإصلاح الفعّال والناجح يتمثل في تقييم المنظومة الحالية تقييما ميدانيا وعمليا اعتمادا على عمليات التكوين، والمناهج المقررة، والكُتب المدرسية وأداء الأساتذة داخل الحجرات، ونتائج التلاميذ والطلبة ومستواهم التعليمي في جميع الأنشطة، وجميع المستويات من الابتدائي إلى الثانوي، بغية حصر السلبيات للابتعاد عنها، أو تعديلها أو استبدالها أو حذفها، والتعرُّف على الإيجابيات لتطبيقها.

أما التقييم الذي يتم بالمراسلة، أو يجري في قاعات من أناس لا يعرفون مسار التربية والتعليم في الجزائر، ولم يعملوا في الابتدائي الذي يعتبر القاعدة الأساسية للمنظومة التربوية، فإنه انحرافٌ عن المسار التربوي الصحيح، واستهتار بأجيال المستقبل والوطن والمواطن.

وبصيغة عملية وفعلية وميدانية أقول: ينبغي القيام بما يلي:

l لا يشتري تلميذ السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي إلا كتابين هما: كتاب القراءة، وكتاب الرياضيات، مع وجوب حذف التربية المدنية، والتربية العلمية والتكنولوجية، أما التربية الإسلامية فيقدمها الأستاذ من كتاب يعدُّ من وزارة التربية الوطنية، وهذه الطريقة تخفف من عبء المحفظة، ويتمكن الأستاذ من رفع مستوى التلاميذ في اللغة والرياضيات.

l حذف كراريس التمارين الخاصة باللغة العربية، والرياضيات وتعويضها بكراس القسم الذي يشمل الخط (كتابة)، الإملاء، وتمارين اللغة، وتمارين الرياضيات، وتمارين التربية الإسلامية، مع وجوب انجاز هذه التمارين في القسم ليصححها بعد ذلك الأستاذ خارج القسم، وهذا الأسلوب يساعده على معرفة كل تلميذ ومستواه في كل نشاط. وهذا الأسلوب يُتبع في جميع مستويات التعليم الابتدائي من السنة الأولى إلى السنة الخامسة.

l كراس للواجبات المنزلية تُنجز في البيت، ويراقبها الأستاذ ثم تُصحح مع ملاحظات، حتى يبذل التلاميذ جهودا جادة خارج القسم، ولا يتهاونون في إنجازها.

l حذف القرار الإداري الذي ينص على انتقال تلاميذ السنتين الأولى والثانية مهما كان مستواهم، ثم البحث عن طريقة تربوية لرفع مستوى الضعاف، ويكون ذلك مثلا بتخصيص دروس استدراكية خاصة بهم من بداية السنة، مع وجوب اختبار السنة الأولى في الفصول الثلاثة، ليتمكّنوا من التمييز بين الحروف، وقراءة الكلمات قبل الدخول إلى النصوص في الفصل الثالث.

l إدخال جميع الأنشطة في الاختبارات الفصلية ليتمكن الأستاذ والأولياء من معرفة مستوى كل تلميذ في كل نشاط، قصد معالجة الضعف في حينه وفي الوقت المناسب قبل أن تصبح المعالجة مستحيلة.

l توحيد الاختبارات الفصلية في المدرسة الواحدة، وتبادل الأساتذة أثناء الحراسة لنخلق حماسا وتنافسا وجدية لصالح التلميذ والمنظومة التربوية.

لا يشتري تلميذ السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي إلا كتابين هما: كتاب القراءة، وكتاب الرياضيات، مع وجوب حذف التربية المدنية، والتربية العلمية والتكنولوجية، أما التربية الإسلامية فيقدمها الأستاذ من كتاب يعدُّ من وزارة التربية الوطنية، وهذه الطريقة تخفف من عبء المحفظة، ويتمكن الأستاذ من رفع مستوى التلاميذ في اللغة والرياضيات.

