لأول مرة.. التحقيق في حالات خطف الأطفال لن ينتظر المدة القانونية

تتعرض الطفولة في الجزائر إلى انتهاكات عديدة رغم وجود العديد من القوانين المتعلقة بحمايتها، إلاّ أن الواقع العام يعكس صورة مأساوية لحالات تفقد البراءة حياتها أحيانا كثيرة.

وبهذا الصدد ثمّن عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى، في حديثه لجواهر الشروق، مشروع القانون الوطني لحماية الطفولة، معتبرا إياه مكسبا يجب دعمه فالقوانين المرتكز عليها في الوقت الحالي قد تجاوزها الزمن، ويجب مواكبة التطورات الحاصلة بقوانين جديدة، حيث قال:”هذا مكسب ناضلنا من اجله لأكثر من 9 سنوات خلت”.

اليوم وبفضل هذا القانون، يقول رئيس شبكة ندى، سيصبح بإمكان أي شخص يشهد حادثة عنف ممارسة ضد الأطفال أن يتقدم ببلاغ إلى المصالح المعنية من أجل مباشرة الإجراءات اللازمة وليس كما كان سائدا من قبل أين كان الأمر حكرا على الأبوين وبهذا الشكل بات بإمكان المجتمع المدني التدخل لتحريك العديد من القضايا بعد أن كان يقف عاجزا أمام العديد من الحالات.

ومن بين مزايا مشروع القانون، يضيف محدثنا، لأول مرة في ما يخص الأطفال المخطوفين سيقوم وكيل الجمهورية بفتح التحقيق بصفة مباشرة دون انتظار المدة القانونية المنصوص عليها، كما أنه لن يتم انتظار بلاغ الوالدين، سيما في حال تعذر الأمر عندما يكون الوالدين مسافرين، وهو ما كان يتسبب في تأخير ليس في صالح الضحية.

واشترط عرعار لنجاح القانون وتطبيقه بما يخدم الطفولة إرفاقه بآليات التنفيذ التي ترافقه، فالقانون قدّم حلولا وعزّز قضية التبليغ عن الانتهاكات والمرتكبين للمخالفات بحق الأطفال المعنفين.

وفي سؤال عن مدى إمكانية نزع حضانة الأطفال من الأسرة التي يثبت عليها سوء معاملتها لأطفالها أجاب عرعار، أن القانون يخص عدالة الأحداث ولا يتعلق بقانون الأسرة فهو يركز على الحماية القبلية والبعدية للطفل واستطرد “لا نحبذ اجتثاث الطفل من محيطه الأسري لأن في الأمر ضررا نفسيا كبيرا عليه إلا في حالة واحدة ووحيدة عندما يتعلق الأمر بخطر عظيم ، بل نسعى إلى اعتماد تدابير أخرى ووسائط اجتماعية مؤثرة”.

وبخصوص وضع الطفولة في بلادنا قال عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة لـ”جواهر الشروق” أنه “يتوجب علينا تطبيق 50 بالمائة من القوانين الجزائرية الخاصة بحماية الطفولة، نحن نواجه جبلا اسمه العنف علينا محاربته أو تهديمه بترو وتبصر”.

وقال كذلك “أكيد لن نستطيع حل جميع مشاكل الطفولة دفعة واحدة، لكن يجب علينا أن نناضل ونواصل من أجل مستقبل أفضل لطفولتنا”.

ودعا عرعار إلى  ضرورة التكفل بالعائلات الفقيرة والمعدومة، حيث يجب التفكير في كيفية تحسين حياة العائلات الجزائرية من أجل حماية الأطفال في محيطهم العائلي، وتساءل عرعار “أين نحن اليوم من المخطط الوطني لحماية الطفولة وأين نحن أيضا من الإستراتيجية الوطنية للأسرة التي تم تسطيرها في وقت سابق”.