l عدم حذف امتحان (السانكيام)، وتجميع التلاميذ حسب الحروف الأبجدية في مراكز الامتحان لنخلق تنافسا بين التلاميذ، والأساتذة، والمدارس، وهذا الأسلوب يرفع مستوى المتعلمين ويحسّنه سنة بعد سنة، لأن المنظومة التربوية السابقة تدنى مستواها لما حُذف امتحان السنة السادسة واستبدل بقرار ينتقل إلى المتوسط من كل مدرسة 85%، فانهار المستوى وأصبح ينتقل من لا يفرّق بين الاسم والفعل، ولا يستطيع انجاز عملية بسيطة. وعليه فإن حذف (السانكيام) يؤدي إلى انهيار التعليم من الابتدائي إلى الجامعي من جهة، وانتشار الجهل والأمية في المجتمع. وما قيل عن (السانكيام) يقال أيضا عن (البيام) والبكالوريا إذا أدخلت البطاقة التركيبية التي كانت وستكون المميز الوحيد بين الطلبة حسب الحسب، والنسب، والمعارف، والولاء، والدرجة الاجتماعية.

وخلاصة الخلاصات: إن نجاح التعليم وارتفاع المستوى يتحقق إذا كان هناك تنافسٌ بين المؤسسات، والأساتذة، والتلاميذ، والطلبة، عن طريق امتحانات عادلة في المستوى التعليمي- التعلمي، دون إدخال علامات القسم، أو البطاقات التركيبية.

أما إذا كانت الكتب المدرسية صماء، جوفاء، فارغة، وغاب التنافس، وصيغت الاختبارات والامتحانات دون المستوى التعليمي- التعلمي، وأدخلت معدلات الأقسام والبطاقات التركيبية، فانتظر انهيار المنظومة التربوية والمجتمع، وجميع مجالات الحياة.

ومن يرى غير هذا عليه أن ينير الطريق، ويكشف للقراء الحقيقة، لينقشع الضباب عن الشمس، وتظهر سلبيات الإصلاحات المزعومة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد

    (تابع) هذه الملاحظات لا تصلح إلا إذا كان المعلم على قدر من المهنية البيداغوجية والضمير المهني يسمحان للإدارة بأن تمنحه ثقتها في اعتماد قرارته التقييمية.إذا أردنا بحق إنقاذ مدرستنا من الانحلال على السلطات أن تعيد فتح مدارس لتكوين المعلمين تحت إشراف إطارات مقتدرة وحسن اختيار المترشحين لهذه المهنة السامية وليس على الخريجين من الجامعة الذين نعرف ضعفهم وعدم صلاحياتهم للتربية والتعليم.

  • محمد

    وردت في المقال كلمات حق تستحق التنويه ومنها "من لم يدرس في الابتدائي (وخاصة في السنة الأولى) لا يعرف معني التربية وتقنياتها ولو تلاها في الكتب.ثم طلب التقليل من استعمال الكتب كما قيل في مجتمعنا"من شيخه مزود يدسه ويرقد"لأن مصدر المعارف لدى التلاميذ هو المعلم"العالم بكل شيء"ومع هذا وردت بعض الإشارات السلبية مثل حذف بعض المواد مثل التربية المدنية والتمهيد لبعض المعارف العلمية والتكنولوجية التي من شأنها تكييف الطفل مع مجتمعه وعصره وأخرى مثل الرسم والموسيقى لسد حاجاته الروحية والجمالية.مشكلة الاختبارات والفروض ثم الامتحانات تكمن في آثارها النفسية على الطفل المرهق بالواجبات المتنوعة.لو تحكم المعلم في التوازن بين الجهد الأقصى المطلوب من التلميذ والقدرة الفكرية على سد ما يحتاج إليه لنجنا في تعليمنا.

  • يوغرطة

    يتم التركيز على الجانب العملي التطبيقي ويستخدم أساليب الممارسة التي يتم تعويد الطفل عليها من المرحلة الابتدائية حتى المراحل العليا من التعليم، كما يشيع استخدام أسلوب حل المشكلات والألعاب التعليمية ، كما أن قدرة المعلمين المهنية والثقافية جعلت المدرسة مكاناً محبوباً لدى التلاميذ لقدرات المعلم الإبداعية التي تتمثل في قدرته على جذب الانتباه والقدرة على استخدام التقنية بفعالية ومتابعته لطلابه داخل المدرسة وخارجها مما انعكس على مكانة المعلم واحترامه داخل المجتمع الياباني.